كوريا الشمالية: ماذا نعرف عن حالة "الطاغية المتواري عن الأنظار"؟
القاهرة - وكالات:
تحدثت صحيفة صنداي تايمز عن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون المتواري عن الأنظار منذ فترة، وسط تقارير عن تدهور حالته الصحية بعد جراحة وشائعات عن وفاته.
التقرير الذي نقلته (بي بي سي) الأحد حمل عنوان "تقارير عن وفاة أو احتضار كيم جونغ أون، الطاغية المتواري عن الأنظار"
قالت الصحيفة إن الصين أرسلت طاقما من كبار الأطباء لعلاج كيم جونج أون، وسط تقارير متضاربة عن الحالة الصحية للزعيم الكوري الشمالي، منذ تواريه عن الأنظار منذ نحو أسبوعين. وأضاف الصحيفة أن البعثة التي أوفدتها الصين لكوريا الشمالية يترأسها مسؤول بارز في الحزب الشيوعي.
وأشارت إلى أن تقارير أخرى يُعزى مصدرها إلى مسؤولين بارزين في الحزب الشيوعي في الصين، تقول إن كيم توفي بالفعل وإن الطاقم الطبي الصيني وصل بعد فوات الأوان لإنقاذ حياته.
ولفتت الصحيفة إلى أنه كما الحال مع كل التقارير الواردة من البلد الذي يتبع الكتمان والسرية كسياسة، يجب التعامل من تقارير وفاة كيم بالحذر البالغ، حتى يتم إصدار أي تأكيد رسمي.
وقالت الصحيفة إن كيم يو جونغ، شقيقة كيم جونج أون وكبيرة مسؤوليه للدعاية، هي أوثق حلفائه، ولكن توجد شكوك عما إذا كانت ستلقى ترحيبا في دوائر السلطة في كوريا الشمالية التي يسيطر عليها الرجال.
بداية التكهنات
في الفترة الأخيرة توارى كيم جونغ أون عن الأنظار، ولم يحضر الاحتفال بمولد جده، مؤسس الدولة، في 15أبريل، الذي يعد من أبرز الأحداث في كوريا الشمالية.
لم يتغيب الحفيد عن تلك الفعالية من قبل ما أثار تكهنات وإشاعات، ليس من السهل التحقق منها.
وكانت آخر مرة ظهر فيها كيم جونغ-أون على وسائل الإعلام الرسمية في 12 أبريل وهو "يتفقد ملاحقة هجوم لمجموعة طائرات" في نشرة بدون تاريخ. وأظهرته الصور وهو في حالة راحة واسترخاء.
وكان الزعيم الكوري الشمالي قد رأس اجتماعا سياسيا مهما قبل يوم واحد من بث وسائل الإعلام لظهوره الأخير، الذي لم يشاهد بعده.
ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية حضوره اختبارا لإطلاق بعض الصواريخ في الأسبوع الماضي. وهو عادة ما يصور في مثل تلك المناسبات.
وتعيش كوريا الشمالية حاليا حالة إغلاق غير طبيعية، بعد أن أغلقت حدودها في نهاية ينايربسبب جائحة فيروس كورونا.
قبل نحو أسبوعين، نشر منشقون من كوريا الشمالية أنباء تتحدث عن مرض كيم جونج أون.
وذكر موقع "ديلي إن كي" إن الزعيم الكوري الشمالي يعاني من مشكلات في القلب والأوعية الدموية منذ شهر أغسطس، لكن حالته "تدهورت بعد زياراته المتكررة لجبل بيكتو".
وأدى هذا الخبر إلى سلسلة من التقارير في وسائل الإعلام الدولية اعتمادا على مصدر واحد. ثم بدأت وكالات الأنباء في بث التقرير، إلى أن وردت تقارير تفيد بأن وكالات استخبارية في كوريا الجنوبية وفي الولايات المتحدة تتابع هذا الادعاء.
وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن أن حالة الزعيم الكوري الشمالي كانت حرجة بعد إجراء جراحة في القلب.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن بيان رسمي صادر عن الحكومة في كوريا الجنوبية، إلى جانب تقارير استخبارية صينية، قوله إن هذا غير صحيح.
ولم تنف أي جهة إجراء كيم جونغ-أون جراحة في القلب. وما تنفيه المصادر الكورية الجنوبية والصينية هو أن حالته الصحية خطيرة. وليس من المعهود أن يبلغ الشعب في كوريا الشمالية بحالة زعيم البلاد الصحية.
تغيبه ليس أول مرة
في عام 2014 تغيب كيم جونغ-أون 40 يوما من أوائل سبتمبر، مما أثار موجة من التكهنات، من بينها أنه أقصي عن الحكم في انقلاب دبره بعض السياسيين الكبار، حسبما افادت بي بي سي.
ثم عاد إلى الظهور وهو يتكئ على عصا.
وأقرت وسائل الإعلام وقتها بأنه كان يعاني من "حالة مرضية غير مريحة"، لكنها لم تذكر الإشاعات التي تحدثت عن إصابته بالنقرس.
ما هي خطط انتقال السلطة؟
ليس من الواضح من سيخلف زعيم كوريا الشمالية، إذا حدث أي شيء له.
وكان كيم جونغ-أون قد رُبي وهيئ ليقود البلاد على يد والده خلال سنوات طويلة. ويبدو أن السلالة الحاكمة في أمان.
وتبدو شقيقة كيم، كيم يو-جونغ، هي الخيار الواضح. ليس لأنها فقط تنحدر من نفس "خط دم بيكتو" المقدس، الذي تنتمي إليه السلالة الحاكمة، بل لأنها أيضا فيما يبدو أخذت تتصدر عناوين الأخبار.
ففي الشهر الماضي أصدرت أول بيان رسمي لها، وأصبحت تشاهد، وهي في صحبة شقيقها، في القمم الرئيسية التي يحضرها.
وعلى العالم الآن أن يتابع الأحداث وينتظر رد فعل كوريا الشمالية على هذه الموجة من التكهنات عن صحة زعيم البلاد.
قالت بي بي سي إن الحقيقة هي أن المعلومات التي تتعلق بزعامة كوريا الشمالية قليلة، ولذلك سنظل نتخبط في الظلام حتى يصدر شيء عن كوريا الشمالية.
فيديو قد يعجبك: