لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"انتشار الشائعات والعشوائية ونقص المعدات الطبية".. كيف انتشر كورونا في أفريقيا؟

12:31 ص الأربعاء 17 يونيو 2020

كورونا في أفريقيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

في بدايات ظهور فيروس كورونا "كوفيد-19" وحتى وقت قريب، كانت قارة أفريقيا أقلّ قارات العالم تأثّرًا به، لكن مؤخرًا بدأ انتشار المرض يتسارع خارج العواصم والمدن الكبرى في القارة السمراء.

فمنذ بضعة أيام، قالت المديرة الإقليمية للقارة الأفريقية لدى المنظمة، ماتشيديسو مويتي، إن الوباء آخذ بالانتشار خارج العواصم والمدن الكبرى، وإن شحّ الاختبارات ومعدات الوقاية اللازمة يقوض فرص التعامل مع المرض.

وأعلن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، اليوم الثلاثاء، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في أفريقيا بلغ 251 ألفا و886 حالة.

وأكد المركز، أن إجمالي عدد حالات التعافي وصل 114 ألفاً و308 حالات، فيما بلغت الوفيات 6769 وفاة.

وأشار إلى أن منطقة شمال إفريقيا سجلت 69669 حالة إصابة، وسجلت جنوب القارة 77230 حالة، فيما سجلت دول شرق أفريقيا 27353 حالة إصابة، ووسط القارة 25103 حالة إصابة، فيما سجلت دول غرب القارة 52511 حالة إصابة .

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تُرجع سبب زيادة انتشار الوباء في أفريقيا إلى انتشار الشائعات، وعشوائية بعض الجهود المبذولة لوقف الوباء، كما تحدثت عن طريقة دفن موتى كورونا في بعض المناطق.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن فتاة تُدعى "ستيلا" من شمال الكاميرون، قولها إن والدها توفى في أحد المستشفيات ورغم أن الأطباء أكدوا أن سبب الوفاة هو "كوفيد-19" إلا أنهم سلّموا جثمانه لذويه بدلا من دفنها بالطريقة الآمنة.

وقالت "ستيلا" إنها طالبت تعقيم وتطهير المنزل التي كانت ترعى فيه والدها حينما كان مريضًا، لكن لم يستجب أحد، كما أنها حاولت إجراء فحص كورونا بعد معرفتها بمرض والدها لكن المستشفى رفض بزعم أنه لم يكن لديها ما يكفي من مجموعة الاختبارات، كما لم ينصحها أحد بالعزل الذاتي.

واستطردت: "فرضت على نفسي وأخوتي الحجر الصحي لمدة أسبوعين.. أما مسؤولي الصحة الذين قالوا إهم يتلقون الاتصالات للمتابعة مع المواطنين، فأنا واحدة من المُتصلين الذين لا يتابع معهم أحد".

وحذّر خبراء الصحة العامة من أن تُصبح أفريقيا مركز وباء كورونا التالي، فيما كشفت منظمة الصحة العالمية، أن أول 100 ألف حالة مؤكدة استغرقت حوالي 98 يومًا، ثم تضاعفت الأعداد.

وقال الدكتور ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، في مؤتمر صحفي عبر الفيديو الأسبوع الماضي: "الرغم أن هذه الحالات في أفريقيا تشكل أقل من 3 في المائة من الإجمالي العالمي، إلا أنه من الواضح أن هذا الوباء يتسارع".

وأضافت مويتي أنه حتى يتوفر اللقاح، سيتعين على القارة أن "تعيش مع زيادة مطردة من الحالات".

وتقول الصحيفة، إن معظم الدول الأفريقية أوقفت موجة الانتشار الأولى للفيروس لعدة أشهر، عن طريق إغلاق الحدود في وقت مبكر، وحظر التجمعات العامة، وفي بعض البلدان تتبع الاتصالات بشكل فعال باستخدام الخبرة السابقة للأمراض المعدية، لكن الوقت الإضافي الذي تم ادخاره لم يكن كافيًا لدعم أنظمة الرعاية الصحية الضعيفة والاستعداد للانفجار المتوقع.

وأضافت: "الآن بعد أن رفعت العديد من البلدان الأفريقية، مثل دول أخرى في جميع أنحاء العالم، قيودها من أجل إعادة تشغيل اقتصاداتها، أصبح للفيروس فرصة جديدة للانتشار وربما لإرباك أنظمة الرعاية الصحية".

وفي نيجيريا، أعلن الأطباء عن إضراب على مستوى البلاد ابتداء من يوم الاثنين بسبب نقص معدات الحماية الشخصية في المستشفيات الحكومية ودفع المخاطر لعلاج مرضى كورونا، وهو ما تسبب في إصابة عشرات العاملين في الرعاية الصحية.

وحذّر علماء الأوبئة في المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها من "نقص كارثي" للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وانخفاض حاد في الإمدادات الطبية بسبب إغلاق الحدود، وزيادة الأسعار والقيود المفروضة على الصادرات خلال الوباء.

وقالوا في مقال نُشر الأسبوع الماضي في مجلة "نيتشر" إن "أفريقيا بحاجة إلى تكثيف جهودها لإبطاء انتشار كورونا، وبحاجة إلى دعم مالي لوقف الوباء ومعالجة آثاره الاقتصادية والإنسانية".

وأكدت "نيويورك تايمز"، أنه لا يزال إجراء اختبارات كورونا محدودًا للغاية في معظم البلدان، لذلك من المستحيل معرفة مدى انتشار الوباء، ولكن قبل شهر، توقعت منظمة الصحة العالمية أن يُصاب ما بين 29 و44 مليون أفريقي بالعدوى في العام الأول.

وأشارت الصحيفة إلى أن سائقو الشاحنات ينقلون الفيروس التاجي عبر الحدود، تمامًا مثلما قاموا سابقًا بنشر الإيدز، فيما وضعت البلدان الآن ضوابط حدودية، يمكن أن تكثّف نقاط الاتصال والانتشار المُحتمل للعدوى.

في بلدة غاروا بولاي الحدودية في جمهورية أفريقيا الوسطى، هرع العشرات من سائقي الشاحنات خارج خيمة من المشمع ينتظرون إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس التاجي. ارتدى بعضهم الأقنعة، فيما لم يفعل الكثير، وآخرون قاموا بسحبها أسفل الذقن.

كان عليهم الانتظار لعدة أيام للحصول على النتائج حتى يمكن نقل عيناتهم على بعد 370 ميلاً عبر البلاد إلى العاصمة بانغي، لكن بينما كانوا ينتظرون، عبر مواطنون آخرون ذهابًا وإيابًا عند الحدود دون أن يتم فحصهم. "لا شاحنة، لا مشكلة"، على حدّ تعبير الصحيفة.

في تنزانيا؛ ساهمت الشائعات ونقص المعلومات في الانتشار، إذ قال الرئيس جون ماجوليفي إن البلاد قضت على الفيروس التاجي "بفضل الله"، وتوقفت حكومته عن نشر أي بيانات عن الحالات بعد 29 أبريل.

وفي مدغشقر، أشاد الرئيس بمشروب عشبي غير مثبت كعلاج لكورونا.

وفي نيجيريا، نشرت وزارة الصحة بياناتها باللغة الإنجليزية "التي لا يفهمها العديد من متحدثي لغة الهوسا في الشمال".

وفي بعض البلدان، يقول الكثيرون أن المستشفيات والسلطات الصحية والحكومات تضخّم أرقام مصابي ووفيات كورونا في محاولة لجذب تمويل إضافي، على الرغم من عدم وجود أدلة كافية لدعم هذا الادعاء.

في العديد من الحالات، فرّ المرضى من المستشفيات ومراكز الحجر الصحي؛ يعتقد البعض أنهم يتمتعون بصحة جيدة، فيما اعترض آخرون على الشروط.

ونقلت الصحيفة عن رجل –رفض ذكر هويته خوفًا من الشرطة- قوله إنه انسحب إلى بانغي في أفريقيا الوسطى، بعد أن تم احتجازه بأحد المستشفيات بعد التأكد من إيجابية إصابته، لكنه قال إن الظروف كانت سيئة للغاية لدرجة أنه هرب "لم يكن هناك ما يكفي من الماء والطعام سيئ للغاية.. إنهم لا يزالون يبحثون عني وأعتقد أنهم يودون معاقبتي، لكنهم لن يجدونني أبدًا".

فيديو قد يعجبك: