توفي توأمه قبل قرن بسبب الإنفلونزا الإسبانية.. كورونا يقتل أقدم محاربي الحرب العالمية الثانية
كتبت - رنا أسامة:
يواصل فيروس كورونا المُستجد حصد ضحاياه في جميع أنحاء العالم، البالغ عددهم إلى الآن أكثر من 177 ألفًا، بينهم أحد قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية الذي نال منه "كوفيد 19" عن عُمر ناهز 100 عام، ويُدعى فيليب كان، فيما توفي توأمه في العمر نفسه قبل قرن من الزمان جراء جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1918.
وقال حفيده وارن زسمان لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن فيليب كان أقدم المحاربين القدامى في مقاطعة ناسو بولاية نيويورك، وكان يخشى أن يمر بجائحة أخرى مماثلة للإنفلونزا الإسبانية التي قتلت عشرات الملايين.
وقال زسمان إن كاهن كان كثيرًا ما يُعرب عن هاجسه من حدوث جائحة أخرى خلال محادثاتهما، مُضيفًا: "قال لي: أخبرتك أن التاريخ يعيد نفسه، 100 سنة ليست فترة طويلة من الزمن".
وُلد فيليب وشقيقه التوأم، صموئيل، في 5 ديسمبر 1919. توفي شقيقه بعد أسابيع من ولادته، وفق حفيده.
بحسب تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن جائحة إنفلونزا عام 1918 الناجمة عن فيروس كان يُعرف سابقًا باسم "الإنفلونزا الإسبانية"، قتلت أكثر من 50 مليون شخص على مستوى العالم، بينهم حوالي 675 ألفًا في الولايات المتحدة.
وحتى الآن، سجّلت الولايات المتحدة أكثر من 47 ألف وفاة جراء "كوفيد 19"، بينهم ما لا يقل عن 20 ألفًا في ولاية نيويورك، وذلك من إجمالي أكثر من 849 ألف حالة، وفق إحصاءات جامعة "جونز هوبكنز".
كان فيليب رقيبًا في القوات الجوية للجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، على حد قول حفيده زسمان، وعمل مهندسًا ومُساعد طيار.
وقال حفيده إنه حصل على اثنين من النجوم البرونزية تكريمًا لخدمته إبان الحرب العالمية الثانية. وبعد الحرب، عمل رئيس عمال كهرباء للمساعدة في بناء مركز التجارة العالمي. وكان يعيش بمفرده في لونج آيلاند ويسير مسافة ميل إلى ميلين يوميًا، وفق زسمان.
وخلال جائحة الفيروس التاجي المُستمرة منذ نهاية العام الماضي، كان فيليب على دراية تامة بآخر تطوراتها ومُستجداتها انطلاقًا من حرصه على متابعة الأخبار طوال الوقت، وفق حفيده.
وخلال الأيام الأخيرة قبل أن تفيض روحه في 17 أبريل الجاري، عاني فيليب من أعراض السعال والجهاز التنفسي للفيروس، وكان يعلم أنه يُحتمل أن يكون أُصيب بـ"كوفيد 19".
وقال زسمان إن فيليب "تحدث عن أخيه كثيراً في الأيام القليلة الماضية" قبل أن توافيه المنيّة، مُشيرًا إلى أن المُحارب المُخضرم اختبارًا للفيروس التاجي، لكن عائلته لم تحصل على النتائج إلا بعد وفاته.
وتابع: "لطالما أراد أن تظثقام له جنازة عسكرية كبيرة، لكننا لم نتمكن من فعل ذلك" بسبب قيود الإغلاق المفروضة لمواجهة الوباء الفتّاك.
فيديو قد يعجبك: