لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إعلان فتراجع فاعتذار فاعتراف وتحدٍ.. مسلسل مماطلات إثيوبيا لملء سد النهضة

06:02 م الأربعاء 22 يوليو 2020

سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

لا تتوانى أديس أبابا عن تزييف الحقائق، وإطلاق تصريحات مُغلّفة بطابع الكذب والتخبّط، ماضية قُدمًا في تبنّي سياسات التسويف والمُماطلة و"فرض الأمر الواقع"، بهدف كسب الوقت لإنجاز ملء خزان سد النهضة، نقطة الخلاف الأبرز مع دولتيّ المصب (مصر والسودان)، وذلك على مدى 9 أعوام من المفاوضات التي لازمت لعنة "التعثّر" أغلب مراحلها.

على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بدت لهجة الكذب والتضارب والتصعيد جليّة في التصريحات الرسمية الإثيوبية، لا سيّما فيما يتعلّق بملء خزان السد.

وفي وقت سابق، أعلنت إثيوبيا الشروع في بدء ملء السد حتى بدون اتفاق. في التسلسل الزمني التالي، يرصد "مصراوي" أبرز التصريحات الإثيوبية الرسمية المُتضاربة.

7 يوليو.. "تعهّد وتأكيد"

أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن الخلاف مع مصر حول تشغيل وفترة ملء سد النهضة "سيُحلّ في البيت الأفريقي".

وتعهّد آبي أحمد: "لن نضر بمصر، وسنبدأ ملء السد للاستفادة من موسم الأمطار الغزيرة". وتابع: "لن نحرم مصر من الماء وسنتوصل لاتفاق قريبًا"، وذلك في جلسة أسئلة وأجوبة بالبرلمان الإثيوبي، مؤكدًا أن الاضطرابات السياسية الأخيرة في بلاده لن تعطل خططه لبدء ملء السد.

جاء ذلك بعد يومين من تصريحات للقيادي في قوى الحرية والتغيير السوداني، محمد وداعة، قال خلالها إن "إثيوبيا بدأت ملء السد سرا"، مُضيفًا أن كل الشواهد تؤكد أن إثيوبيا شرعت في بدء ملء السد، ما تسبب في قلة المياه الواردة للسودان في يوليو الجاري، وفاقم أزمة الكهرباء نتيجة نقص التوليد المائي، حسبما أوردت صحيفة "الراكوبة" السودانية.

واتهم الحكومة الإثيوبية بالسعي إلى "تخزين المياه والتحكم فيها والإخلال بكل اتفاقيات المياه".

15 يوليو: "إقرار، فتراجع، فاعتذار"

في نبأ مُفاجئ، أعلن التليفزيون الرسمي الإثيوبي عصر يوم 15 يوليو، رسميًّا، بدء ملء خزان السد على النيل الأزرق، نقلًا عن تصريحات نسبها إلى وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي.

وأوضح بيكيلي، بحسب بيان نقله الإعلام الرسمي الإثيوبي بالأمهرية وتداولته وسائل إعلام عربية وعالمية، أن عملية التخزين الأولى تُقدّر بـ4.9 مليار متر مُكعب، مُشيرًا إلى أن "عملية بناء وتعبئة السد تسيران جنبًا إلى جنب بشكل طبيعي". وأكّد أن المفاوضات "ستستمر لمصلحة إثيوبيا".

وبعد ساعة، تراجعت إثيوبيا ونفت على لسان وزير الري في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية ما نُسِب إليه بشأن إعلان ‏بلاده البدء في ملء السد. وزعم بيكيلي أن صور الأقمار الصناعية المُلتقطة بين 26 يونيو و12 يوليو "عكست الأمطار الغزيرة التي كان تدفقها أكبر من المُعتاد".

وبعد 3 ساعات، نشرت هيئة البث الإثيوبية بيانًا "مُعدّلًا"، اعتذرت فيه عما وصفته بـ"سوء التفسير" للبيان الذي نشرته ونسبته إلى بيكيلي.

وقالت: "نعتذر عن سوء التفسير للتقرير السابق على صفحتنا عبر فيسبوك، والذي فُهِم منه- عن طريق الخطأ- أنه تم بدء ملء خزان السد رسميًا"، مُرفقة البيان بصور الأقمار الصناعية الحديثة للسد.

جاء ذلك بعد يومين من نشر صور التُقطت بالأقمار الصناعية بين 27 يونيو و12 يوليو، أظهرت زيادة مطردة في كمية المياه التي يحتجزها السد. الأمر الذي أثار غضب مصر التي طلبت "إيضاحًا عاجلًا"، والسودان التي شجبت "أي إجراء أحادي"، فيما لم يتم الاتفاق بعد على الجدول الزمني لملئه.

16 يوليو: "تكذيب وتصعيد"

في 16 يوليو، وبعد ساعات من نفي أديس أبابا تصريحات تتعلّق ببدء ملء خزان السد، نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا)، تصريحات لوزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي، تمسّك خلالها بلهجة التعنّت التي تتبناها بلاده بقوله إن "التعبئة الأولية للسد لا تتطلب موافقة أحد وليست جزءًا من المفاوضات".

وقال بيكيلي إن بناء السد وتعبئته تجري "بطريقة مهنية"، زاعمًا أن محاولات إلزام بلاده التوقيع على اتفاقية قانونية مُلزمة، حال دون التوصل إلى اتفاق في المفاوضات المُتعثرة. وأكّد استمرار المباحثات.

وفيما يتعلق بالجوانب القانونية، قال بيكيلي: "لا نقبل أن تتقيد المفاوضات بنصوص قانونية مُلزمة"، زاعمًا أنها "تمنع إثيوبيا من الاستخدام العادل والمنصف لنهر النيل".

وبيّن أنه تم الاتفاق خلال المفاوضات على عدة أشياء، منها قواعد الملء، وأمان السد، وتبادل المعلومات فيما يخص السدود، وكذلك التطورات والمستجدات بشأنه.

بالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن إثيوبيا أبلغتها بعدم صحة أنباء شروعها في ملء السد. وقال القائم بالأعمال الإثيوبي في السودان مكونن قوساييي تيبا، إن أديس أبابا "لم تغلق بوابات السد ولم تحتجز المياه الداخلة".

وأوضح أن زيادة نسبة المياه التي أظهرتها الصور المُلتقطة حديثًا بالأقمار الصناعية بسبب موسم الأمطار، وأن المياه تجمعت بشكل طبيعي في بحيرة السدّ، مؤكدًا التزام بلاده بالاستمرار في المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي وبإعلان المبادئ الموقّع بين مصر وإثيوبيا والسودان.

21 يوليو: "إقرار رسمي"

بعد المراوغة والتضارب، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، رسميًا، إنجاز المرحلة الأولى من ملء سد النهضة، خلال القمة الأفريقية المُصغّرة التي عُقدت افتراضيًا عبر تقنية الفيديو كونفرانس، برعاية الاتحاد الأفريقي، على مستوى قادة الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا).

وبرّر آبي ذلك بزيادة المياه خلال موسم الأمطار في إثيوبيا على مدى الأسبوعين الماضيين. ووصف الاجتماع بـ"المُثمر"، مُعربًا عن تقديره للرئيس عبدالفتاح السيسي ولنظيره السوداني عبدالله حمدوك، لتوصلهم إلى "تفاهم مشترك رئيسي يمهد الطريق للاتفاق الشامل".

ومنذ بداية العمل قبل 9 أعوام في بناء السد- الذي أنجز منه حتى الآن 73 بالمائة، استمرت المياه في التدفق عبر موقع البناء الضخم.

وعمل البنّاؤون على بناء الهياكل الضخمة على جانبي النهر دون أي مشكلة. وعندما وصل البناء إلى الوسط، تم خلال موسم الجفاف تحويل مجرى النهر عبر قنوات أو أنابيب، للسماح ببناء هذا القسم.

واكتمل الجزء الأسفل من القسم الأوسط. ويتدفق النهر حاليا من خلال قنوات جانبية تقع قرب أساس الجدار.

22 يوليو: "تحدٍ واستمرار للتصعيد ولقطات لملء السد"

بعد ساعات من الإقرار رسميًا بملء السد، أكّد وزير الري والمياه والطاقة الإثيوبي سيلشي بيكيلي إنجاز المرحلة الأولى من ملء السد، واستمرار إنجاز بلاده في عمليات البناء والملء، في تحدٍ لحقوق دولتي المصب (مصر والسودان).

وغرّد بيكيلي بالأمهرية على حسابه الرسمي عبر تويتر، الأربعاء: "تهانينا. في 12 يوليو 2020، الساعة 4:00 مساء (بالتوقيت المحلي)، تم إنجاز المرحلة الأولى من ملء سد النهضة"، وذلك رغم نفيه قبل أيام بدء بلاده عملية الملء.

كما هنّأ وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندارجاشيو، الإثيوبيين بإتمام بلاده المرحلة الأولى من ملء خزان السد، وقال في تغريدة تصعيدية عبر تويتر: "بات لدينا بحيرة، ولن تتدفق مياهها نحو نهر النيل".

بالتوازي، نشر التليفزيون الإثيوبي لقطات تُظهر عملية ملء السد وبحيرة السد. وأظهر مقطع فيديو نشره حساب "إثيوتيوب" عبر تويتر ونسبه إلى وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا) والتليفزيون الإثيوبي (إي تي في)، لحظة دخول المياه إلى بحيرة السد.

فيديو قد يعجبك: