إعلان

المعارض التركي صلاح الدين ديميرتاش يتحرر من قضبان سجنه بالكتابة

04:18 م الجمعة 28 فبراير 2020

صلاح الدين ديميرتاش يحمل الميكروفون يتحدث بين الحش

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أنقرة- (أ ف ب):

لم تستطع قضبان الزنزانة أن تخنق رأي السياسي التركي المعارض صلاح الدين ديميرتاش... فقد انضم الزعيم السابق لحزب الشعوب الديموقراطي إلى مجموعة من الأتراك المسجونين الذين لجأوا إلى القلم للتحرر.

ويجد ديميرتاش إلهامه "في الكتب والأحلام والأخبار التي ترد من الخارج".

وهو قال لوكالة فرانس برس في ردود مكتوبة على أسئلة نقلها له محاميه "لا يوجد شيء آخر هنا إلا أربعة جدران وباب".

واعتقل ديميرتاش المرشح الرئاسي السابق والمنافس الأبرز لرجب طيب إردوغان منذ أكثر من ثلاث سنوات وهو يتهم خصوصا بإدارة "منظمة إرهابية" والقيام بـ"دعاية إرهابية" و"التحريض على ارتكاب جرائم"، ويواجه بالتالي عقوبة السجن مدة تصل إلى 142 سنة.

والآن، بعدما أصبح غير قادر على مواجهة اردوغان، وجد هذا المحامي ملجأ في الأدب عن طريق كتابة الأعمال التي تباع منها مئات الآلاف من النسخ.

وسطع نجم المعارض التركي بعد نشر أول أعماله في العام 2017 بعنوان "سحر" وهو عبارة عن مجموعة من القصص القصيرة التي تغوص في الحياة اليومية، خصوصا حياة النساء. طبع منه 240 ألف نسخة وترجم إلى 16 لغة.

وتبع ذلك الإصدار كتابان هما مجموعة أخرى من القصص القصيرة بعنوان "ديفران" ورواية عنوانه "ليلان" نشرت في يناير.

المقاومة عبر الكتابة

توقف صعود هذا القائد السابق لحزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد في العام 2016، فقد اعتقل ديميرتاش وسجن كجزء من حملة القمع والتطهير التي أعقبت محاولة انقلاب على أردوغان.

واليوم يعتبر هذا السجين أن الكتابة شكل من أشكال "المقاومة" لرتابة الحياة في السجن وقال "كل شيء يتم فعله لإضعاف الإرادة وتدمير شخصية الرجال".

وحتى لو كان ديميرتاش ما زال يتمتع بشعبية كبيرة بين مؤيديه، فإنه يتعرض لانتقادات شديدة في بلد منقسم بعد 17 عاما من حكم زعيم يحسن استقطاب الناس.

فالحكومة تتهمه بأنه لم ينأ بنفسه بما فيه الكفاية عن حزب العمال الكردستاني.

في يناير، اندلع جدل بعد تحويل كتاب "ديفران" إلى مسرحية. وعلق وزير الداخلية التركي سليمان سويلو قائلا "لن يكونوا قادرين على تنظيف الدماء التي يحملونها بأيديهم من خلال المسرح".

ونظرا إلى وضع ديميرتاش الدقيق، كان من الصعب إيجاد ممثلين للمشاركة في المسرحية، وفق ما أوضحت كاتبة السيناريو جوليدا كورال التي قالت إنها فوجئت أساسا "لأن الكتاب سمح ببيعه بشكل قانوني في كل مكان".

تقاليد تركية

ومع إصداراته، انضم ديميرتاش إلى مجموعة من الكتاب الذين أنجزوا مؤلفات من خلف القضبان، وفق ما قال أمير علي تركمان مدير دار "ديبنوت" التي تنشر كتب المعتقل.

وأوضح لوكالة فرانس برس "أنتجت السجون التركية العديد من الكتّاب. لقد كتب ناظم حكمت الذي يعرف اليوم بأنه أحد أعظم الشعراء في العالم، بعضا من أفضل أعماله من زنزانته".

وأضاف أن الدار تلقت تهديدات من بعض القوميين الذين اتهموها بنشر أعمال الخصم الكردي، لكنه شدد على أن هذه الضغوط لا تقارن بالوقت الذي كان يحظر فيه نشر أعمال لمؤلفين مسجونين.

وذاك الجدل لم يضر بمبيعات أعمال ديميرتاش بل على العكس. ففي مكتبة في منطقة راقية في اسطنبول، لم تتبق أي نسخة من كتاب ديميرتاش الأخير على الرفوف.

وأوضحت البائعة بورجو يالزار "هناك شعور بالتعاطف معه وكتبه تمثل بصيص أمل لجزء من السكان في مجتمعنا".

وقال ديميرتاش إنه يعتقد أنه لو كان حرا ولديه المزيد من المصادر المتاحة امامه سيكون "أكثر إبداعا"، لافتا إلى أن إذا كان عليه اليوم الاختيار بين الأدب والسياسة "سأختار الأدب وبدون تردد".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان