السودان: أول تعليق لحمدوك وتجمع المهنيين على "لقاء التطبيع"
كتبت- رنا أسامة:
رحّب رئيس الحكومة السوداني عبدالله حمدوك، الأربعاء، ببيان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان حول اجتماعه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مُطالبًا في الوقت نفسه بالالتزام بالصلاحيات التي تحددها الوثيقة الدستورية، وذلك في أول تعليق على اللقاء الذي أثار جدلًا واسعًا واستياء شعبيًا في السودان.
وقال حمدوك في سلسلة تغريدات على حسابه الموثّق عبر تويتر، الأربعاء: "نُرحّب بالتعميم الصحفي للبرهان حول اجتماعه مع بنيامين نتنياهو. ونظل ملتزمين بالمضي قدما من أجل إنجاز مستحقات المرحلة الانتقالية المهمة وتجاوز التحديات الماثلة أمامنا..".
وتابع: "وتبقى الوثيقة الدستورية هي الإطار القانوني في تحديد المسؤوليات، ويجب علينا الالتزام بما تحدده من مهام وصلاحيات. فالعلاقات الخارجية من صميم مهام مجلس الوزراء وفقا لما تنص عليه الوثيقة الدستورية".
نرحب بالتعميم الصحفي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حول اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. ونظل ملتزمين بالمضي قدماً من أجل إنجاز مستحقات المرحلة الانتقالية المهمة وتجاوز التحديات الماثلة أمامنا.
— Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) February 5, 2020
وأضاف: "لا شك أن الطريق إلى التغيير الحقيقي في السودان مليء بالتحديات والعقبات ومع ذلك يجب أن نعي بأن الالتزام بالأدوار والمسؤوليات المؤسسية أمر أساسي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية، وانطلاقًا من هذا يجب على الهياكل الانتقالية ككل ضمان المساءلة والمسؤولية والشفافية في جميع القرارات المتخذة".
لا شك إن الطريق إلى التغيير الحقيقي في السودان مليء بالتحديات والعقبات ومع ذلك يجب أن نعي بأن الالتزام بالأدوار والمسؤوليات المؤسسية أمر أساسي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية، وانطلاقاً من هذا يجب على الهياكل الانتقالية ككل ضمان المساءلة والمسؤولية والشفافية في جميع القرارات المتخذة.
— Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) February 5, 2020
وكذلك، أكّد تجمع المهنيين السودانيين رفضه القاطع للقاء الذي عدّه "تجاوزًا خطيرًا ومُخِلاً من طرف الفريق أول البرهان لمؤسسات السلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي تحكمها". وشدد في بيان، الأربعاء، على " شجبه الكامل ورفضه القاطع لهذه الممارسات وأي مخرجات تمخض عنها هذا اللقاء".
بيان حول لقاء الفريق أول البرهان بنتنياهو #لقاء_البرهان_ونتنياهو#تحديات_الفتره_الانتقاليه
— تجمع المهنيين السودانيين (@AssociationSd) February 5, 2020
إعلام التجمع
5 فبراير 2020 pic.twitter.com/FSfFTTpvIg
يأتي ذلك بعد ساعات من بيان البرهان الذي أوضح خلاله أن لقاءه مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "جاء انطلاقا من موقع مسؤوليته وأهمية حفظ الأمن وتحقيق مصالح السودان".
وأكّد رئيس مجلس السيادة السوداني، في بيانه الصادر بعد 24 ساعة من اللقاء، موقف بلاده المبدئي من قضية الشعب الفلسطيني وحقه في إنشاء دولته المستقلة، وفق الإجماع العربي ومقررات الجامعة العربية.
بدوره، أعلن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في السودان بيانًا أفاد خلاله بأنه: "لا يعلم بهذا اللقاء ولم يتم التشاور معه بشأنه"، واصفًا إيّاه بـ"الأمر المُخِل" الذي يلقي بظلال سالبة على الوضع السياسي بالبلاد.
ونوّه في بيانه الصادر مساء الثلاثاء بأن الوثيقة الدستورية نصت على أن "العلاقات الخارجية هي اختصاص السلطة التنفيذية وعليه فإن ما تم يشكل تجاوزًا كبيرًا نرفضه بكل حزم ووضوح".
كما أشار إلى أن "إحداث تغييرات جذرية في قضية سياسية بحجم قضية العلاقة مع إسرائيل يقرر فيها الشعب السوداني عبر مؤسساته التي تعبر عن إرادته"، مؤكدًا وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في العودة وإنشاء دولته المستقلة وتقف ضد أي انتقاص من حقوقه العادلة.
وعقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعًا طارئًا لمناقشة لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا، في الوقت الذي أكّدت خلاله الحكومة السودانية أنها لا تملك معلومات عن تفاصيل اللقاء، وقالت إنها علمت بالاجتماع "عبر وسائل الإعلام".
وقال وزير الإعلام والثقافة السوداني فيصل محمد صالح في بيان، أمس الثلاثاء: "لم يتم إخطارنا أو التشاور معنا في مجلس الوزراء بشأن هذا اللقاء، وسننتظر التوضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة".
كان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي أعلن الاثنين أن نتنياهو التقى البرهان في عنتيبي بأوغندا، واتفقا على بدء حوار من أجل "تطبيع العلاقات" بين البلدين. ووصف نتنياهو اللقاء بأنه "تاريخي".
ويُعد البرهان ثاني مسؤول سوداني كبير يلتقي مسؤولين إسرائيليين، بعد لقاء الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، حينما كان وزيرًا في حكومة مناحم بيجن قبل نحو 8 أعوام. كما أنه ثاني زعيم عربي لا ترتبط بلاده بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، يلتقي نتنياهو بعد سلطان عُمان الراحل قابوس بن سعيد، وفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: