لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الهند تتهم الصين بالاستفزاز المتعمد

08:13 م السبت 20 يونيو 2020

تتنازع الصين والهند على السيادة على هذه المنطقة في

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن - (بي بي سي)

وجهت الصين إلى الهند اتهاما بالقيام بـ "استفزاز متعمد" في أول تعليق رسمي لها على الاشتباك الدامي الذي جرى الاثنين بين قوات الجانبين في منطقة غالوان في ولاية لاداخ، الحدودية المتنازع عليها في جبال الهيملايا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليجيان تشاو إن قوات هندية عبرت الحدود إلى الأراضي الصينية، وقامت بالهجوم، مما أدى إلى حدوث "مواجهات جسدية عنيفة".

لكنه لم يذكر أي تفاصيل تتعلق بسقوط قتلى أو جرحى بين الجنود الصينين.

وكانت تقارير أفادت بأن جنودا من الجانبين اشتبكوا بالعصي والهراوات دون إطلاق الرصاص، واتهم كل طرف الطرف الآخر بأنه كان من بدأ القتال.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكد الجمعة أن الحدود الهندية لم تعبرها أي قوات أجنبية، ولم يحصل أي اختراق للحدود أو ضياع للأراضي.

وتعهد مودي بأن الهند ستدافع عن حدودها بالقوة العسكرية في حال لزم الأمر.

وقتل 20 جنديا هنديا في الاشتباك الذي جرى في وادي غالوان. ورغم أن الصين لم تشر إلى وقوع ضحايا في صفوف قواتها، فقد قالت الهند إن الاشتباك أدى إلى خسائر في الأرواح من الجانبين.

ما هي الرواية الصينية للأحداث؟

قال ليجيان تشاو في سلسلة من التغريدات على تويتر، إن وادي غالوان كان بالأساس على الجانب الصيني من خط المراقبة الفعلي، وهو خط الحدود المرسوم بشكل سيئ بين الجارتين الآسيويتين اللتين تملكان سلاحا نوويا.

وأضاف المتحدث الصيني أن الاشتباك وقع في وقت تراجع فيه التوتر على الحدود بعد أن هدمت الهند منشآت بنية تحتية كانت بنتها على الجانب الصيني من خط المراقبة الفعلي في مايو/أيار، وسحبت عناصرها عقب اتفاق بين ضباط صينيين وهنود.

إلا أن القوات الهندية "عبرت مرة ثانية" خط المراقبة الفعلي في 15 يونيو/حزيران، في استفزاز متعمد في وقت كان فيه التوتر في وادي غالوان بدأ بالتراجع بالفعل"، كما أضاف تشاو.

وقال تشاو إن "قوات الخطوط الأمامية الهندية شنت هجوما عنيفا على الضباط والجنود الصينيين الذين ذهبوا إلى هناك للتفاوض، مما أدى إلى اشتباكات جسدية شرسة وخسائر في الأرواح".

وتابع قائلا إن الهند باشرت في بناء "طرق وجسور ومنشآت أخرى" في منطقة خط المراقبة الفعلي منذ أبريل/نيسان.

ما الذي قاله رئيس الوزراء الهندي عن ذلك؟

أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي في بيان متلفز الجمعة أنه لم يحصل أي توغل في الأراضي الهندية.

وقال "لم يتطفل أحد على حدودنا، ولا يوجد أي شخص هناك الآن، ولم يتم الاستيلاء على مواقعنا".

وأضاف أن القوات المسلحة الهندية "منحت كامل الصلاحية لاتخاذ الخطوات اللازمة" لحماية الأراضي الهندية.

وتابع قائلا "إن الغضب والاحساس بالإساءة يعمان البلاد بأكملها جراء الخطوات التي اتخذتها الصين"، وأضاف "الهند تريد السلام وعلاقات الصداقة، ولكن الحفاظ على السيادة يأتي في المقام الاول".

وكانت الحكومة الهندية ألقت باللوم على الصين في الاشتباك، وأصدرت وزارة الخارجية الهندية بيانا الأربعاء قالت فيه إن الاشتباك اندلع بعد أن "شرع الجانب الصيني في بناء منشأة في وادي غلوان على جانبنا من خط المراقبة الفعلي".

ما الذي حدث؟

أفادت تقارير إعلامية بأن الاشتباكات وقعت الاثنين، على تلال جبلية بارتفاع يزيد عن 4200 متر وفي ظل درجات حرارة منخفضة إلى تحت الصفر، ويُعتقد بأن بعض الجنود سقطوا في نهر غلوان سريع الجريان.

ومن غير المعروف تماماً ما هو عدد الجنود الذين شاركوا في الاشتباك، إلا أن أحد المسؤولين البارزين في الجيش الهندي أبلغ البي بي سي بأن 55 جندياً هندياً كانوا في مواجهة 300 جندي صيني، لكن لم يتسن لبي بي سي التحقق من روايته.

وقال الضابط الهندي "ضربوا أولادنا على الرأس بهراوات معدنية ملفوفة بأسلاك شائكة"، ووصف الصينيين بأنهم "فرق الموت".

وفي مساء الثلاثاء، أكد الجيش الهندي أن 17 من بين الجنود الذين قضوا " كانوا مصابين بجراح بليغة جراء أدائهم الواجب في موقع المواجهة وأنهم تعرضوا لدرجات حرارة تحت الصفر في المنطقة المرتفعة." ويعتقد أن بعض الجنود ماتوا بسبب إصاباتهم، حيث لم يتمكنوا من النجاة من درجات الحرارة المجمدة خلال الليل.

وكانت التقارير الأولية قد أشارت إلى فقدان بعض الجنود الهنود، لكن المسؤولين يقولون إنه تم العثور على جميع من شاركوا في الاشتباك.

ما سبب غياب السلاح؟

يحظر اتفاق تم التوصل إليه بين الجانبين في 1996 الأسلحة والمتفجرات ضمن مسافة كيلومترين من خط المراقبة الفعلي على طول الحدود المتنازع عليها وذلك للحيلولة دون تصعيد الموقف.

يذكر أن الصين والهند هما أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان ولديهما أكبر جيشين من حيث عدد الأفراد. كما ان الدولتين لديهما صواريخ نووية، وبالتالي فإن حظر الأسلحة ينظر إليه كطريقة لمنع خروج الحوادث عن نطاق السيطرة.

ولدى الدولتين تاريخ حافل بالمواجهة والمطالب الإقليمية المتداخلة على طول أكثر من 3440 كيلومتراً من الحدود التي رسمت بشكل سيئ لتفصل البلدين فيما يعرف بخط المراقبة الفعلي. وخاضت الدولتان حرباً قصيرة في 1962انتهت بهزيمة مذلة للهند. ومنذ ذلك التاريخ، وقع عدد من المواجهات العنيفة كان أبرزها في العام 1975 عندما أدت مناوشة إلى مقتل أربعة من الجنود الهنود.

ولم تطلق رصاصة واحدة منذ ذلك التاريخ. بيد أن التوترات كانت تتصاعد على امتداد الحدود في الأسابيع الأخيرة. ففي مايو/ أيار الماضي، تبادل جنود هنود وصينيون اللكمات على الحدود في منطقة بحيرة بانغونغ وفي منطقة لاداخ وفي ولاية سيكيم الشمالية الشرقية الهندية على بعد مئات الأميال إلى الشرق.

وتقول الهند إن الصين تحتل 38 ألف كيلومتر مربع من أراضيها، متهمة بكين بتصعيد التوتر من خلال إرسال الآلاف من الجنود إلى وادي غالوان في ولاية لاداخ.

أما الصين فتشير إلى أن الهند تقوم أيضاً ببناء الطرق وتنفيذ مشاريع لمرافق أساسية في المنطقة.

وقال أجاي شوكلا، وهو خبير عسكري هندي لبي بي سي في مايو / أيار الماضي إن " منطقة غالوان أصبحت البقعة الساخنة لأنها المكان الذي يعتبر فيه خط المراقبة الفعلي الأقرب إلى الطريق الجديد الذي شقته الهند على طول المنطقة النائية والخطرة بمحاذاة خط المراقبة الفعلي في لاداخ."

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: