لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العالم بعد كورونا: مفكر سوري يتوقع نظاماً عالميا جديدا

01:49 م الجمعة 29 مايو 2020

رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية في دمشق

دمشق- (أ ف ب):

يرجّح المفكّر السوري عماد فوزي شعيبي نشوء "نظام عالمي جديد" بعد وباء كوفيد-19، الجميع فيه خاسرون، ما يتطلب نمطاً جديداً من العلاقات بين الدول بعيداً عن منطق "التناحر" لتجاوز التداعيات "الكارثية".

ويرئس شعيبي مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية في دمشق، وهو شاعر وأستاذ جامعي أيضا. له مؤلفات عدة في السياسة والاجتماع، بينها "قواعد جديدة للعبة: إسرائيل وحزب الله بعد الانسحاب من لبنان" و"النظام السياسي العالمي الجديد"، و"كيف تُفكر الأنثى".

ويقول شعيبي (59 عاماً) في مقابلة من مكتبه في العاصمة السورية إن فيروس كورونا المستجد غيّر شكل العلاقات بين البشر، حتى الحميمة منها، في ظل قواعد التباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية المفروضة. ويتوقع "نتائج كارثية" على سوريا المنهكة بتسع سنوات من النزاع في حال تشديد العقوبات التي تفرضها دول غربية عليها منذ بدء النزاع.

كيف أثّر الوباء على علاقاتنا الاجتماعية؟

أصيبت كل العلاقات بكورونا. غيّر الفيروس شكل العلاقات الحميمة بين البشر، وشلّ التواصل الجسدي. تخيلوا العالم بلا حبّ جسدي، ويحيطُ به قلق حقيقي من الطرفين ويصبح فيه الآخر هو الجحيم.

قدّم كورونا شكلاً جديداً عن الآخر، حتى لو كان من أقرب المقرّبين. فالجميع بات يخشى من الجميع.

شخصياً، كنتُ أحبّ الوحدة لأقرأ وأستمتع، لكنني شعرت فجأة أنني أنتقلُ من وحدة اختيارية إلى عُزلة إجبارية.

ما هي تداعيات الوباء على العالم؟

سابقاً، كان هناك الكثير من الإرهاصات العالمية والظروف المؤاتية التي تشير إلى قرب حدوث حرب جديدة، لكن برأيي الحرب العالمية الثالثة قد حدثت فعلاً من خلال فيروس صغير أحدث التغيير المتوقع وتأثيرات كارثية على دول العالم كافة.

مع نهاية الحرب العالمية الثانية، كان هناك خاسرون ورابحون. أما اليوم فقد ينشأ نظام عالمي جديد، الجميع فيه خاسرون، وهذا ما يستدعي نمطاً من التعاون بين الدول يختلف كلياً عن النمط الذي ساد عقب الحرب العالمية الثانية.

مع انتشار فيروس كورونا، بدأ تغيير جذري على الصعد الاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية، ولن ينتهي مع انتهاء الفيروس. انطلق من حدث غير متوقع (...)، أي أن حدثاً بسيطاً يؤدي إلى تغييرات دراماتيكية واسعة جداً، تماماً كما حصل قبيل الحرب العالمية الأولى التي نشبت إثر اغتيال ولي العهد النمسا، وهو حدث صغيرٌ نسبياً مقارنة مع التغيير الكبير الذي نجم عنه.

على الصعيد الاقتصادي، نجم عن الإغلاق انكماش كبير لم يحدث منذ الكساد الكبير الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية.

سياسياً، نحن أمام مرحلة قد تؤدي إلى تبلور نظام عالمي بقوى جديدة متعاونة أو متنافسة، لكن ليس بالضرورة متناحرة، ما قد يولّد شكلاً جديداً من العلاقات والتحالفات بين الدول.

أما اجتماعياً، فالتغيير يتجسّد في أشكال العلاقات الإنسانية الجديدة بين البشر بعد العزلة والتباعد الاجتماعي.

(...) بالإضافة الى أن من تجاوزوا الخمسين هم الأكثر حكمة والأكثر عرضة للموت (...) ومن هم في سن الشباب أقل عرضة للموت وأكثر مقاومة للفيروس. تخيّلوا شكل عالم مليء بالطاقة والمعرفة لكن بلا حكمة. سيسود حينها منطق العبثية والفوضى والتفلّت من القيود.

كيف ترى سوريا ما بعد كورونا؟

أعتقد أن أول عمل قام به العنف والقهر أنّه مهّد السبيل لكل أنواع الاستبدادات. فالجائع لا يفكر بشكل عقلاني، والمفجوع يدخل بمنطق انتقامي، وهذا الأمر ينطبقُ على سوريا وكل الدول المنهكة والفقيرة في العالم.

ستكون هناك نتائج كارثية في حال تم تطبيق المزيد من العقوبات على سوريا، على غرار تلك المتوقعة من قانون قيصر (قانون أميركي يفرض عقوبات إضافية على النظام السوري والمتعاملين معه ويفترض أن يدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل).

لا يمكن توقّع نتائج منطقية إزاء ذلك، ولا أحد يستطيع أن يتحمل موجات الفوضى الهائلة للشعوب، فالجميع سيخرج مثخناً بالجروح بعد حرب كورونا. لا أحد في المنطقة مستعد لتحمل النتائج الكارثية المترتبة على الاستمرار في حروب ما قبل كورونا في زمن كورونا.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان