سي إن إن: "هذه النسخة من ترامب" ستنقذ الأرواح
كتبت- هدى الشيمي:
أشادت وسائل إعلام أمريكية بطريقة الرئيس دونالد ترامب الجديدة في التعامل مع تفشي فيروس كورونا المتحور وتخليه عن النهج الذي اعتمد على الاستخفاف بالمسألة والتقليل من شأنها، وتوجيه الاتهامات إلى الدول الأجنبية، إلى الحديث بلهجة أكثر رصانة، واستخدامه لمعلومات موثوقة وعلمية.
قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن الأمريكيين رأوا من ترامب شيئًا لم يروه من قبل خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد الاثنين في البيت الأبيض، وتحدث فيه عن الفيروس الذي يتسبب في مرض (كوفيد-19) الذي أصاب أكثر من 4700 شخصًا في الولايات المتحدة وأودى بحياة أكثر من 70 آخرين، بخلاف آلاف اخرين لقوا حتفهم وأكثر من 190 ألف أصيبوا.
كشف الرئيس الأمريكي النقاب عن خطته التي من المقرر أن تستمر 15 يومًا، وتسعى إلى ابطاء تفشي الفيروس، واعترف بفداحة الأزمة قائلا: "إنه أمر سيء.. أمر سيء للغاية".
وتابع: "لكل منّا دور حاسم عليه القيام به لوقف انتشار الفيروس ومنع انتقاله"، مُشددًا على أهمية الوحدة الوطنية وتعاضد المواطنين مع بعضهم البعض.
تناقضت لهجة ترامب الجادة التي استخدمها مؤخرًا مع تعليقات السابقة بشأن الفيروس، والتي قارن فيها بينه وبين الأنفلونزا وتوقع أن يختفي سريعًا، وتأكيده أن الأزمة يمكن السيطرة عليها والتحكم فيها.
ظهر ترامب أخيرًا، حسب سي إن إن، كالزعيم الذي تحتاج إليه الأمة وقت الأزمات، وتعامل مع ما يجري بالطريقة التقليدية التي من المفترض أن يستخدمها، ولكنه يحيد عنها في كل المواقف الصعبة والأزمات السابقة.
دعا الرئيس الأمريكي إلى نبذ الانقسامات السياسية العميقة، والتعامل مع الأزمة كرجل واحد.
ورغم أن الأزمة تتطلب قيام الرئيس الأمريكي بأكثر من الإدلاء بتصريحات جادة، إلا أن (سي إن إن) وجدت أن ادائه كان غير عادي، وساعد على توضيح الوضع ورسم صورة أمام
المواطنين لفهم ما سيحدث الأسابيع المقبلة.
حث الرئيس الأمريكي المواطنين على تجنب التجمعات وتأجيل السفر إلى أي مكان، أو شدد على أهمية بقاء كبار السن في منازلهم وكذلك المصابين بأمراض مزمنة، وطالب أسر المصابين بالفيروس بعدم الخروج من بيوتهم.
وقال: "إذا اتبع الجميع هذه الإجراءات، وقاموا بهذه التغييرات والتضحيات الكبيرة الآن، سوف نتكاتف معًا كأمة واحدة ونتغلب على الفيروس ونحتفل كلنا سويًا".
حسب سي إن إن، فإنه من الواضح أن ترامب يعمل وفق إطار زمني ضيق ومحدود، وربما يقول لنفسه إنه من الضروري استغلال أي شيء يحدث وسط العاصفة السياسية كي يتمكن من النجاة والقتال بقوة للوصول إلى سدة الرئاسة مُجددًا، وربما لهذا السبب رجح احتمالية الحد من انتشار الفيروس في الفترة ما بين شهري يوليو وأغسطس، وهي فترة زمنية أطول وأكثر دقة مما يتوقع الخبراء.
لفتت سي إن إن إلى أن تعليقات ترامب الأخيرة ساعدت على إنعاش الأسواق بعد أيام عانت فيها من خسائر، إلا أنه هذه المرة لم يحتفل كعاداته ولم يتعامل مع الأمر على أنه انتصار، ولم يبدو وأنه مهتمًا كثيرًا بما حدث.
قال الرئيس الأمريكي: "أفضل شيء يمكنني القيام به فيما يتعلق بالأسواق هو المساعدة على تجاوز هذه الأزمة".
ورأت الشبكة الإخبارية أنه بدا وكأن الرئيس الأمريكي يفكر في احتمالية حدوث ركود اقتصادي ناجم عن تفشي كورونا، وهو ما يقوض فرص حصوله على فترة ولاية ثانية.
فيديو قد يعجبك: