إعلان

اتهامات الاغتصاب تلاحق حفيد حسن البنّا.. 4 ضحايا ومازال القوس مفتوحًا

02:39 م الجمعة 14 فبراير 2020

طارق رمضان حفيد حسن البنا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

في نهاية عام 2017، تكشّفت أوجه جديدة لطارق رمضان، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الأخوان المسلمين، الذي كان يعمل أستاذًا في جامعة أوكسفورد، وذلك بعدما أن توالت اتهامات له بـ"الاغتصاب"، فيما يصرّ المفكر الإسلامي على أن هذه العلاقات كانت بـ"التراضي".

وبعد تسعة أشهر من الاعتقال والإنكار، اعترف طارق رمضان بأنه مارس علاقة جنسية مع أول سيدتين وجهتا له الاتهامات، وهما هند عياري و"كريستيل"، وتم إطلاق سراحه فى 16 نوفمبر 2018، بعدما دفع غرامة مالية قدرها 300 ألف يورو وتسليم جواز سفره السويسري.

أمس الخميس، وجهت السلطات الفرنسية، تهمتين إضافيتين، بحق رمضان، بالاعتداء على امرأتين في 2015 و2016 في باريس، لترتفع تهم الاغتصاب في حقه إلى 4، بحسب ما أفاد محاميه وكالة فرانس برس.

وحضر رمضان، البالغ من العمر 57 عامًا، إلى محكمة باريس بعد أكثر من عام على الإفراج عنه، واستجوابه الأخير في قضيتين بتهمة "الاغتصاب" و"اغتصاب شخص ضعيف".

ومنذ ذلك الحين، تم إلغاء الاجراءات القضائية بحقه، إلا أن النيابة العامة الباريسية وسعت خلال الصيف التحقيق ليشمل 3 ضحايا محتملات أخريات.

ولم يؤكد التحقيق رواية إحدى النساء الثلاث وتدعى "إلفيرا"، إلا أن القضاة قرروا توجيه التهم إلى رمضان في القضيتين الأخرتين بعد استجواب دام خمس ساعات.

الضحية الأولى

كانت البداية عندما تقدمت هند عياري، الفرنسية من أصول عربية بشكواها ضد رمضان، وهي تقود حاليا "جمعية النساء المتحررات" في فرنسا.

في عام 2016، ألفت كتاباً تحت عنوان "اخترت أن أكون حرة.. الهرب من السلفية في فرنسا"، وهو الكتاب الذي روت فيه قصة اغتصابها على رمضان لكنها ذكرت اسمه تحت اسم مُستعار "الزبير".

تبلغ هند من العمر أربعين عاماً، وقد نشرت الكتاب المذكور لتروي قصتها عن كيف أنها قررت التخلي عن النهج السلفي وخلع الحجاب، لتعيش كمسلمة "حرة" وذلك قبل عام تقريباً، بحسب ما نقلته "العربية".

تروي هند أنها التقت أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد البالغ من العمر 55 عاما، بشكل مستمر للسماع إلى نصائحه الدينية والاجتماعية، إلى أن كان اللقاء في فندق بباريس 2012 والذي فجّر الأزمة التي تتكلم عنها اليوم.

كان طارق رمضان ألقى محاضرة على هامش مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية في باريس، ومن ثم دعا هند إلى غرفته بالفندق، وتقول إنه استفاد من ضعفها ليقوم بمعانقتها وتقبيلها، وعندما تمردت عليه -بحسب روايتها – قام بصفعها بعنف.

وقالت: "لقد صمت لعدة سنوات خوفاً من الانتقام"، موضحة أنه هددها، وأضافت: "كنت خائفة وصمت كل هذا الوقت".

وبعد تفجير القضية، تحدثت هند لقناة "bfmtv" الفرنسية، وشرحت بكل ثقة تفاصيل الحادث الذي تعرّضت له، قائلة إنها كانت ضحية اعتداء جنسي خطير، وقع في غرفة فندق في باريس عام 2012.

وأضافت أنها تلقّت تهديدات من الرجل الذي رفضت حتى ذكر اسمه من شدّة خوفها منه وبسبب الصدمة التي تعرّضت لها إثر الحادث.

واستطردت: "كنت أعتبر طارق مثالي الأعلى، وهذا ما شجعني على مقابلته في فرنسا. اتفقنا في البدء على تناول العشاء في أحد المطاعم، لكنّه اتصل بي وطلب منّي أن أستقلّ سيارة أجرة وأتوجه إلى الفندق، وحدد لي رقم الغرفة حيث يسكن، مدّعياً أن ذلك سيكون أفضل وسنتكلم بهدوء وبكل ارتياح بعيداً من الناس والضجة".

واستكملت: "لم أشعر بالخوف أبداً بل كنت مطمئنة تماماً، فأنا أثق به، واعتبره شقيقاً ورجل دين محترماً.، حين وصلت، استقبلني وكان يحمل بيده صحن حلويات شرقية، وعرض علي تناول بعض منها، فرفضت. وضع الصحن جانباً ودخل إلى الحمام ليغسل يديه، ثم عاد وقبّلني بقوة. لم أقم بأي ردّة فعل حينها ولم أقاومه. وفجأة رمى بنفسه عليّ كالحيوان المفترس. شعرت أنّني أختنق، لم أستطع حتى التنفس. حاولت منعه ومقاومته، لكنّه كان يزداد عنفاً وشراسة. شعرت أنّه سيقتلني لو قاومت أكثر، فاستسلمت وتركته يغتصبني حتى فعل ما فعل. خفت أن يقتلني فاستسلمت".

الضحية الثانية

كانت الضحية الثانية التي أطلقت عليها الصُحف اسم "كريستيل"، وهي امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي اتهمت رمضان بأنه اغتصبها وحاول "تدمير حياتها".

في أول مقابلة لها مع وسائل الإعلام البريطانية، قالت لصحيفة "ديلي تلجراف" إن رمضان حاول تشويه سمعتها "لتدميرها".

وقالت: "حاولت الانتحار بسببه. تعافيت لتوي من اكتئاب شديد.. وزنى زاد بنسبة 30 كيلوجراما، لكن اليوم، أريد أن أفعل شيئًا في حياتي. أعدت افتتاح شركتي. اريد بناء مشاريع. أنا أريد العيش."

وأضافت "هذا أمر لا يطاق بالنسبة لي. لا يطاق. في كل مرة أحاول فيها التعافى للوقوف مرة أخرى على قدمى، يقوم في كل مرة بحملات من أجل تدميري على المستوى الاجتماعي ، والاقتصادي ومع أصدقائي أيضًا.

وفي حديث لمجلة "نوفيل أوبسارفاتور" الفرنسية، قالت إن المواجهة كانت "مريرة"، واصفة طارق رمضان بـ"الخبيث والكاذب والمتغطرس"

وأضافت كريستيل أن حفيد البنا "كان يضمر سوء نية مُسبقة قبل اغتصابها" بأحد فنادق مدينة ليون الفرنسية عام 2009.

وعادت كريستيل أيضا إلى تفاصيل تعرفها على رمضان، قائلة: "تعرفت إليه عبر موقع فيسبوك، وكنت حينها في الـ39 من عمري وعزباء، وقد اعتنقت الإسلام حديثاً".

"كنت أتلقى منه استشارات دينية"، تستطرد: "أخبرني أنه مطلق، وحدد موعداً للقائي للمرة الأولى في 9 أكتوبر 2009 لحضور مؤتمر في مدينة ليون"، بحسب ما نقلته "العين" الإخبارية.

إثر ذلك، دعاها لاحتساء القهوة سوياً لاستكمال الحديث في غرفته، زاعما أن ذلك يجنبه نظرات الحضور كونه شخصية عامة"، غير أنه، وبمجرد صعوده للغرفة، تحول تماماً وأصبح شخصية أخرى أكثر عنفاً وعدوانية".

بانتهائه من فعلته الشنيعة، لفتت كريستيل إلى أن طارق "كان يضحك بخبث واستفزاز بعد الاعتداء، أمر من الصعب تحمله، ولكن كان لا بد من مواجهته بأفعاله".

وختمت: "استعرضت خلال المواجهة جميع الوقائع بالتفصيل، وما عانيته من أوجاع عقب ذلك الحادث المؤلم، وقدمت تقارير طبية تؤكد صحة أقوالي".

صور جنسية على الهاتف

وفي نهاية عام 2018، كشف التحقيق وجود مئات الصور الجنسية على هاتف حفيد مؤسس الإخوان.

وأفادت صحيفة "لو جورنال دي ديمانش"الفرنسية، بأن الشرطة العلمية اكتشفت بعد فحص دقيق وتحليل البيانات أجهزة طارق رمضان الإلكترونية، 776 صورة إباحية وجنسية على مختلف وسائط حفظ الوثائق المملوكة له، بعضها مع سيدات لا يزلن يقاضينه بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أيضًا أن البحث قاد المحققين الثلاثة إلى صور جنسية لرمضان، من بينها صور "سيلفي" مع نساء في وضعيات غير أخلاقية، مشيرة إلى أن المحققين في اتهامات الاغتصاب التي تلاحق رمضان، بحثوا في هاتفي "آيفون 7 بلس" و"سامسونغ غالاكسي" وقرص تخزين خارجي وكمبيوتر "ماك بوك برو" و"آيباد برو" ومفتاح USB وحاسوبين آخرين.

كما فتش المحققون أيضًا في الصفحات التي بحث عنها عبر الإنترنت، حيث وجدوا أن طارق بحث في شهر يناير 2018 عن "تدليك حسي في المنزل"، كما بحث أيضا من يؤمن له الحراسة في مدينة ليل الفرنسية وغيرها من المعطيات التي وجدوها على أغراضه الشخصية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان