لماذا أعرضت أمريكا عن مساعدة أردوغان بعد مقتل جنوده؟
كتب - محمد عطايا:
مع إعلان الجيش السوري، قرابة شهر مضى، التحرك نحو تحرير محافظة إدلب، شمال غرب البلاد، من سيطرة بعض التنظيمات الإرهابية، مثل هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة"، اندلعت اشتباكات هي الأعنف مع القوات التركية المتمركزة في 12 نقطة مراقبة بالمحافظة السورية.
بتصاعد وتيرة المواجهات بين الجيش السوري والتركي، ارتفع عدد قتلى "جنود أردوغان"، الذي أعلن اليوم أن ضحايا الجيش التركي وصلت إلى 54 قتيلًا.
من جهتها، أطلق الجيش التركي، عملية "درع الربيع"، أواخر فبراير الماضي، لكسب التقدم أمام قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران.
مؤخرًا، توصل الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين إلى اتفاق خلال زيارة الأخير إلى موسكو، لوقف إطلاق النار في إدلب السوري، بدأ سريانه منذ أيام قلائل.
توقع الخبراء ألا يدوم اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب كثيرًا، رغم عدم تبليغ أي من الطرفين بما ينقد الهدنة.
وقال الرئيس التركي اليوم، إن بلاده ستستأنف العمليات العسكرية في إدلب، إذا تم نقد اتفاق وقف إطلاق النار هناك.
مع اشتداد المعارك في سوريا، طلبت تركيا من الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة إمدادها بمنظومة الدفاع الجوي "باتريوت"، إلا أن الأمر قوبل بالمماطلة والرفض أحيانًا.
قال كبير زملاء معهد إيني إنريكو ماتي الإيطالي لدراسات الشرق الأوسط، ستيفين كوك، إن الغرب وبخاصة الولايات المتحدة لن تقدم على مساعدة تركيا في معاركها بسوريا.
وأضاف في مقاله بمجلة "فورين بوليسي"، أن الولايات المتحدة لن تهتم كثيرًا لمساعدة تركيا لسببين، أولها، العداء التركي في الآونة الأخيرة لواشنطن، في قضايا عدة أبرزها احتجاز القس الأمريكي، وشراء صفقة "إس 400" الروسية.
أمضت الحكومة التركية العقد الماضي في شن هجمات على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والانخراط في خطاب رهيب مناهض لأمريكا، وتهديد أو اعتقال الأمريكيين، وذلك وفقًا للكاتب كوك.
وقال "كان من الصعب أن نتذكر بين 2011 و2012 العثور على منتقد لتركيا وأردوغان وحزب العدالة والتنمية في واشنطن. ولكن الأوضاع تغيرت الآن، وأصبح من الصعب أن تجد حليفًا لأنقرة".
وأضاف "ليس هناك الكثير من الاهتمام بمساعدة تركيا هذه الأيام. في الواقع، تسير المشاعر في الاتجاه المعاكس: دع أردوغان يتعامل مع فوضته".
لم يكن شريكًا، فلماذا تخاطر الولايات المتحدة بالمشاركة المباشرة في الصراع السوري لمساعدة أنقرة؟ ومع وجود عدد قليل من المؤيدين والرئيس الذي ركز على جعل أمريكا عظيمة جزئياً عن طريق إخراجها من الشرق الأوسط، كان على الأتراك ألا يتوقعوا الكثير من واشنطن أكثر من الكلمات البالية.
وأشار الزميل في المعهد الإيطالي، إلى أن الولايات المتحدة اكتفت من المعارك في الشرق الأوسط، وتريد الخروج من المنطقة، وبالتالي سيكون شاقًا أن تنغمس في معارك قد تتخذ سنوات أخرى في المنطقة.
وأضاف، أن السبب الآخر هو أن الجيش التركي لا يبدو إلى حاجة ماسة لمساعدة الولايات المتحدة، نظرًا لتمكنه من إسقاط أعداد كبيرة من عناصر الجيش السوري، لافتًا إلى أنها في الوقت ذاته، بحاجة إلى القدرات الأمريكية الفريدة.
فيديو قد يعجبك: