لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مسلم يخوض الانتخابات البلدية عن حزب مسيحي محافظ في ألمانيا

02:23 م الأحد 08 مارس 2020

أوزان إييباس المرشح المسلم الأول عن حزب الاتحاد ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

برلين- (أ ف ب):

يبدو أوزان إييباس بلحيته المشذبة بدقة وابتسامته العريضة كأي سياسي وسط حملته الانتخابية. لكن هناك ما يميّزه، فهو أول مسلم يمثّل حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ والنافذ في الانتخابات البلدية في مقاطعة بافاريا الألمانية.

ويقول المرشّح البالغ من العمر 37 عاماً وهو يحتسي كوبا من الشاي "لا أرى أي تناقض في هذا الخيار"، وذلك قبل أيام من الجولة الأولى للانتخابات البلدية في 15 مارس في مدينة نويفاهرن.

ولا يبدو أنه يأبه بإعلان رئيس وزراء مقاطعة بافاريا الاجتماعي المسيحي ماركوس سودير قبل عامين عن نيته وضع الصليب في كافة الأماكن العامة في المنطقة تكريماً لـ"إرثها الثقافي".

وفي هذا الإطار، يؤكد إييباس العلوي ذو الأصول التركية أن "مبادئ ديني قريبة جداً من مبادئ المسيحيين".

في المقابل، رفض ناشطون محليون في الحزب في بلدة فالارشتاين في غرب بافاريا تسمية مرشح مسلم آخر، وفضلوا بدل ذلك عدم ترشيح أحد للانتخابات البلدية.

وأقر سينير شاهين الذي كان يرغب بالترشح للمنصب لصحيفة زود دويتشه تسايتونغ "الأمر لا يتعلق بي، بل بديني. على سبيل المثال، أحد الحجج التي طرحت هي أن كلمة (مسيحي) في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي وحقيقة أنني مسلم، لا تتوافقان".

تراجع انتخابي

وحاول قياديون في الحزب الدفع باتجاه اختياره، لكن القاعدة العامة لم تقبل، علماً أن شاهين، رجل الأعمال الناجح، كان لاعباً ومدرباً في فريق كرة القدم المحلي.

ويهيمن حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، شريك حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل وينشط حصراً في بافاريا، منذ الحرب العالمية الثانية على الشأن العام في الولاية، لكن قاعدته الانتخابية إلى تراجع.

وفاز الحزب بنسبة 37% من الأصوات في الانتخابات المحلية الأخيرة عام 2018، وهي أسوأ نتيجة له منذ عام 1954، متأثراً بصعود حزب اليمين المتشدد البديل لأجل ألمانيا وحزب الخضر.

ويسعى الحزب لذلك إلى التجديد، ويتكل على إييباس، الذي يعمل مستشاراً للشركات الناشئة، ويعرف بطلاقة لسنه، لخطف مقعد رئاسة البلدية من النائب عن حزب الخضر فرانز هيلمير.

وفي شوارع نويفاهرن حيث نشأ، يبدو أوزان إييباس وكأنه يعرف الجميع. يتحدث مع الناس الذين يلقاهم في مدينته الواقعة في ضواحي ميونيخ والتي يقطنها 20 ألف شخص عن الاقتصاد المحلي والنقل العام والبيئة، ولا يتطرق إلى الدين.

وتقول إريكا وهي متقاعدة التقى بها إييباس خارج متجر للخضار والفاكهة "بالنسبة لي، الأهم هو مسائل السكن"، مضيفةً "لا تشكل ديانة المرشحين أي فرق".

لكن في وسائل الإعلام، لا تمرّ هذه المسألة بشكل عابر، لدرجة أن إييباس استقبل "صحافيين من كوريا الجنوبية"، على حد قوله.

مشاطرة القيم

ويروي إييباس "عندما كنت صغيراً، اصطحبتني والدتي إلى كنيسة، فسألتها عن السبب. أجابتني أنه إن أردنا العيش هنا، علينا أن نعرف قيم البلد ونشاطرها. وهذا ما أريد فعله".

ويكرر مراراً أن حزبه ليس "طائفة"، موضحاً "إذا رفض مسيحي حق مسلم بالانتماء إلى الاتحاد الاجتماعي المسيحي، فهو في الواقع لا يفقه شيئاً عن المسيحية".

ويلحظ من جانبه أستاذ التحليل السياسي في كلية السياسات العامة في بافاريا ستيفان فورستر أن "العديد من الألمان من أصول مهاجرة يدافعون عن القيم المحافظة، التي تتوافق مع قيم الاتحاد الاجتماعي المسيحي".

ويضيف أن الصراع في هذا الحزب حالياً "ليس بين مسيحيين ومسلمين، بل هو أكثر بين متدينين وملحدين".

ويعرب أوزان إييباس من جهته عن قناعته بأن حزبه قابل للتغيير ويدعو إلى "نوع جديد من المحافظة" التي "تتبع التقاليد لكن تجدد في الوقت نفسه". ويأمل ألا تشكل ديانته "موضوع نقاش (...) خلال خمس أو عشر سنوات".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: