جريمة مكتملة الأركان.. ما نعرفه عن محاولة اغتيال رئيس وزراء السودان
كتبت- هدى الشيمي:
نجا رئيس الحكومة السوادني عبدالله حمدوك من محاولة اغتيال، استهدفت موكبه، صباح اليوم الاثنين، أثناء مرورة أسفل كوبير القوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم، بينما كان ينتقل من محل سكنه إلى مقر رئاسة مجلس الوزراء.
وأوضحت الشرطة السودانية، في بيان رسمي نشرته اليوم، أن التفجير الذي استهدف موكب رئيس الحكومة أسفر عن إصابة شرطي مرور، ونُقل إلى تلقي العلاج في مشفى لإصابته بكسر في الترقوة. كما أسفر التفجير عن تضرر عدد من المركبات بينها سيارتين في موكب حمدوك.
فيما عدا ذلك، أكدت الشرطة أن رئيس مجلس الوزراء والمرافقين له بخير ولم تحدث أي إصابات أخرى.
وفقًا للشرطة السودانية، فإن محاولة اغتيال حمدوك تمت عبر التفجير عن بعد بواسطة عبوة ناسفة تحوي شظايا حادة.
وقالت الشرطة، في بيان لها، إن :"هذا العمل الدخيل والخطير على البلاد على مر التاريخ الحديث يجعلنا نؤكد ونشدد، أنه لن يمر دون كشف أبعاده، وعليه فإن أجهزتكم الامنية قد وضعت نفسها في حالة إستنفار قصوى ومتابعة دقيقة للوصول الى كشف هذا المخطط الارهابي الذي يهدف إلى جر البلاد نحو واقع خطير ومعقد. .وتم تشكيل غرفة ازمة لهذا الغرض".
وعقب الهجوم، طوق الأمن السوداني موقع محاولة الاغتيال، مع بدء التحقيق في التفجير الذي لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن.
جريمة مُكتملة الأركان
وحسب ما توصلت إليه من معلومات، قالت النيابة العامة السودانية إن محاولة اغتيال حمدوك تم التخطيط لها بصورة احترافية، واعتبرتها "جريمة مكتملة الأركان ضد الدولة".
وحسب النيابة العامة السودانية، فإن استهداف موكب رئيس الوزراء هو استهداف لكل النظام الانتقالي الدستوري القائم في البلاد.
حمدوك بخير
وفقًا للإعلام السوداني، فإن كافة لقاءات ومواعيد حمدوك التي كانت مُقررة اليوم الاثنين جرى إلغاؤها، وبعد فترة قصيرة نشرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) صورًا التقطت له وهو مُحاط بعدد من مساعديه وبعض الورزاء من مكتبه بالعاصمة الخرطوم.
وبعد الإعلان عن نقله إلى مكان آمن، غرّد حمدوك على تويتر مؤكدًا محاولة اغتياله لن توقف مسيرة التغيير في البلاد، وقال رئيس الحكومة: "اطمئن الشعب السوداني أنني بخير وصحة تامة".
وتابع: "ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير ولن يكون إلا دفقة إضافية في موج الثورة إضافية في موج الثورة العاتي، فهذه الثورة محمية بسلميتها وكان مهرها دماء غالية بذلت من أجل غدٍ أفضل وسلام مستدام".
معًا من أجل الثورة
قوبلت محاولة اغتيال حمدوك بالتنديد والرفض داخل وخارج السودان. اعتبرت قوى الحرية والتغيير تعرض موكب رئيس الحكومة لهجوم "محاولة للانقضاض على الثورة السودانية وإجهاضها".
ودعت الحرية والتغيير الشعب السوداني إلى النزول في موكب لإعلان دعمهم وتأييدهم لحمدوك، وتنديدهم لأي محاولة للمساس بالثورة السودانية.
كانت وكالة الأنباء السودانية أفادت بنزول حشود من المواطنيين إلى الشوارع، خاصة موقع استهداف حمدوك للتأكيد على دعمهم له.
أدانت وزارة الخارجية محاولة الاغتيال الفاشلة، وقال المستشار أحمد أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الوزارة في بيان رسمي إن "مصر تشعر بالارتياح لفشل المحاولة الآثمة ونجاة رئيس الحكومة السودانية منها".
أكدت الولايات المتحدة الامريكية وقوفها ودعمها للحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين وذلك عقب الهجوم الارهابي على موكب حمدوك. وقالت السفارة الامريكية في تغريدة عبر تويتر إنها تشعر بالصدمة إزاء محاولة الاغتيال.
وتابعت:"خالص تعازينا للضحايا وسنواصل دعم الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين وتضامنا مع الشعب السوداني."
أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس مجلس الوزراء، وجددت موقفها الثابت والداعم لوحدة واستقرار وسيادة السودان وتطلعات شعبه الشقيق.
ووجد السفير البريطاني عرفان صديق أن ما حدث في السودان، اليوم الاثنين، مُقلق للغاية، دعا إلى التحقيق فيه بشكل كامل، وأكد دعم المملكة المتحدة للحكومة المدنية بالكامل وتلتزم بمواصلة تقديم أي دعم ممكن للمساعدة في نجاحها.
فيديو قد يعجبك: