مشاورات دولية واجتماع عربي عاجل.. تطورات الأزمة الليبية بعد تصريحات السيسي
كتب- محمد عطايا:
تتواصل التعليقات والكشف عن المواقف الدولية لتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، بشأن التصدي لأي تدخلات خارجية في ليبيا، وتأكيده على حق مصر في الدفاع عن حدودها إذا ما تعرض الأمن القومي المصري للخطر.
الدعم العربي الكبير لكلمة السيسي بخصوص ليبيا، مؤشر واضح على رفض العالم العربي استباحة سيادته وحدوده، من قبل الدول الإقليمية، هكذا وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، رد الفعل الدولي لكلمة السيسي.
وبرغم التأييد الكبير لتصريحات الرئيس أمس، والتي أكدت على أهمية التهدئة في ليبيا، واللجوء للحلول السياسية وفقًا لمخرجات مؤتمر برلين، إلا أن حكومة الوفاق الليبية استمرت في تعنتها ضد أي نوع من المصالحة.
وأعلن المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق رفضه لتصريحات الرئيس السيسي، مُعتبرًا أنه "إعلان حرب".
وزعم أن تصريحات السيسي أمس تعدي على سيادة الدولة الليبية، بحجة أن حكومة الوفاق هي "الكيان الوحيد الشرعي في ليبيا".
من جانبه، جاء الرد المصري بأن القاهرة أبقت على الحل العسكري كخيار أخير إذا أصبحت التطورات في ليبيا تمس أمنها القومي.
وقال وزير الخارجية سامح شكري، إن مصر تسعى لتعزيز الحل السياسي في ليبيا وكذلك التوافق الليبي الليبي، وتعمل من خلال "إعلان القاهرة" لتجاوز هذه الأزمة بالوسائل السياسية.
وشدد شكري، في مداخلة مع قناة "العربية الإخبارية" اليوم الأحد، على أن أي تهديد للأمن القومي المصري والعربي سيجد رد الفعل والحزم المناسبين، ولكن ذلك لا يحول دون استمرار العمل من خلال الأطر المختلفة سواء بالاتصال مع دول الجوار أو من خلال الجامعة العربية وكذلك من خلال التواصل مع الأطياف السياسية في ليبيا من أجل تشجيعهم جميعًا على الوصول إلى التوافق والحل الليبي الليبي.
اجتماع طارئ
أعلنت جامعة الدول العربية، عقد اجتماع طارئ عبر الانترنت على مستوى وزراء الخارجية العرب، غدًا، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.
وكانت حكومة الوفاق أعربت عن رفضها للدعوة المصرية لعقد هذا الاجتماع لبحث الأوضاع في ليبيا.
وسبق أن أعربت جامعة الدول العربية عن رفضها للتدخل التركي في ليبيا، داعية إلى العودة للمفاوضات السياسية.
مباحثات دولية بشأن ليبيا
استعرض سامح شكري وزير الخارجية، اليوم الأحد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، العلاقات الثنائية، فضلاً عن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة التطورات الليبية.
بادل الوزيران وجهات النظر حول التطورات بالمنطقة، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا حيث تم التشاور حول مستجدات الأوضاع هناك.
وأيضًا، تلقي شكري، اتصالاً هاتفيًا من وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، في سياق التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين حول سبل زيادة التعاون وتنسيق المواقف إزاء التطورات الإقليمية وآليات التعامل معها بما يخدم القضايا العربية ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن الجانبين شددا على ضرورة تكاتف جميع الجهود لحل الأزمة سياسيًا بتوافق أطراف الأزمة الليبيين بأسرع وقت ممكن، وبما يضمن أمن ليبيا واستقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها ومصالح شعبها وفق المرجعيات المعتمدة والتي تشمل اتفاق الصخيرات ومؤتمر برلين واتفاق القاهرة المنسجم مع مخرجات مؤتمر برلين.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية القبرصية أن وزيرى خارجية قبرص ومصر، نيكوس كريستودوليديس وسامح شكري بحثا هاتفيا آخر التطورات في منطقة شرق المتوسط، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في ليبيا والإجراءات التركية هناك، والتي زادت من حدة التوترات فى البلاد وعززت زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وذكرت الخارجية القبرصية - فى بيان صحفى اليوم الأحد - أن الوزيرين اتفقا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية، على أساس مخرجات مؤتمر برلين وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ، بما في ذلك القرار 2510.
تأييد ليبي للسيسي
رحب المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، اليوم الأحد، بخطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن ليبيا. وثمن المجلس في بيانه، مواقف مصر التاريخية تجاه ليبيا، ودعم مصر للشعب الليبي في مواجهة الغزو التركي.
وقال المجلس إن ليبيا دولة عربية وتنتمى للأمة الإسلامية وتربطها أواصر تاريخية واجتماعية مع الشقيقة مصر، لافتا إلى أن المجلس يدرك إن دعم النظام التركى للتنظيمات الإرهابية المستترة بالدين ونشر المرتزقة، يهدف فى الأساس لتمكين جماعة الإخوان الإرهابية ونشر الإرهاب فى شمال إفريقيا، والاستيلاء على الثروات الليبية لاستخدامها لدعم الإرهاب فى المنطقة العربية أفريقيا عموما.
فيما أكد اتحاد عمال ليبيا، اليوم الأحد، دعمه للجيش الليبي والمبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، حسبما نقلت قناة العربية السعودية.
ودعا اتحاد عمال ليبيا، في بيان اليوم، الاتحاد التركي للعمال للوقوف مع الشعب الليبي للتصدي لسياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأكد أن سياسات أردوغان تشكل خطرًا على السلم والأمن. كما أكد الاتحاد أن أمن مصر من أمن ليبيا.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس أكد أن تصريحات السيسي، السبت، بشأن ليبيا، تعكس أهمية العمل على وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأضافت أن واشنطن تدعم الجهود التي أطلقتها مصر للعودة لمفاوضات أممية.
وأكدت أن "استقرار ليبيا يتم من خلال وقف النار والبدء بعملية سياسية".
بينما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء السبت، تأييد حكومة المملكة العربية السعودية لمبادرة إعلان القاهرة بشأن ليبيا، التي جرى الإعلان عنها، في السادس من يونيو الجاري، والتي سعت إلى حل سياسي للأزمة الليبية ووقف إطلاق النار وحقن الدماء، والمحافظة على وحدة الأراضي الليبية، بما تقتضيه المصلحة الوطنية في ليبيا، فإن حكومة المملكة تؤكد على أن أمن جمهورية مصر العربية جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة والأمة العربية بأكملها.
فيديو قد يعجبك: