رئيسة تايوان: هكذا نجحنا في حربنا ضد كورونا
كتبت- هدى الشيمي:
نجحت تايوان في احتواء وباء كورونا المُسبب لمرض (كوفيد-19)، والحيلولة دون تفشيه كما حدث في البلاد المجاورة لها، إذ سجلت420 إصابة بالفيروس، من بينها ست وفيات، رغم قربها الجغرافي من الصين، بؤرة انتشار الفيروس المُستجد، والتي تجاوز عدد المُصابين فيها 80 ألف شخص.
لفت نجاح تايوان في التصدي للفيروس المُستجد انتباه الجميع، لاسيما وأنها ليست عضوة في منظمة الصحة العالمية، واعتبره عدد من العلماء والمراقبين الدوليين نموذجًا لكيفية التصدي للوباء الذي يفتك بالعالم.
تحدث رئيسة تايوان، تساي إنج ون، عن السبل التي ساعدت بلادها على احتواء الفيروس، في مقالة نشرتها مجلة التايم ضمن سلسلة مقالات تهدف إلى نشر الأمل وسط الإحباط الذي خلفه فيروس كورونا.
قالت تساي إنج ون إن تايوان كانت دائمًا جزيرة مرنة، فقد اعتاد الشعب التايواني على التكيف مع الظروف الصعبة والتعايش في أحلك الأوقات والبقاء على قيد الحياة بعد قرون المشقة التي عاشوها، فأصبحوا مُثابرين وتمكنوا من تجاوز الصعاب.
لا يختلف كورونا شيئًا عن الأزمات الكبرى التي واجهتها تايوان حسب تساي إنج ون، وقالت: "رغم انتشاره السريع، وقربنا من مصدره إلا أننا استطعنا منع تفشي المرض، وحتى 14 أبريل الجاري كان لدينا أقل من 400 حالة مؤكدة".
نجاح لم يحدث صدفة
لم يحدث هذا النجاح بالصدفة حسب حاكمة تايوان، موضحة أنه كان مزيجًا من الجهود التي بذلها الأطباء والقطاع الخاص والمجتمع ككل والتي عززت قدرة تايبيه على مواجهة الفيروس.
تعلمت تايوان درسًا مؤلمًا بعد تفشي فيروس السارس في عام 2003 الذي تركها حزينة على فقدان عشرات الأوراح، لذا تحركت حكومة وشعبًا هذه المرة في وقت مُبكر. قالت تساي إنج ون إنه بمجرد ظهور مؤشرات على ظهور مرض تنفسي مُعدي جديد في الصين، بدأت تايبيه مراقبة الركاب القادمين من مقاطعة ووهان الصينية، بؤرة انتشار كورونا.
وفي يناير الماضي، أنشأت تايوان - حسب تساي إنج ون- مركز القيادة المركزية للوباء المسؤول عن التعامل مع الفيروس واتخاذ تدابير وإجراءات الوقاية منه، وكذلك وضعت قيودًا على السفر، وبروتوكولات للحجر الصحي للمسافرين المُحتمل أن يكونوا مصدر خطر.
جهود مُبكرة
عند اكتشاف أول إصابة مؤكدة بكورونا في تايوان في 21 يناير الماضي، بذلت تايبيه جهودًا استقصائية لتتبع تاريخ السفر والاتصال لكل مريض، ما ساعد على عزل واحتواء العدوى قبل أن تتحول إلى مرض جماعي، كما حدث في عدة دول أوروبية منها إيطاليا وإسبانيا علاوة على الولايات المتحدة.
حظرت تايوان دخول القادمين من الصين وهونج كونج وماكاو إلى أراضيها، فيما منعت تصدير الكمامات الواقية لضمان أن يبقى في تايوان قدر كاف منها.
وتجنبًا لانتشار حُمى الشراء بين المواطنين كما حدث في العديد من البلاد، راقبت حكومة تايوان الأسواق وأصبحت المسؤولة الرئيسية على انتاج وتوزيع الأقنعة الطبية (الكمامات) لضمان توفرها في الأسواق، وعدم احتكار أي جهة لها، وبالتعاون مع شركات الأدوية والإمدادات الطبية نسقت وزارة الشؤون الاقتصادية خطوط إنتاج إضافية للاقنعة الجراحية، وكذلك ابتكرت تايبيه نظامًا لتوزيع الأقنعة بدعم من خبراء التكنولوجيا والصيدليات والمتاجر.
نسبت تساي إنج ون الفضل للكوادر الطبية بقيادة وزير الصحة تشين شيه شونج، علاوة على المواطنين الذين تحملوا المسؤولية، وبادر المسؤلون في الشركات الخاصة والأهالي في التجمعات السكانية بقياس درجة الحرارة باستمرار، وحرصوا على تطهير وتنظيف كافة الأماكن.
تقديم يد العون
تمتلك تايوان أحد أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم، أشارت تساي إنج ون إلى أن بلادها لديها قدرات بحثية قوية وتتبادل المعلومات بشفافية مع الشعب والهيئات العامة والدولية.
أكدت حاكمة تايوان أن بلادها استطاعت احتواء فيروس كورونا داخل حدودها، إلا أنه لا يزال يتفشى في العالم، واعتبرته كارثة انسانية تتطلب جهودًا مشتركة من جميع البلاد.
ورغم أن تايوان مُستبعدة من الانضمام لمنظمة الصحة العالمية، وهو ما اعتبرته تساي إنج ون شيئًا غير عادل، إلا أنها مُستعدة وقادر على التعاون مع كافة الجهات في الطب والتصنيع والتكنولوجيا من أجل احتواء الفيروس.
ودعت حاكمة تايوان إلى نبذ الخلافات والعمل جنبًا إلى جنب لإنقاذ البشرية، وقالت: "حربنا ضد كوفيد-19 تتطلب الجهود الجماعية للناس في جميع أنحاء العالم، فالقدرة البشرية على التغلب على الصعوبات لا حدود لها، ونحن مستعدون لتقديم المساعدة".
فيديو قد يعجبك: