"بدأ عدها التنازلي للانتقام".. ما هي "النجباء" التي تهدد القوات الأمريكية في العراق؟
كتب- محمد صفوت
هددت حركة "النجباء" الشيعية المسلحة في العراق، الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأحد، متعهدة بالرد على مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وقائد حركة حزب الله العراقي أبو المهدي المهندس، في غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي في العراق، يناير الماضي.
وأعلنت حركة "النجباء" في العراق، أمس "بدء العد التنازلي للرد على القوات الأمريكية المحتلة"، وقال المتحدث باسم الحركة نصر الشمري، في بيان صحفي، إن "قرارنا ببدء العد التنازلي لتحقيق السيادة والرد على قوات الاحتلال الأمريكي عسكريًا، هو قرار عراقي بامتياز".
وأضاف الشمري: "لن نسمح بالتدخل من أي طرف كان ونعتذر من الجواب عن أي طلب خارجي أو داخلي لتأجيله حتى من الأصدقاء مع احترامنا لكل شركاء الدم والعقيدة"، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وأشار الشمري، إلى أن "الرد سيكون باسم عمليات الشهيد القائد جمال"، في إشارة إلى الاسم الحقيقي لأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الذي اغتيل وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أمريكية في بغداد الشهر الماضي.
ما هي حركة النجباء العراقية؟
تشكلت المقاومة الإسلامية حركة النجباء، المعروفة باسم حركة "النجباء" من مجموعة من القيادات التي حاربت نظام صدّام حسين في العراقي في السابق، والاحتلال الأمريكي بعد ذلك، وقاومت في المدن العراقية كافة من جميع النواحي العسكرية والفكرية والاجتماعية والسياسية، وفقًا لتصريحات سابقة لقائد الحركة أكرم الكعبي.
وأعلنت الحركة، منذ نشأتها، ولاءها لإيران وللمرشد الأعلى علي خامنئي، وفي عام 2017 ساعدت طهران في إيجاد طريق إمداد إلى دمشق عبر العراق حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
تُعد الحركة من أكبر الفصائل المشكلة للحشد الشعبي، وشاركت في معارك عدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق، كما ساهمت في المعارك في سوريا، وتربطها صلة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني.
شاركت الحركة، في القتال إلى جانب الجيش السوري، وساعدت في السيطرة على الأجزاء الشرقية من مدينة حلب شمالي سوريا في أواخر عام 2016 وفقًا لصحيفة "جارديان" البريطانية.
وبحسب الجارديان، فإن الحركة تتألف من 8 إلى 10 آلاف مقاتل، وتلعب دور رأس الحربة في الهجوم الأرضي، الذي تشنه القوات السورية الحكومية، في حلب بدعم جوي من روسيا.
وتصف الحركة نفسها بأنها إحدى فصائل المقاومة الإسلامية في العراق وتهدف إلى الدفاع عن المقدسات في سوريا والعراق، ولا تخفي الحركة تلقيها الدعم المادي والعسكري والسياسي من إيران وحزب الله اللبناني بما في ذلك التدريب العسكري والمقاتلين.
وفقًا لمصادر شيعية عراقية، تحدثت مع "جارديان" فإن الحركة تشكلت من اندماج ألوية عراقية عدة هي: "لواء عمار بن ياسر، ولواء الإمام الحسن المجتبي، ولواء الحمد"، وأنفرد "الكعبي" بقيادتها بعد حل جيش المهدي الذي كان أحد مؤسسه، قبل أن يؤسس بالاشتراك مع قيادات شيعية أخرى، جماعة "عصائب أهل الحق" التي شاركت في عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق.
خلال الأزمة التي شهدتها سوريا، وقبل مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، أشرف بنفسه على عددًا من العمليات التي شنتها الحركة في سوريا، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ونشرت الحركة، ألوية "عمار بن ياسر، والأمام الحسن المجتبي، والجولان" منذ 2013، وساهموا في فك الحصار على مدينتي نبل والزهراء الشيعيتين شمالي حلب بعد أن كانت محاصرة من قبل فصائل المعارضة السورية لمدة طويلة.
كما أرسلت "النجباء" ألف عنصر من مقاتليها إلى جنوب حلب لتعزيز وجود قوات الحكومة السورية بعد انتزاع المنطقة من المعارضة بحسب ما قال هاشم الموسوي المتحدث باسم الحركة. كما كان الكعبي دائم الظهور في إيران إلى جانب سليماني.
في 5 مارس الماضي، أدرجت الولايات المتحدة، الحركة وقائدها ضمن قوائم الإرهاب، فيما يواجه قائدها عقوبات أمريكية منذ 2008، لدوره في هجمات استهدفت قوات أمريكية في العراق، حسبما ذكرت وزارة الخزانة الأمريكية.
ورد الكعبي على القرار الأمريكي بقوله: "إن حركة النجباء مستعدة لضرب المصالح الأمريكية في سوريا والعراق وأي مكان في العالم إذا تعرضت لاعتداء أمريكي".
ولدى حركة "النجباء" قناة تلفزيونية رسمية باسم "قناة النجباء الفضائية" وموقًا إلكترونيًا يحمل نفس الاسم، يبث أخبار الحركة والفصائل الشيعية العراقية الموالية لطهران.
Militias of the Iranian Al-Nujaba movement write on one of the missiles targeting Idlib, "Qassem Soleimani".#syria #Aleppo pic.twitter.com/tqaBc8szMf
— Mohamad Rasheed محمد رشيد (@mohmad_rasheed) February 2, 2020
ولدى الحركة حاليًا لواءان في العراق، "الثاني، والثلاثون" وشاركا في معارك ضد تنظيم داعش الإرهابي، ولا يزال الأول ينتشر في غرب العراق، فيما حل الثاني واندمج ضمن ألوية الحشد الشعبي، نظرًا لأن غالبية عناصره من السنة.
وفي فبراير الجاري، كشف مقطع فيديو متداول، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر الحركة وهم يكتبون اسم قاسم سليماني، على الصواريخ التي يتم استهداف حلب السورية بها، وكتب باللغة الفارسية: "بدء عمليات التحرير في بلدة خان طومان بسوريا".
وذكرت وسائل إعلام عراقية محلية، أن الفيديو الذي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من إعداد "مركز العلاقات للأمور الإعلامية للمقاومة الإسلامية في إيران".
فيديو قد يعجبك: