مابعد جائحة كورونا.. جورباتشوف يدعو لمراجعة شاملة للأجندة العالمية
كتبت – إيمان محمود:
دعا ميخائيل جورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفييتي، في مقال في مجلة "تايم" الأمريكية، إلى مراجعة شاملة للأجندة العالمية بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، مضيفا أن التحدي المباشر اليوم هو "هزيمة هذا العدو الشرير الجديد. ولكن حتى أن يأتي هذا اليوم، يجب التفكير في شكل الحياة بعد هزيمته".
وقال جورباتشوف "أذكر كيف تخلصّنا من التهديد النووي في منتصف الثمانينيات. جاء هذا الإنجاز عندما أدركنا أنه عدونا المشترك، تهديد لنا جميعًا، أعلن قادة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أنه لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم خوضها أبدًا... ورغم تدمير 85٪ من تلك الترسانات، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا".
وأضاف: "هناك تحديات عالمية أخرى أصبحت أكثر إلحاحًا: الفقر وعدم المساواة، وتدهور البيئة، واستنفاد الأرض والمحيطات، وأزمة الهجرة. والآن، تهديد آخر: الأمراض والأوبئة التي يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة في عالم مترابط".
واستطرد: "لا يمكن أن تكون الاستجابة لهذا التحدي الجديد قومية بحتة. ففي حين تتحمل الحكومات في الدول كافة وطأة اتخاذ الخيارات الصعبة، إلا أنه سيتعين على المجتمع الدولي بأسره اتخاذ القرارات".
وأكد جورباتشوف أن العالم فشل حتى الآن في وضع وتنفيذ استراتيجيات وأهداف مشتركة للبشرية جمعاء، مشيرًا إلى أن عواقب الوباء تضرب الفقراء بشدة مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة عدم المساواة.
يرى جورباتشوف أن العالم يحتاج بشكل عاجل إلى إعادة التفكير في مفهوم الأمن بأكمله، فهذا العام، كان العالم بالفعل على شفا اشتباكات يمكن أن تشمل قوى عظمى، مع أعمال عدائية خطيرة في إيران والعراق وسوريا، مؤكدًا أن الحروب وسباق التسلّح لا يمكن أن تحل مشاكل العالم اليوم، وأن الحرب علامة على الهزيمة وفشل السياسة.
ورأى الرئيس السوفيتي السابق وجود حاجة إلى "تطوير استراتيجية، وإعداد وتخطيط وإنشاء احتياطيات"، من أجل الأمن البشري.
وأكد في هذا الشأن ضرورة توفير الغذاء والمياه والبيئة النظيفة والعناية بصحة الناس، ولتحقيق ذلك، يجب تطوير استراتيجيات، وإعداد الاستعدادات، وتخطيط وإنشاء احتياطيات، مشددًا "لكن كل الجهود ستفشل إذا استمرت الحكومات في إهدار المال من خلال تأجيج سباق التسلح."
واستطرد: "لن أتعب من التكرار: نحتاج إلى نزع سلاح الشؤون العالمية، والسياسة الدولية والتفكير السياسي".
وللتصدي لهذا على أعلى مستوى دولي، دعا قادة العالم إلى عقد جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة وعقدها بمجرد استقرار الوضع، إذ يجب إجراء مراجعة شاملة للأجندة العالمية.
وعلى وجه التحديد، دعا قادة جميع الدول القبول بالالتزام بخفض ميزانياتها العسكرية بنسبة 10- 15%، وهو الحد الأدنى الذي يجب عمله اليوم، كخطوة أولى نحو وعي جديد، وحضارة جديدة.
فيديو قد يعجبك: