"نظرية مؤامرة جديدة".. ما حقيقة تصنيع معهد فرنسي لفيروس كورونا؟
كتبت- هدى الشيمي:
بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا المتحور الذي يتسبب في مرض (كوفيد-19) انتشرت نظريات المؤامرة التي حاول أصحابها العثور على تفسير للجائحة التي يعيشها العالم، مع تجاوز عدد المصابين بالفيروس المستجد لنحو رفع مليون شخص، ووفاة أكثر من 100 ألف شخص، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
كان أخر هذه التفسيرات، مقطع فيديو انتشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك شاهده ملايين، يتهم فيه شخص يتحدث باللغة الفرنسية معهد باستور الفرنسي بنشر فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19)، ويزعم أن المعهد لديه براءة اختراع الفيروس عام 2004.
في الفيديو الذي تصل مدته 23 دقيقة، يجلس هذا الشخص أمام الكاميرا ماسكًا بيديه وثيقة تتضح أمام الكاميرا، نشرت على الموقع الرسمي لمكتب البراءات الأوروبي، تتضمن بحثا مفصلا عن سلالة جديدة من كورونا مرتبطة بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس).
ماذا جاء في الفيديو؟
زعم الرجل أن هدفه من نشر مقطع الفيديو هذا ليس الشهرة، ولكن نشر الحقائق والتي يمكن الحصول عليها على موقع المعهد.
وقال إنه وخمسة أشخاص آخرين بذلوا مجهودًا كبيرا من أجل "كشف الحقيقة"، وتوضيح كيف ظهر الفيروس، وكيف سينتهي، ومن المستفيد من ورائه.
قال الرجل في مزاعمه: "لنكن واضحين، فقد تم نشر هذا الفيروس من أجل تحقيق المزيد من المكاسب المادية"، خاصة وأن براءة الاختراع التي في حوزته توضح أن العاملين في المختبر يستعدون للكشف عن لقاح من شأنه علاج الفيروس، في الوقت الذي يسارع العلماء والمراكز البحثية إلى اختراع لقاح من شأنه القضاء على كورونا المتحور.
وقال ذلك الرجل، حسبما جاء في مقطع الفيديو، "الفرنسيون قاموا ببناء مختبر، وبمساهمة الصين طبعًا من نوع (P4)"، وزعم أن هذا النوع من المختبرات متخصص في احتضان الفيروسات الأكثر خطورة في العالم".
وادعى أنه والمشتركين معه حصلوا على وثيقة للحكومة الفرنسية تعود إلى عام 2017، أظهرت أن طبيب أدوية وزوجته العالم والباحثة كانوا يعملون في هذا المختبر.
وتابع: "لا أعلم كيف هرب الفيروس من المختبر، ولكن ما أستطيع تأكيده بالوثائق هو أن الفيروس خرج من ووهان الصينية، وأن الفرنسيين لهم يد فيما حدث".
تفسيرات خاطئة
وردًا على المزاعم التي جاءت في مقطع الفيديو، نشر موقع راديو كندا وصحيفة لوبريزيان الفرنسية تقارير أوضحت أن براءة الاختراع التي أظهرها بطل الفيديو لا تثبت أن كورونا صُنع في المختبر، موضحين أن براءة الاختراع التي تحمل رقم (EP1694829-B1) موجود بالفعل وتعود لمعهد باستور الفرنسي، ولكن فُسرت بشكل خاطئ.
ونشر معهد باستور الفرنسي توضيح أكد فيه أن ما ظهر في الفيديو (أخبار كاذبة)، موضحًا أن المعهد اخترع لقاحاً سنة 2004 ضد فيروس كورونا الذي سمي آنذاك SARS-cov1، والذي يسبب مرض السارس الذي ظهر سنتي 2002 و2003 ويختلف تماماً عن SARS-CoV-2 المسؤول عن المرض الذي سمي كوفيد-19، الذي ظهر سنة 2019 وهو مستمر إلى اليوم.
وحسب بيان المعهد الفرنسي، فإن براءة الاختراع لسنة 2004 توضح كيفية اكتشاف الفيروس، ثم اختراع إستراتيجية لقاح ضده وليس اختراع الفيروس نفسه.
وبعد انتشار الفيديو على نطاق واسع، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية على صفحتها الخاصة بمكافحة الأخبار الزائفة مقالا نفت فيه صحة ما قيل.
من جانبه، نفى الاتحاد الأوروبي ووسائل الإعلام العالمية ما تردد عن أن معهد باستور الفرنسي كان له دخل في انتشار كورونا المتحور.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن، بيتر ستانو، اليوم الأربعاء، أن الاتحاد أطلق موقعا إلكترونيا لمواجهة التضليل المتعمد حول الوباء، حسبما نقلت شبكة روسيا اليوم الإخبارية.
وحذر الاتحاد من إثارة الذعر بين المواطنين بسبب انتشار المعلومات المضللة عن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، مناشدا وسائل الإعلام الأوروبية تحمل مسؤولياتها وتوعية الجمهور.
فيديو قد يعجبك: