لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في أفغانستان.. كورونا يؤجج الحرب ويعقد جهود السلام

03:46 م الإثنين 16 مارس 2020

الحجر الصحي لمصابي كورونا فيروس

كتبت- هدى الشيمي:

مع انتشار فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19) في كل مكان بالعالم، كان الأفغان في حالة انكار حتى بعدما أصبحت الأزمة واضحة وقاتلة في إيران المجاورة.

اختلفت ردود أفعال الأفغان إزاء تفشي كورونا، حسب صحيفة نيويورك تايمز، تعامل المسلمون مع دينهم باعتباره درع وقاية، فهم يغتسلون أثناء الوضوء خمسة مرات في اليوم الواحد، فيما مازح آخرون بأن النظام الصحي سيئًا للغاية، والبلد مُصاب بالفعل بالجراثيم والبكتيريا والميكروبات، وقالوا ساخرين إن الفيروس الجديد لن يستطيع التغلب على باقي الفيروسات الأخرى والوصول إليهم.

إلا أن حالة الإنكار تلك تتلاشى مع مرور الوقت، قالت نيويورك تايمز، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إنه مع ارتفاع عدد الحالات الإيجابية المُصابة بكورونا في أفغانستان، يخشى المسؤولون الأفغان أن يكون عدد المصابين بالفيروس المتحور أكبر من المُسجل قانونيًا والذي تم التوصل إليه، نظرًا للعجز على اكتشاف المزيد من الحالات، وإبطاء انتشاره.

عدوى من إيران

أصبح الأمر أكثر قلقًا بعدما تجاهلت إيران نداء الحكومة الأفغانية بفرض قيود على المعابر الحدودية، ولا يزال يعبر بين حدود البلدين حوالي 150ألف شخص يوميًا. وقال وحيد الله ميار، المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية، إن جميع الحالات المصابة بالفيروس، البالغ عددهم 21 حالة، شملت مسافرين عادوا من إيران.

ينتشر كورونا في وقت تشتعل فيه الحروب والأزمات السياسية في أفغانستان. جرى الإبلاغ عن أول حالة إيجابية في ولاية هرات، التي تشترك في الحدود مع إيران، وهي نقطة دخول أساسية إلى أفغانستان.

وأبلغت ست مقاطعات أخرى حتى الآن عن حالات إصابة بكورونا، ما أثار مخاوف من انتشار العدوى في جميع أنحاء البلاد دون القدرة على احتوائها.

يخشى الأطباء الأفغان على صحتهم وعلى أفراد عائلاتهم. قال أحد الأطباء لنيويورك تايمز، شرط عدم الكشف عن هويته، إنه لم يتقرب من زوجته وابنائه بعدما يعود من المنزل، ويعزل نفسه في غرفة داخل بيته.

أكد الطبيب للصحيفة الأمريكية أن المستشفيات ومراكز العلاج في أفغانستان تواجه نقصًا كبيرًا في المعدات الطبية، وكذلك في عدد العاملين في الأطقم الطبية.

تعطيل جهود السلام

يلقي الفيروس المتحور بظلاله على جهود السلام المبذولة لإنهاء الحرب في أفغانستان بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، وهي العملية المُعقدة بالفعل.

على مدار أسابيع وحتى الآن، حاول زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي، التوصل إلى حل وسط بشأن إطلاق سراح الآلاف من سجناء طالبان، وهو الأمر الذي قاومته الحكومة الأفغانية. وكان من المفترض بدء المفاوضات في 10 مارس الجاري، مع التحدث عن احتمالات استضافة قطر، النرويج، ألمانيا للمحادثات، لكن الآن مع فرض قيود على السفر حول العالم بسبب كورونا، من غير الواضح متى سوف تبدأ المحادثات.

مخاوف على صحة الجنود

هناك أيضًا مخاوف من إصابة جنود التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة بالفيروس في أفغانستان. قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن أي من الجنود الذين يشعرون بأنهم معرضين لخطر الإصابة بأعراض شبيهة بالأنفلونزا، يحصل على الرعاية الطبية في القاعدة العسكرية، وأن اختبار (كوفيد-19) متاح ومتوفر لهم في إسلام آباد، على أن يتم إرسال عينات أي شخص يعاني من أعراض كورونا إلى مختبرات في ألمانيا.

لفتت نيويورك تايمز إلى أن ابعاد الجنود وإخراجهم من أفغانستان سوف تكون أكثر صعوبة بالنظر إلى الحرب المستعرة هناك، كما أنه سوف يزيد الأزمة سوءًا، خاصة وأن الجيش والشرطة الأفغانيين قوة عادية موزعة على الأماكن القريبة في القواعد والثكنات، وقاعات الطعام، وقد تكون واحدة من أضعف المجموعات العسكرية.

تفشي كورونا في أفغانستان سينتج عنه عواقب خطيرة، خاصة وأن نظامها الصحي ضعيف، ويعاني المواطنون من ضعف الأنظمة المناعية بسبب الإرهاق المستمر، والنظم الغذائية السيئة، وانتشار التلوث.

أظهرت المقابلات التي أجرتها نيويورك تايمز مع أفراد قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد انقسامًا واضحًا بين ما يقوله القيادات العسكرية والإجراءات المُتخذة على أرض الواقع.

قال العديد من المسؤولين الكبار في أفغانستان إنهم بدأوا بالفعل في تزويد الثكنات بالمطهرات، وصدرت قرارات بإلغاء التجمعات، فيما أكد الجنود عدم حدوث ذلك، موضحين أن السلطات لم توفر سوى ملصقات بسيطة حول النظام الشخصية وأهميتها.

نحارب فيروس آخر

قال الجنرال جولزار كوهي، قائد وحدة الجيش الأفغاني في مقاطعة بغلان الشمالية، إن الجنود لا يعرفون حتى أن فيروس كورونا ينتشر.

وتابع كوهي: "مقاتلينا يواجهون طالبان منذ عدة أيام، وكانت المعركة الأخيرة أمس، خلفت قتيلين من قواتنا، واستمرت حتى الساعات الأولى من الصباح".

وأضاف الجنرال، الذي أكد أنه لم ينم ليومين،: "أنا مشغول الآن بمحاربة فيروس آخر، وهو طالبان".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان