لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أيام الخضوع ولت".. الصين تلجأ إلى دبلوماسية "المحارب الذئب" لمواجهة اتهامات كورونا

06:00 ص السبت 25 أبريل 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

من آسيا إلى أفريقيا، من لندن إلى برلين، بدأ المبعوثون الصينيون في إطلاق عواصف دبلوماسية دفاعية كلما واجهت بلادهم اتهامات بعدم التحرك بالسرعة الكافية للحد من تفشي جائحة فيروس كورونا.

ينتمي هؤلاء المبعوثون إلى جيل جديد من دبلوماسيي "المحارب الذئب"، نسبة إلى أبطال الأفلام الوطنية الضخمة التي يلعب فيها الكوماندوز الصيني مفتولو العضلات دورا بارزا يقتلون خلاله الأشرار الأمريكيين في أفريقيا وجنوب شرق آسيا بأيديهم العاريتين.

ذلك النهج الأكثر صرامة نتاج تراكم عدة سنوات في عهد الرئيس شي جين بينغ، الذي تخلى فعليًا عن نهج الزعيم السابق دنغ شياو بينغ في إخفاء طموحات الصين في الصعود إلى القمة وانتظار حتى يحين الوقت، حسب تقرير لوكالة الأسوشيتد برس الجمعة.

وحثت حكومة شي دبلوماسييها على اتباع "دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية" - أي إعادة تأكيد بكين لوضعها التاريخي كقوة عالمية.

"أيام الخضوع ولت"

قالت افتتاحية في صحفة غلوبال تايمز، الحكومية والمعروفة بآرائها الصريحة: "الأيام التي يمكن فيها وضع الصين في موقف خضوع قد ولت منذ فترة طويلة"، مضيفة أن الشعب الصيني "لم يعد راضيا عن اللهجة الدبلوماسية الهشة".

واستهان السفير غوي كونغيو بالصحفيين في السويد، وقارنهم بملاكم خفيف الوزن يسعى لمنازلة الصين ذات الوزن الثقيل. وهاجم تعليق على موقع السفارة على الإنترنت الشهر الماضي مراسلًا سويديًا كتب مقالا عن تأثير النظام السياسي للحزب الواحد في الصين على استجابتها للفيروس، بحسب الوكالة الأمريكية.

قالت السفارة في تعليقها: "إن استخدام هذا الوباء لأغراض سياسية، وشن هجمات إيديولوجية ونشر الأكاذيب باسم ‘حرية التعبير’ لن يؤدي إلا إلى تخريب الذات. إنها مثل رفع صخرة وإسقاطها على أصابع قدميك."

ويقول الخبراء إن بكين ترى أن المنتقدين لا يهاجمون أفعالها فحسب، بل أيضا قيادتها وحقها في الحكم.

قال شي يين هونغ أستاذ الدراسات الدولية في جامعة رنمين "إذا حاول أي شخص مهاجمة الصين في هذه القضية، فإن الصين سترد بقوة. قد يعتقد القادة الصينيون أنه إذا لم ترد الصين على ذلك، فإنه (عدم الرد) سوف يضر بالصين أكثر."

يتجه الدبلوماسيون الصينيون بشكل متزايد إلى تويتر وفيسبوك، وهي منصات تم حظرها في بلادهم. إذ يسيرون على خطى تشاو ليجيان، الرائد في استخذام تلك المنصات الذي جذبت تغريداته أثناء وجوده في باكستان عددًا كبيرًا من المتابعين، ودفعت أيضًا سفيرة أمريكا السابقة في الأمم المتحدة سوزان رايس إلى تسميته "عارًا عنصريًا" يجب فصله.

وبدلاً من ذلك، قامت الصين بترقيته - إلى متحدث باسم وزارة الخارجية.

"المحارب الذئب"

وقال كارل مينزنر، خبير السياسة الصينية في كلية فوردهام للقانون في مدينة نيويورك، إن شي أشار بوضوح إلى تفضيله دبلوماسيين من نوعية "المحارب الذئب".

وأضاف أن هؤلاء الدبلوماسيون من الطراز الجديد "يستخدمون اللغة المنمقة في الخارج كأداة لجذب انتباه الجماهير القومية في الداخل - سواء بين النخبة الحزبية أو بين المجتمع بشكل عام - بغض النظر عن التأثير على صورة الصين في الخارج."

في الخارج، كانت النغمة الحادة الجديدة أقل تقديرًا. استدعى وزير الخارجية الفرنسي السفير الصيني بعد بيان للسفارة، ردا على ما يبدو على الانتقادات الغربية، إذ اتهم عمال دور رعاية المسنين الفرنسيين بالفرار و "ترك سكان (الدور) يموتون من الجوع والمرض".

كما احتجت الولايات المتحدة بعد أن غرد تشاو بتكهنات لا أساس لها من الصحة بأن الجيش الأمريكي ربما جلب الفيروس إلى الصين.

وتعرض مبعوثو الصين في نيجيريا وغانا وأوغندا للغضب بسبب تقارير عن مضايقات تتعلق بالفيروس للأفارقة في مدينة قوانغتشو، وهو توبيخ علني نادر لبكين من قبل الدول الأفريقية.

ورفعت السفارة الصينية في زيمبابوي غضبها، حيث غردت رافضة "ما يسمى التمييز العنصري".

ويشتطاط المسؤولون الصينيون غضبا مما يرون أنه نفاق غربي. يقولون أن الرئيس دونالد ترامب وزعماء آخرين تجاهلوا الجائحة، ثم بدأوا في جعل الصين كبش فداء بمجرد وصول الفيروس إلى بلدانهم.

شكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في استجابة الصين للفيروس، وقال لصحيفة فاينانشيال تايمز "من الواضح أن هناك أشياء حدثت لا نعرف عنها". وقال كبير الدبلوماسيين البريطانيين إنه لا يمكنه العودة إلى "العمل كالمعتاد" مع الصين.

ونشرت سفارة الصين في برلين رسالة مفتوحة إلى صحفية "بيلد" الشعبية اتهمتها فيها بـ "الذوق السيئ" لإلقاء اللوم على الوباء على الصين وحساب مقدار ما تدين به ألمانيا للتعويض عن عدم احتوائه. غردت السفارة الصينية في إسبانيا "حرية التعبير لها حدود"، ردًا على سياسي يميني متطرف نشر مقطع فيديو حول "الأجسام المضادة الإسبانية التي تحارب الفيروسات الصينية اللعينة".

"تشكيل الصورة"

في عهد شي، أطلقت بكين جهودًا منسقة لتشكيل صورة الصين في الخارج. واستخدم صفحة من الكتاب الذي تتبعته روسيا، إذ حشد الآلاف من الروبوتات لدعم خط الحزب الشيوعي في تغريدات، وفقا لتويتر. ضخت الصين الأموال في وسائل الإعلام الرسمية التي تبث باللغة السواحيلية والعربية والإسبانية وعشرات اللغات الأخرى.

قال تشو يين، الأستاذ في جامعة العلاقات الدولية الصينية، "كانت الدبلوماسية في الصين بعيدة في الماضي عن الناس." الآن، يشعر الدبلوماسيون الصينيون "أنه من الآمن بالنسبة لهم أن يظهروا أنهم شديدو المراس. كونك شديد المراس لن يكون خطأً على الأقل".

في تايلاند، وصفت السفارة على فيسبوك المنتقدين بـ"عدم الاحترام" واتهمتهم بـ "خيانة التاريخ" في معركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول أصل الفيروس ووضع هونغ كونغ وتايوان. في سريلانكا، اشتاطت البعثة الصينية غضبا هذا الشهر بعد أن علق تويتر حسابها، مطالبة بـ "حرية التعبير" واتهمة عملاق التكنولوجيا بـ "بازدواجية المعايير". أعاد تويتر الحساب في اليوم التالي.

ويرى دبلوماسيون في بكين أن الفيروس فرصة لتأكيد القيادة بين الدول التي تنتقد الغرب. أشاد العديد من القادة بالصين لإرسالها معدات وفرق طبية، حيث رحب رئيس صربيا بشحنة واحدة وقبل العلم الصيني.

في التسعينا، انتقد البعض في الصين دبلوماسييهم على أنهم "وزارة الخونة"، الذين أزعجوا من الاحترام الملحوظ للقوى الغربية، لا أكثر.

وقالت هوا تشونينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية "لقد اقتربنا من مركز المسرح العالمي بشكل لم يسبق له مثيل، لكننا ما زلنا لا نملك السيطرة الكاملة على الميكروفون في أيدينا. يجب أن نؤكد حقنا في الكلام."

فيديو قد يعجبك: