لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"من المستفيد من كل هذا؟".. نظريات المؤامرة تُغلّف تفشّي فيروس كورونا

08:50 م السبت 14 مارس 2020

آخر تطورات فيروس كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - هدى الشيمي:

بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا المتحور (كوفيد-19) انتشرت نظريات المؤامرة التي حاولت تفسير سبب ظهوره من الأصل. في بداية الأمر ادعت آلاف الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بروسيا أن الولايات المتحدة صنّعت الفيروس لشنّ حرب اقتصادية على الصين، فيما حمّل عضو في الكونجرس الأمريكي الصين مسؤولية انتشار كورونا، وزعم أنه تسرب من مختبر للأسلحة البيولوجية، وليس سوقًا لبيع الحيوانات في ووهان، بؤرة انتشاره، كما أوضحت السلطات الصينية.

وحسب آخر احصائية رسمية، فإن عدد المصابين بفيروس كورونا تجاوز 153 ألف شخص، فيما توفي أكثر من خمسة آلاف، وتعافى 72 ألف آخرين.

سلاح بيولوجي

حتى هذه اللحظة، يعجز العلماء عن تحديد مصدر فيروس كورونا، ولكن هناك شبه إجماع على أنه لم يكن من صنع الإنسان، وأنه ظهر في أحد أسواق الأسماك واللحوم والحيوانات البرية في ووهان.

مع ذلك، في أواخر يناير الماضي، تحدث بعض العلماء الهنود، عن تصنيع الفيروس في أحد المختبرات، ونشروا ورقة بحثية على موقعهم الإلكتروني يشرحون فيها ما توصلوا إليه، إلا أن علماء وباحثين آخرين استبعدوا هذه المزاعم، وبعد يومين جرى سحب الورقة البحثية.

غير أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية، خاصة الموالية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتهم الصين بالتواطؤ لإحداث دمار في الاقتصاد الأمريكي، وإفساد فرص الرئيس في الفوز بفترة ولاية ثانية.

وحمّل السيناتور الأمريكي توم كوتون الصين مسؤولية ظهور الفيروس، وقال في أكثر من مناسبة إن كورونا ما هو إلا سلاح بيولوجي طورته الصين.

وقال جيري فالويل جونيور، أحد المقربين من ترامب، لبرنامج (فوكس أند فريندز) إن الفيروس سلاح بيولوجي من صنع كوريا الشمالية.

ترسخت الفكرة خارج الولايات المتحدة، إذ ادعت تقارير نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية أن الفيروس من صنيعة واشنطن، وأشاروا إلى أنه سلاح بيولوجي صنّعته إدارة ترامب من أجل استخدامه في الهجوم على طهران وبكين.

اتهامات صينية وروسية

منذ بداية ظهور الفيروس، اتهم مسؤولون صينيون روسيون الولايات المتحدة بنشر فيروس، وكان آخر هذه الاتهامات، أمس الجمعة، ألمح ليجان زاهو، نائب رئيس إدارة المعلومات بوزارة الخارجية الصينية، على حسابه عبر تويتر الجيش الأمريكي ربما يكون من نقل كورونا إلى ووهان الصينية.

وبعد ساعات، استدعت الخارجية الأمريكية السفير الصيني على خلفية اتهام بكين الجيش الأمريكي بجلب فيروس كورونا إلى ووهان.

ولا تعد تصريحات زاهو الأولى، إذ أدلى تشاو لي جيان، المتحدث باسم الحكومة الصينية عبر تويتر، بتصريحات مُشابهة، دعا المسؤول الصيني الولايات المتحدة بالتحلي بالشفافية والكشف عن عدد المصابين والوفيات وأسماء المستشفيات، وأضاف: "أمريكا مدينة لنا بتفسير!".

اتهمت بكين واشنطن باتباع سياسة تتعمد خلق حالة من الهلع الجماعي حول العالم، مُنتقدة رد فعلها الذي اعتبرته "مُبالغ فيه".

وفي فبراير الماضي، أي بعد شهرين من ظهور الفيروس لأول مرة، قال فلاديمير جيرينوفسكي، نائب روسي، إن فيروس كورونا استفزاز أمريكي للصين.

وألمح المسؤول الروسي إلى أن واشنطن تستخدم الفيروس لمواجهة التفوق التجاري للصين، وتعمل على استغلاله كي تبقى "على الأقل على قدم المساواة معها" على حد قوله.

قال المسؤول الروسي، حسبما نقلت وكالة سبوتنيك الإخبارية، إن "هذا الاستفزاز الأمريكي ليس الأول"، وشبهه بـ"أنفلونزا الطيور أو جنون البقر".

تسمم إشعاعي ناتج عن تأسيس شبكة محمول

أدعت دان أشلي، صانعة المحتوى على موقع يوتيوب والتي يصل عدد متابعي قناتها إلى 166 ألف شخص، أن كورونا ما هو إلا تسمم اشعاعي ظهر أثناء إعداد شبكة جي 5 اللاسلكية في مدينة ووهان. وحسب أشلي، فإن الترددات العالية من التكنولوجيا الجديدة تؤثر على امتصاص الأكسجين، ما يتسبب في أعراض تنفسية مماثلة لتلك المتعلقة بـ"كوفيد-19".

ورغم نفي العلماء لهذه النظرية وتأكيدهم أنه لا أساس لها من الصحة، لا تزال، حسب موقع (فايس)، أكثر نظريات المؤامرة انتشارًا.

نظريات المؤامرة من أجل البقاء

منذ قديم الأزل يبرر الناس في كل مكان الكوارث والأزمات التي يتعرضون لها بأنها نظريات مؤامرة، وهو ما يعده سكوت رادينتز، الأستاذ في كلية جاكسون للدراسات الدولية بجامعة واشنطن، أحد آليات للبقاء ومواجهة الأمور التي يصعب على عقولهم استيعابها وإدراكها.

ويقول رادينتز، في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية، إن فيروس كورونا يحتوي على كافة العناصر التي تجعله مادة رئيسية لنظريات المؤامرة، فهو لا يُرى بالعين المجردة، كما أن الفيروسات طالما ما أثارت الخوف والذعر. علاوة على الجغرافية السياسية والأحداث التي يشهدها العالم الآن، لاسيما وأن تنامي النفوذ الاقتصادي والسياسي في الصين أصبح مصدر قلق بين جيرانها والدول المتنافسة.

السؤال الأكثر إلحاحًا الآن، حسب رادينتز، هو "من هو المستفيد من كل هذا؟".

فيديو قد يعجبك: