إعلان

إثيوبيا: حرب التيجراي شتت العائلات حتى مدير الصحة العالمية لا يعرف مصير شقيقه

10:06 ص الأربعاء 30 ديسمبر 2020

لاجئون إثيوبيون فارون إلى السودان مع اندلاع الحرب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

مع اندلاع أزمة إقليم تيجراي، وإعلان الجيش الإثيوبي هجومه على الإقليم الذي تقوده الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، فر عشرات الآلاف من الإقليم إلى السودان المجاور، لتمتلئ مخيمات اللاجئين الإثيوبيين، وتقطع السبل بالسكان القابعين في الإقليم.

الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحرب في الإقليم، قال عنها مدير منظمة الصحة العالمية، ﺗﻳدروس أدﻫﺎﻧوم جيبريسوس، وهو مواطن من تيجراي الإثيوبية، إن بلاده في ورطة، وأنه يشعر بألم شخصي جراء ما يجري في موطنه.

"لا أعرف شيئًا عن شقيقي"

وفي مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، أعرب جيبريسوس عن قلقه البالغ إزاء استمرار الأزمة الإنسانية في الإقليم وفي مخيمات اللاجئين بالسودان، مشيرًا إلى أنه لا يعرف شيئا عن شقيقه الأصغر وشقيقه، إذ قطعت الاتصالات ولا يمكنه التواصل معهم.

وقال: "كان عام 2020 صعبًا، ويبدو أن الجائحة لم تكن كافية حيث تعيش بلدي في مأزق بسبب الحرب .. لا يمكنني القلق بشأن شقيقي الأصغر وأقاربي وحدهم لأن الوضع يزداد سوءا".

وكانت الحكومة الإثيوبية، اتهمت تيدروس الذي شغل منصب وزير الصحة في الحكومة الإثيوبية السابقة خلال الفترة من 2005 حتى 2012، في 19 نوفمبر الماضي، بالضغط لصالح جبهة تحرير تيجراي، التي تقاتل القوات الفيدرالية الإثيوبية، وأنه "لم يدخر جهدًا" لدعم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ومساعدتهم في الحصول على أسلحة.

على الفور نفى مدير منظمة الصحة العالمية، تلك الاتهامات في تغريدة له عبر حسابه على تويتر: "أفادت تقارير بأني منحاز إلى طرف في هذا الوضع، هذا ليس صحيحًا، وأريد أن أقول، أنا مع طرف واحد فقط، هو السلام".

وتابع في نفيه للاتهامات الإثيوبية له، أنه رأى الطبيعة المدمرة للحرب في صغره، وهي تجربة دفعتني للعمل دائمًا من أجل السلام.

الحرب تشتت العائلات

منذ بداية الاشتباكات في إثيوبيا، تخطى عدد الفارين من الاشتباكات إلى السودان عتبة الـ55 ألف لاجئ، وفقًا لأخر إحصاء للأمم المتحدة، ويتحدث اللاجئون عن الصعوبات التي واجهتهم للوصول إلى السودان، والظروف المعيشية الصعبة في مخيمات اللجوء.

وأجرت ليتيتيا بدر، مديرة منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالقرن الأفريقي، مقابلات مع اللاجئين الذين فروا من القتال في تيجراي نحو السودان، الذين أكدوا أن الصراع تسبب في خسائر فادحة بين المدنيين في المنطقة.

وتحدثت عن قطع الاتصالات بالإقليم في تعتيم متعمد من الحكومة الإثيوبية، للتستر على الجرائم التي ترتكب هناك، كما تحدثت عن صعوبة الوصول إلى مخيمات اللاجئين، والطرق الوعرة التي اضطرت إلى السير بها للوصول إلى اللاجئين.

تشتت العائلات في عجلة من أمرهم للفرار من الحرب، تاركين وراءهم أقارب مسنين، فضلاً عن ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية، وانقطعت أخبار من بقي في الإقليم، ومثل ألوف غيره ممن فروا إلى السودان جراء الصراع المستعر، ترك رجل في الـ70 من عمره أهله وكثيرًا من متاعه وراء ظهره، وروى كيف حمل ملابس زوجته أثناء هروبه من تيجراي، وأنه بعد 5 أسابيع لم يعرف شيئا عنها.

وقال عن صدمة سكان الإقليم في بداية اندلاع المعارك، واضطرارهم إلى الفرار من الحرب: "الحياة انقلبت رأسًا على عقبًا في ساعات، أمهات قلن إنهن كن يجلسن في بيوتهن يخبزن عندما اضطررن إلى الفرار دون أطفالهن بعد قصف مكثف بالقرب من منازلهم".

ويقول لاجئون من تيجراي، إنه فور اندلاع المعارك فر العديد منهم سيرًا على الأقدام، إلى البلدات والأراضي الزراعية غرب ووسط الإقليم، وبعد قطع الاتصالات والإنترنت، اضطر سكان الإقليم في الاعتماد على الأحاديث الجانبية والشائعات لاتخاذ قرارات "مصيرية سريعة"، هربًا من الحرب.

روى آخرون قصصًا مشابهةً إلى حد كبير، وانفجر الآباء في البكاء أثناء وصفهم الجهود المبذولة للعثور على أنبائهم. وذكر بعضهم أنهم وقعوا في مرمى النيران المتبادلة بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير تيجري في الأراضي الزراعية أثناء محاولتهم الفرار أو الاختباء.

إعدام خارج إطار القانون

وأكد عددًا من اللاجئين، أنهم شاهدوا عمليات إعدام خارج إطار القانون، على يد القوات الإثيوبية وحلفائها، لافتين إلى أن بعض الضحايا، يشتبه في أنهم أعضاء أو مقاتلين أو أنصار في الجبهة الشعبية لتحرير تيجري وجنود متقاعدين.

وقال آخرون، أنهم رأوا استهداف لرجال الأعمال ومزارعين وغيرهم ممن تصادف أن أوقفهم الجنود، بما في ذلك العائلات والأطفال الذين حاولوا الفرار، وذكروا أنهم شاهدوا مئات الجثث التي أطلق عليها النار أو قطعت بالسكاكين والفؤوس.

لاجئ مرة أخرى

تحدثت المنظمة مع عددًا من اللاجئين الإثيوبيين المسنين، ممن أمضوا شبابهم كلاجئين في مخيم أم ركوبة بالسودان، أثناء حرب إثيوبيا وإريتريا والمجاعة في ثمانينيات القرن الماضي، ويخاطر هؤلاء بقضاء ما تبقى من العمل في نفس المخيم، الذي قضوا به سنوات شبابهم.

"نشعر بالأمان في السودان، على الأقل في الوقت الحالي، لكن المستقبل يبدو قاتمًا" كلمات بسيطة قالها عددًا من المسنين الذين اضطروا إلى اللجوء في نفس المخيم لمرتين في حياتهم، لا يعرفون متى تنتهي رحلتهم.

ويقول بعضهم، إن العديد من الفارين بقوا بالقرب من الحدود، في بداية المعارك، على أم لم شملهم بعائلاتهم، أو أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، لكن يتم حاليًا نقلهم إلى المخيم.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان