"نوايا خبيثة تهدد أمن أمريكا".. لماذا استخدمت حملة ترامب "رموزا نازية" في إعلاناتها؟
كتب - محمد عطايا:
تتعرض حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لانتقادات بسبب استخدام أحد رموز "النازيين" في مجموعة جديدة من إعلانات "فيسبوك" للترويح لحملته الانتخابية، بحجة تهديد جماعة "أنتيفا" اليسارية التي يسعى ترامب لتصنيفها إرهابية.
ووفقا للكاتب الأمريكي، جريج سارجينت، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست"، فإنه حصل على وثيقة مسربة من وزارة الأمن الداخلي من مصدر بالكونجرس، كشفت أن استخدام حملة ترامب للرمز النازي، لا يهدف فقط لتهديد جماعة "أنتيفا"، ولكن هدفها "أسوأ بكثير".
وأعلن موقع "فيسبوك"، حجب الإعلانات التابعة لحملة ترامب وتستخدم أحد رموز النازية، إلا أن حملة الرئيس الأمريكي استمرت في الدفاع عن استخدام تلك الصورة، من خلال الزعم بأنها "رمز أنتيفا الشائع".
وقال الكاتب الأمريكي، إن الوثيقة المسربة تكشف أن الأمن في الولايات المتحدة لم تقيم جماعة أنتيفا بأنها تهديد عالي الخطورة، مثلما يزعم ترامب.
وتنص وثيقة وزارة الأمن الداخلي على أن "المتطرفين المناهضين للحكومة (لم تصفهم) والأناركيين يشكلون التهديد الأكبر خلال الاحتجاجات الأخيرة".
وأوضح الكاتب الأمريكي، أن المستند المسرب لا يمكن تطبيق توصيفه على "الأناركيين" بأن جماعة "أنتيفا" من بينهم، خاصة وأنه لم يسمها بشكل مباشر في التقرير.
وأكد أنه برغم الاعتقاد السائد أن "الأناركيين" وجماعة "أنتيفا" متشابهة أو هي ذاتها، إلا أن "أنتيفا" لا تعتبر مجموعة، ويتميز أتباعها بمقاومة محددة للحركات الفاشية الجديدة المتصورة.
وقالت المسؤولة السابقة في وزارة الأمن الوطني، جولييت كايم، التي راجعت الوثيقة بناء على طلب سارجينت إن "الوثيقة تظهر أن الحكومة نفسها لا تعتبر أنتيفا تهديدًا كبيرًا في الوطن".
وأضافت كايم "تُظهر الوثيقة مدى سخافة تبرير حملة ترامب لاستخدام الرمز حقًا".
وقالت كايم إن الوثيقة عبارة عن نشرة ترسلها وزارة الأمن الوطني عادة إلى "سلطات إنفاذ القانون المحلية والوطنية" لتنبيههم إلى "ما الذي يجب أن يبحثوا عنه فيما يتعلق بالتهديدات".
وبرغم وضوح تقارير وزارة الأمن الداخلي الأمريكي، فإن حملة ترامب -وفقًا لسارجينت- تستمر في اعتبار "أنتيفا" بمثابة تهديد، وتستخدم ذلك لتبرير استخدامها للرمز النازي في الإعلانات.
وأكدت المسؤول السابق في الأمن الوطني الأمريكي، أن حملة ترامب تحاول تشويه تيار معين وتحميله كل اللوم على أعمال العنف في الولايات، ومن ثم سيجعل الأنظار تتجه -ربما- الاتجاه الخطأ عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الأمن.
وقال الكاتب الأمريكي، أن هناك زاوية "خبيثة" أخرى لإعلانات ترامب على "فيسبوك"، وهو أنه خلق ما يمكن وصفه بـ"تشوهات منسقة" تحاول تصوير "أنتيفا" على أنها العدوا لأكبر، ما يدمر الجهود المبذولة لمكافحة المجرمين الحقيقين.
وأوضح أن إحالة الخطر إلى مجموعة واحدة (أو تشويه هيكلها) أمر خطير، لأنه يخطئ الطبيعة الشمولية للمشكلة، ويستبعد أولئك الذين يشكلون خطرًا، ويعرضون تطبيق القانون في نهاية المطاف لخطر متزايد.
فيديو قد يعجبك: