"تحولت لبطلة".. كيف اكتشفت طبيبة صينية الإصابات الأولى بفيروس كورونا؟

كتبت- رنا أسامة:

سلّطت صحيفة "هندوستان تايمز" الهندية الضوء على أول 7 مرضى اكتُشِف إصابتهم بالسُلالة الجديدة من فيروس كورونا القاتل، الذي حصد حتى الآن أرواح أكثر من 400 شخص، متجاوزًا بذلك عدد ضحايا وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد "سارس" الذي أودى بحياة 349 شخصًا عندما ضرب البلاد عام 2003.

وقالت الصحيفة إن طبيبة صينية مُختصة بأمراض الجهاز التنفسي في مستشفى هوبي الإقليمي بمدينة ووهان، تُدعى تشانج جى شيان (54 عامًا)، تمكّنت صباح يوم 26 ديسمبر الماضي من تشخيص حالة 4 أشخاص، 3 منهم من عائلة واحد، بنوع جديد من الأنفلونزا اكتُشِف لاحقًا أنه فيروس كورونا الجديد.

وأظهرت الأشعة السينية أن المُصابين الأربعة كانوا يُعانون عرضًا مُشتركًا؛ إذ كانوا جميًعا مُصابين بالتهاب رئوي، مع فارق الشدة.

في اليوم التالي، أي 27 ديسمبر 2019، جاء إلى الطبيبة 3 مرضى جُدد يُعانون من الأعراض ذاتها وحينها، تنبّهت تشانج إلى أن ثمة شيء ما يتعدّى فكرة إصابة أولئك المرضى بنزلة برد أو أنفلونزا عادية، بحسب الصحيفة.

غير أن ما أثار قلق الطببية بشكل خاص، وفق الصحيفة، هو مرض 3 أشخاص من عائلة واحدة في نفس التوقيت؛ لأن ذلك يعني أن المرض "الغامض" الذي ألمّ بهم "مُعدٍ".

وقالت: "بشكل عام، حينما تتوجه عائلة لزيارة طبيب، يكون من الطبيعي أن تجد مريضًا واحدًا بينهم، ولن يُصاب 3 أشخاص بالمرض نفسه في التوقيت ذاته ما لم يكُن مُعديًا".

أدركت تشانج، مدير قسم الرعاية التنفسية والحرجة في مستشفى هوبي الإقليمي، أن الوضع كان غير طبيعي ومثير للقلق، وأبلغت على الفور إدارة المستشفى في مقاطعة هوبي- مركز تفشي الفيروس القاتل، ومن ثمّ وصل فريق من الخبراء من مختلف المستشفيات في مدينة ووهان لتضافر جهودهم من أجل تتبع هذا الفيروس.

اكتُشِف لاحقًا أن المُصابين السبع بهذا النوع الجديد من الالتهاب الرئوي يجمعهم شيئًا مُشتركًا- سوق "هونان" للمأكولات البحرية واللحوم والذي تُباع فيه أيضًا حيوانات برية، وفق الصحيفة.

ومنذ ذلك الحين، باتت تشانج أول طبيبة في العالم يقوم بتشخيص مُصابي كورونا الذي قتل خلال الأسابيع الخمسة التالية أكثر من 300 وأصاب أكثر من 20 ألفًا على مستوى العالم.

ومنذ اكتشاف حالات الإصابة الأولى بكورونا، وجّهت الطبيبة الصينية تشانج جميع الطاقم الطبي في المستشضفى لارتداء أقنعة واقية للوجه "كِمامات".

وفي وقت مبكر من 31 ديسمبر، كان الأطباء الصينيون الذين يتعاملون مع الالتهاب الرئوي الجديد يرتدون ملابس واقية وعازلة عند علاج المرضى.

وبعد شهر، أصبحت الطبيبة تشانج "بطلة" قومية في أعين الصينيين، وفق الصحيفة.

وبُني حتى الآن مستشفيان لعلاج المُصابين بالفيروس القاتل، أحدهما أُنجز في غضون 48 ساعة بمنطقة هوانجانج، والآخر بُني في 10 أيام بمدينة ووهان.

وحصد الفيروس القاتل حتى الآن أرواح427 شخصًا في الصين، وشخصان خارج بر الصين الرئيسي؛ أحدهما في الفلبين والآخر هونج كونج. وأصاب أكثر من 20 ألفًا على مستوى العالم، مع تسجيل إصابات في 28 دولة، وتعافي أكثر من 600 شخص بالصين.

والأسبوع الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية ذات بُعد دولي لمواجهة كوورنا، فيما لا تعتبره بعد يُمثّل "وباءً عالميًا".