جدل علمي حول فعالية الكمامات القماشية.. وخبير بريطاني: لا تضر ولا تفيد
كتبت - رنا أسامة:
فيما لا يزال الجدل مستمرًا في أوساط الباحثين والعلماء حول الفوائد والأضرار المُحتملة للكمامات، لا سيّما القماشية، ومدى فاعليها في الحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المُستجد، قال خبير بريطاني إن ارتداء أغطية الوجه المصنوعة من القماش بات أمرًا يتعلق بالسياسة أكثر من العلم.
وألزمت العديد من الدول على مواطنيها ارتداء الكمامات، لاسيّما في الأماكن المزدحمة التي يصعب فيها تحقيق التباعد المكاني، فيما تتواصل جائحة فيروس كورونا المُستجد الكارثية التي ما تزال تحصد أرواح عشرات الآلاف حول العالم.
ففي بريطانيا، حثت الحكومة المواطنين على ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، وكذلك أوصت بها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فيما بات ذلك البروتوكول إلزاميًا في دول أخرى مثل جمهورية التشيك.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أدنبرة باسكتلندا، حول تأثير الأنواع المختلفة للكمامات على تدفق الهواء الذي يخرجه مرتدوها عند التنفس أو السعال، بما في ذلك الأقنعة الجراحية القياسية، وأجهزة التنفس FFP2، وأقنعة القماش.
ووجد الباحثون، وفق الجارديان، أن جميع أنواع أغطية الوجه التي لا تحتوي على صمام، بما في ذلك الكمامات القماشية، تقلل من المسافة التي يتم فيها زفير الهواء في اتجاه أمامي بأكثر من 90 في المائة.
ويساعد الصمام على منع تكثف البلل المصاحب للزفير على الجهة الداخلية للكمامة، والذي يجعلها رطبة ومن ثم تصبح غير فعّالة.
وأشاروا إلى أن "الكمامات الجراحية، والمصنوعة يدويًّا، ودروع الوجه، ينتج عنها تسرب كبير (في زفير الهواء) يمكن أن يؤدي إلى تشتيت جزيئات السوائل المُحمّلة بالفيروسات لعدة أمتار"، وأن هذه الجزئيات تميل إلى الاتجاه نحو الأسفل أو إلى الوراء.
بدوره، قال الدكتور سيمون كولستوي، محاضر أول في الرعاية الصحية القائمة على الأدلة ومستشار الأخلاقيات الجامعية بجامعة بورتسموث، إنه عندما يتعلق الأمر بالعلم، "فلا يوجد الكثير مما يمكن الجدال بشأنه".
وأضاف أن الدراسة الجديدة تدعم الأدلة السابقة على أن كمامات القماش لم تكن فعّالة مثل أقنعة FFP1 أو FFP2، التي تعادلها كمامات"إن 95" عندما يتعلق الأمر بمنع انتقال الفيروسات، ولكن يمكنها توجيه التنفس بطرق مختلفة.
وأوضح كولستوي أن ثمة "أدلة محدودة" حول مدى فعالية الكمامات القماشية، أو ما إذا كان لها تأثير كبير، مشيرًا إلى النقاش حيال ذلك كان سياسيًا وليس علميًا.
في المقابل، حذرت تريش جرينهالج، أستاذة علوم الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد، التي دافعت عن الكمامات القماشية، من أن الدراسة الاسكتلندية أُجريت في مختبر، مما يعني أن الآثار المترتبة على الفرضية التي استندت إليها لا تزال غير واضحة.
ومع ذلك قالت إن النتائج تشير إلى أن أولئك الذين يرتدون أقنعة جراحية أو محلية الصنع لحماية الآخرين وحماية أنفسهم من عدوى "كوفيد 19" يجب أن يضمنوا ارتدائها بشكل سليم على أية حال.
فيما أشار خبراء آخرون إلى أن الدراسة لم تنظر في الانتقال الفيروسي، وأن أغطية الوجه تم اختبارها على شخص واحد فقط، لكن النتائج أظهرت أن تدفق الهواء لم يكن بسيطًا، بحسب الصحيفة.
وفيما يتعلق بالكمامات محلية الصنع، قال كولستوي: "لا أعتقد أن ارتدائها يضر أو يُفيد- ولذلك ستجعل الناس يسايرون موجة ارتداء الكمامات القاماشية. وإذا كان هناك دليل على أنها تُحدث فرقًا كبيرًا، فلن نتجادل بشأنها".
كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت أن المعلومات المتُاحة حول الكمامات القماشية ليست كافية لتحديد مدى فاعليتها.
وأوضت بضرورة تنظيفها جيدًا قبل إعادة استعمالها، بمواد التنظيف العادية في درجة حرارة عادية، على أن يتم نزعها على الفور الاعتناء بشخص مريض بـ"كوفيد 19"، مع ضرورة غسل الأيدي فورًا بعد نزعها.
قد تزيد الكمامات غير الطبية أو الكمامات القماشية من احتمال إصابة الشخص بعدوى كوفيد-19 إذا تسببت قذارة اليدين في تلويث الكمامة أو تكرر لمسها أو إبعادها عن الفم والأنف برفعها على أجزاء أخرى من الوجه أو الرأس ثم إعادتها مرة أخرى فوق الفم والأنف
وأوضحت أن الكمامات بشكل عام قد تؤدي إلى ضيق التنفس حسب النوع المستخدم، أو إتلاف بشرة الوجه، أو صعوبة في التواصل بوضوح، وقد يكون ارتداؤها غير مريح، أو رُبما يخلق شعورًا زائفًا بالأمان دون تحقيق النتائج المرجوة بما يؤدي إلى التراخي في ممارسة التدابير الوقائية مثل التباعد المكاني ونظافة الأيدي، بحسب إرشادات المنظمة الواردة على موقعها الإلكتروني الرسمي.
فيديو قد يعجبك: