"حرب في ظلام دامس".. كيف ساعدت إريتريا أبي أحمد في اقتحام تيجراي؟
كتب - محمد عطايا:
مع اشتعال أزمة إقليم تيجراي، وإعلان الجيش الإثيوبي تحركه لإخماد حركة التمرد في الإقليم الذي قادته الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، كان لدور إريتريا المساند لأديس أبابا دورا رئيسيا - ربما- في مساعدة الجيش الإثيوبي لبسط سيطرته مرة أخرى على الإقليم، وذلك بسحب ما ذكرته "بي بي سي".
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية، أن الرجل الذي كان منبوذا في يوم من الأيام، في إشارة إلى رئيس إريتريا، أسياس أفورقي، أثبت أنه حليف قوي للفائز بجائزة نوبل للسلام، رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بعدما قدم دعما للجيش الإثيوبي في قتاله ضد جبهة تحرير تيجراي.
في خطاب ألقاه مؤخراً أمام البرلمان الإثيوبي، كشف أبي أحمد أن إريتريا، ساعدت جنودًا إثيوبيين منسحبين ووزودتهم بالسلاح لمهاجمة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي واستولوا على قواعدهم هناك.
وقال آبي أحمد، إن هذا مكّنهم من العودة للقتال في تيجراي، مضيفا "لقد أظهر لنا الشعب الإريتري... أنهم أقارب يقفون إلى جانبنا في يوم صعب".
أكدت "بي بي سي"، أن ذلك يعد "اعترافًا مهمًا" من رئيس وزراء إثيوبيا، على الرغم من أنه لم يذهب إلى حد الاعتراف بمزاعم أن رئيس إريتريا أرسل أيضًا قوات للمساعدة في هزيمة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهي العدو الكبير لأسياسي الذي وصل للسلطة منذ عام 1993.
قصف المستشفى
نشرت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ومدنيين فارين من الصراع في الإقليم، مؤخرًا، ادعاءات بأن القوات الإريترية تقاتل في تيجراي بجانب الجيش الإثيوبي، وذلك وفقا لـ"بي بي سي".
وقال الناشط الإريتري في مجال حقوق الإنسان، باولوس تيسفاجيورجيس إن "أسياس يرسل الشباب الإريتري للموت في تيجراي.. الحرب ستضعف اقتصاد بلادنا بشكل أكبر.. لكن ستضمن لأسياس البقاء في السلطة لفترة طويلة".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أيضا إن هناك "تقارير موثوقة"، عن وجود القوات الإريترية في تيجراي، ووصف ذلك بأنه "تطور خطير".
فيما فرضت حكومة أبي أحمد قيودًا شديدة على وصول وسائل الإعلام ووكالات الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان إلى تيجراي، ما يجعل من الصعب التحقق من التقارير أو التحقيق في مزاعم الفظائع المرتكبة ضد جميع أطراف النزاع، بما في ذلك قصف مستشفى من الأراضي الإريترية.
ولم تعلق إريتريا على القصف المزعوم، الذي ورد ذكره في بيان صادر عن مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وينفي أبي أن قواته قتلت مدنيا واحدا في تيجراي.
وقال رشيد عبدي، المحلل في منطقة القرن الإفريقي، في كينيا "هذه الحرب دارت في ظلام دامس.. لا أحد يعرف الحجم الحقيقي للصراع أو تأثيره".
نهب وسرقة
قال المحلل السياسي المقيم في الولايات المتحدة، أليكس دي وال، إن الصراع في تيجراي، تسبب في نزوح واسع النطاق للسكان في المنطقة، وهي أفقر مناطق إثيوبيا التي يبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة.
وأضاف في تصريحات لـ"بي بي سي"، إنه "إذا استمر الأمر على هذا النحو، فستحدث مجاعة جماعية في تيجراي، وسيشعر السكان بالمرارة والغضب".
وأضاف أنه علم أيضًا من مصادر موثوقة في تيجراي، بما في ذلك رجال دين، أن القوات الإريترية متورطة في عمليات نهب، مؤكدًا "أنهم يسرقون حتى الأبواب وتجهيزات الحمامات".
وأوضحت بي بي سي أن أبي بدا كصانع سلام ومصلح، لكنه وقع بعد ذلك في فخ السعي للانتقام من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهو ما أراده أسياس.
اختطاف لاجئين
الوصول إلى الإنترنت في إريتريا محدود ولا يوجد في البلاد وسائل إعلام مستقلة ولا أحزاب معارضة. ووفقا لـ"بي بي سي"، فإنه لا يزال مصير 11 سياسيًا و17 صحفيًا محتجزين منذ ما يقرب من 20 عامًا غير معروف.
وأضافت "بي بي سي" أن التجنيد العسكري إلزامي، بينما فرص العمل محدودة، ما أدى إلى فرار العديد من الأشخاص، وخاصة الشباب، من البلاد.
وقالت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تلقت "عددًا هائلاً من التقارير الموثوقة" عن مقتل واختطاف نازحين، وإعادتهم قسراً إلى إريتريا خلال النزاع الحالي.
وبرغم عدم تحديد الجهة المسؤولة عن عمليات الاختطاف، قال لاجئ لـ"بي بي سي"، إن الجنود الإريتريين هم من حملهم على شاحنات في بلدة أديجرات ونقلوهم عبر الحدود إلى بلدة أدي قوالا.
ولم تعلق إريتريا على تورطها المزعوم، لكنها اتهمت في السابق وكالة الأمم المتحدة بارتكاب "حملات تشهير" ومحاولة إخلاء البلاد من السكان.
فيديو قد يعجبك: