لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"رأيت جثثًا مُكدسة".. قصة صحفي صيني انتقد تعامل السلطات مع كورونا فاختفى

07:44 م الأربعاء 12 فبراير 2020

المحام الصيني المختفي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت

في الوقت الذي يعاني فيه الصينيون من انتشار فيروس كورونا القاتل، وتسجيل حالات وفاة يومية، يختفي الصحفيون في ووهان -موطن الفيروس- واحدًا تلو الآخر، منذ وضع المدينة تحت الحجر الصحي في 23 يناير الماضي.

وعلى مدار أيام بحثت عائلة صينية، عن ابنها المختفي تشن تشيوشي، البالغ من العمر 35 عامًا، المحام السابق في مجال حقوق الإنسان، الذي عرّف نفسه بـ"مواطن صحفي" وبدأ في نشر مقاطع الفيديو من داخل المدينة الموضوعة تحت الحجر الصحي، حيث نشر أول فيديو في 25 يناير الماضي، ولم تمر أيام كثيرة حتى اختفى في ظروف غامضة.

المحامي الصيني، انتقد مرارًا وتكرارًا الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية لمكافحة انتشار الفيروس الجديد، ودأب في نقل تطورات مصابي كورونا من المدينة الموبوءة.

وفي إحدى مقاطع الفيديو التي نشرها المحامي يقول: "رأيت جثثًا مُكدسة في المستشفيات.. لم أعد خائفًا من الموت" وهو ما مثّل تحذيرًا من انتشار الفيروس وانتقادًا لإجراءات لمكافحته.

وبحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية وعالمية منها شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن المحامي الصيني، اختفى في 6 فبراير الجاري، ولم يتم التوصل إلى أي معلومة عنه حتى اللحظة.

ونشرت والدته وأصدقاؤه في 7 فبراير الجاري، تغريدة من حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مؤكدين أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليه منذ الساعة السادسة مساء يوم السادس من فبراير.

وأوضحت "سي إن إن" أن المحامي الصيني، أعطى كلمة المرور الخاصة بحسابه على "تويتر" للأصدقاء والعائلة تحسبًا لاختفائه، خاصة أن هناك حالات مشابهة اختفت منذ بدء انتشار الفيروس في ووهان ووُضعت في الحجر الصحي.

وكانت آخر تغريدة لـ تشن عبر حسابه بعد اختفائه، مناشدة من أهله للسلطات الصينية بالسماح لتشن بالتحدث مع عائلته.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتصدر فيها المحامي الحقوقي عناوين الصحف المحلية والعالمية؛ ففي أغسطس الماضي، سافر تشن إلى هونج كونج ونشر شريط فيديو يتحدى فيه الرواية الرسمية للصين عن المُحتجين من أجل الديمقراطية، بوصفهم "انفصاليين عنيفين"، قائلاً "ليس كل المتظاهرين من مثيري الشغب".

واليوم؛ يتسبب انتشار كورونا في تسليط الأضواء على الصحفي الحقوقي مُجددًا بعد أن نشر مقاطع مصورة تظهر عدم استعداد المستشفيات والطواقم الطبية في ووهان.

وصل تشن إلى ووهان في 24 يناير، بعد يوم من وضع المدينة تحت الحجر الصحي، وزار المستشفيات المليئة بالفناء، وصالات الجنازة، وأجنحة العزل المؤقتة، وحمل مقاطع فيديو لما شاهده على الإنترنت، وقدم للعالم لمحة عن الواقع القاتم في كثير من الأحيان في قلب الأزمة.

كما انتقد في فيديوهاته محاولات السلطات الصينية تكميم الأفواه، وإسكات الأصوات المشابهة لصوته.

حالة تشن ذكرت بحالة لي وينليانج الذي يُعد أول طبيب حذّر من انتشار الفيروس الجديد، قبل أن يتعرض لتهديدات من الحكومة الصينية في ووهان، ثم أصيب بالفيروس الذي أودى بحياته.

وفي الساعات القليلة الماضية، أخبر ضباط الأمن العام في تشينجداو، وضباط أمن الدولة، والدي كيوشي بأن ابنهم محتجز بالفعل باسم الحجر الصحي.

وحذفت السلطات الصينية، جميع حساباته، على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث بتابعه أكثر من 740 ألف شخص، على موقع "ويبو" الصيني، لكنه خلال الفترة الماضية استخدم، قناته على اليوتيوب التي تتجاوز حاجز الـ433 ألف مشتركًا، كما استخدم حسابه على "تويتر" حيث يتابعه ما يقرب من 245 ألف متابع، وهم المنتصين المحذورين في الصين.

وفي مقطع فيديو آخر، يقول: "بما أن حرية التعبير حق للمواطن الأساسي مكتوب في المادة 35 من الدستور الصيني ، فأنا بحاجة إلى الإصرار لأنني أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، بغض النظر عن مقدار الضغط والعقبة التي سأواجهها".

ولقي الطبيب الصيني، مصرعه جرّاء الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن كان أول من دقّ ناقوس الخطر من تفشي الفيروس في مستشفى ووهان، وهددته الشرطة حينها ليصمت.

ففي 30 ديسمبر الماضي؛ حاول وينليانج، تحذير زملائه من انتشار فيروس خطير في المستشفى، لأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة، وذلك عبر وسيلة للتواصل الاجتماعي في الصين. إلا أنه تعرض للتهديد وأجبر على توقيع تعهد بعدم التطرق إلى انتشار الفيروس المُستجد في المدينة، بشكل يدب الذُعر في النفوس.

وبعد وفاته، أعلنت السلطات الصينية أنها ستفتح تحقيقًا لمتابعة المزاعم التي أفادت سابقاً بأنه تعرض للتهديد.

فيديو قد يعجبك: