لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيروس كورونا: كيف أثر كوفيد 19 على الأحداث السياسية في عام 2020؟

12:31 م الإثنين 28 ديسمبر 2020

عواصم عالمية- (بي بي سي):

لم يكن عام 2020 مثل أي عام آخر، فقد أصاب فيروس كورونا أكثر من 67 مليون شخص، وأثر على 80 في المئة من الوظائف، ووضع المليارات من البشر تحت حالة إغلاق عام.

ومن المغري أن نتخيل كيف كان يمكن أن يكون عام 2020 مختلفا بدون الوباء، ما هو الوقت الإضافي الذي كنا سنقضيه مع أحبائنا؟ وما هي أعياد الميلاد وحفلات الزفاف والمعالم التي فاتتنا؟

وبينما أثرت الأزمة علينا جميعا بشكل شخصي، فقد شكلت أيضا الأحداث الإخبارية في جميع أنحاء العالم مع تأثيرها على الملايين.

وفيما يلي 4 قضايا سياسية فقط من 4 قارات والتي تغيرت جراء تفشي الوباء.

1-الانتخابات الأمريكية

كان من المفترض أن تبدو الانتخابات الرئاسية مختلفة تماما؛ فتكون هناك تجمعات صاخبة ورحلات مزدحمة خلال الحملات الانتخابية.

وبدلا من ذلك، أدى الوباء إلى تأخير التجمعات الانتخابية، وقبل جو بايدن ترشيح الحزب الديمقراطي في غرفة شبه خالية، وأصيب العديد من الحاضرين في مناسبة بالبيت الأبيض بالعدوى، بل حتى الرئيس نفسه نقل إلى المستشفى بعد أن ثبتت إصابته.

ويعتقد الخبراء أن هناك أسبابا مختلفة لخسارة دونالد ترامب، لكن تعامله مع الوباء كان أحد أكبر العوامل وراء خسارته.

ويقول آلان أبراموفيتش، أستاذ العلوم السياسية في كلية إيموري: "من الواضح أن تأثير الوباء أضر بترامب إلى حد كبير".

وأوضح قائلا إن ترامب فشل في اتخاذ تدابير مناسبة، و "إلى حد ما ثبط" استخدام إرشادات الصحة العامة الأساسية أمثال التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، ما أدى إلى إبعاد عدد كاف من الناخبين في الولايات المتأرجحة لقلب التوازن عنه وتصويتهم لصالح بايدن.

ويضيف البروفيسور أبراموفيتش قائلا إنه من المفارقات أن الناس عادة ما يحتشدون خلف الرئيس في أزمة، فإذا كان ترامب قد عالج الوباء بجدية وفعالية أعتقد أنه كان سيفوز في الانتخابات بسهولة تامة.

كما تسبب الوباء أيضا في حدوث انكماش اقتصادي، وهو الأمر الذي عادة ما يضر بالرؤساء عند حدوثه أثناء دورات رئاستهم.

وكان ألان ليشتمان، المؤرخ الذي ابتكر نظام "13 مفتاحا" الذي توقع بشكل صحيح نتائج كل سباق رئاسي منذ عام 1984، قد توقع في أغسطس الماضي فوز بايدن في انتخابات 2020 على أساس عدة عوامل بما في ذلك الاقتصاد قصير الأجل والاقتصاد طويل الأجل.

ويقول البروفيسور ليشتمان، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية: "كانت استجابة ترامب الفاشلة للوباء هي التي أدت إلى هزيمته".

وأضاف قائلا إن ترامب قلل من شأن الوباء وفشل بالتالي في احتواء العدوى بسرعة، الأمر الذي "كلفه المفتاح الاقتصادي قصير الأجل والمفتاح الاقتصادي طويل الأجل".

وأدى كوفيد 19 إلى قيام الحزب الديمقراطي بنقل معظم حملاته إلى الإنترنت مما قد ساعد أيضا حملة بايدن.

ويقول مايلز كولمان، وهو مساعد رئيس تحرير في ساباتوس كريستال بول، وهي نشرة إخبارية للتحليل السياسي في جامعة فرجينيا: "بايدن لا ينسى لأنه يرتكب هفوات وأخطاء في التحدث".

وكان الوباء يعني أن الضوء لم يعد مسلطا على شخصية بايدن، بل أصبحت الانتخابات "مجرد تصويت لصالح ترامب أو ضده"، بدلا من "اختيار بين اثنين من المرشحين".

وأخيرا، يعتقد البروفيسور ليشتمان أن الوباء ساعد أيضا في تحقيق أعلى نسبة مشاركة للناخبين منذ أكثر من قرن، "فقد خلق الوباء إحساسا حقيقيا بحالة الطوارئ الوطنية، وأعتقد أن ذلك أقنع الشعب الأمريكي، المؤيدين لترامب والموالين لبايدن، بأن هذه الانتخابات كانت أهم حدث في حياتهم".

2. احتجاجات هونغ كونغ

انشغل العالم في عام 2019 بمتابعة الأزمة التي شهدتها هونغ كونغ. فقد شهد هذا المركز المالي الدولي احتجاجات شبه أسبوعية مؤيدة للديمقراطية، وغالبا ما اشتملت على اشتباكات مع الشرطة وإطلاق الغاز المسيل للدموع وفي بعض الأحيان إطلاق الرصاص الحي.

وفي حين قوبلت المظاهرات بإدانة من بكين وبعض الشركات، بدا الجمهور متعاطفا إلى حد كبير؛ كما ظهر في الانتخابات المحلية في أواخر عام 2019 حيث فازت الجماعات المؤيدة للديمقراطية بأغلبية ساحقة.

ومع ذلك، بحلول عام 2020 كانت شوارع هونغ كونغ هادئة في الغالب وقيدت الحركة واستقال المشرعون المؤيدون للديمقراطية، أو فروا من الإقليم تماما. فما الذي تغير؟

تقول جوي سيو، وهي طالبة وناشطة، إن الوباء الذي ضرب هونغ كونغ في يناير 2020 أدى إلى تراجع المظاهرات في البداية.

وأوضحت قائلة:"يدرك سكان هونغ كونغ خطورة الفيروس، بالنظر إلى أن لدينا خبرة سابقة مع تفشي مرض سارس عام 2003".

وقد تم احتواء الموجتين الأولى والثانية من الوباء بسرعة نسبية.

ويجادل المحللون بأن التأثير الأكبر على الأحداث في هونغ كونغ جاء من الطريقة التي أدى بها الوباء إلى تطبيق إرشادات صارمة بشأن التجمعات العامة، والتي تم استخدامها أيضا لمعاقبة الأشخاص في المظاهرات.

وتقول فيكتوريا هوي، أستاذة العلوم السياسة في جامعة نوتردام، إن السلطات أرادت دائما وقف الاحتجاجات المناهضة للحكومة و "أعطى الوباء السلطات ذريعة" للقيام بذلك تحت ستار الصحة العامة حيث تم تغريم العديد من النشطاء المؤيدين للديمقراطية وتم حظر الاحتجاجات بموجب قوانين وإرشادات التباعد الاجتماعي.

ومن جانبها، تقول سيو إن الكثيرين كانوا في السابق على استعداد للمخاطرة بالمشاركة في مظاهرات غير مصرح بها حيث لا تزال هناك "فرصة ألا يتم القبض علينا، وفرصة أن نفوز في المحكمة".

وأضافت قائلة:"ولكن الآن مع حظر التجمعات العامة، تستطيع الشرطة محاكمة أي شخص يبدو أنه يشارك في احتجاج مؤيد للديمقراطية وتغريمه ما قيمته 260 دولارا أمريكيا".

وتقول الحكومة إن قواعدها تستند إلى العلم، وهي ضرورية لمنع العدوى.

ثم شهدت هونغ كونغ تطورين رئيسيين وهما فرض قانون شامل للأمن القومي، وتأجيل الانتخابات البرلمانية.

و ينظر إلى هذين التطورين على نطاق واسع على أنهما قيدا الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ.

فقد جعل قانون الأمن القومي "التحريض على كراهية" الحكومة ودعوة الدول إلى فرض عقوبات على المسؤولين الصينيين أو استخدام شعارات احتجاج معينة جرائم يعاقب عليها بالسجن مدى الحياة.

ولطالما قالت بكين إن مثل هذا القانون ضروري لحماية نزاهة هونغ كونغ، لكن البعض يجادل بأن توقيت القانون، الذي تم فرضه في مايو الماضي "شكله كوفيد 19 بشكل أساسي".

وتقول البروفيسور هوي: "لقد أجرت بكين حساباتها وانتهت إلى أن بقية العالم سيكون مشغولا".

وكان تأثير التشريع فوريا، فقد تم حل بعض الجماعات المؤيدة للديمقراطية. وأزالت المتاجر ملصقات تدعم المتظاهرين.

وتقول سيو إن النشطاء أصبحوا أكثر خوفا وترددا بشأن القيام باحتجاجات.

ومع ذلك، جادل مؤيدو التشريع بأنه ضروري لاستعادة الاستقرار بعد عام من الاحتجاجات العنيفة في كثير من الأحيان.

كما أعلنت الحكومة عن تأجيل الانتخابات التشريعية لمدة عام، على الرغم من أن بعض خبراء الصحة قالوا إنه ما زال من الممكن إجراء الانتخابات بأمان.

وقالت الحكومة إن التأجيل كان ضروريا نظرا "لخطر العدوى الهائل" ، كما تم تأجيل عشرات الانتخابات الأخرى في جميع أنحاء العالم.

ومع ذلك، تعتقد الجماعات الحقوقية أنها كانت خطوة سياسية حيث كانت الجماعات المؤيدة للديمقراطية تأمل في الفوز بأغلبية في البرلمان.

3. أزمة تيغراي في إثيوبيا

لم يسمع الكثيرون خارج إفريقيا عن منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا قبل عام 2020.

لكن في نوفمبر الماضي اندلع صراع بين الحكومة الإثيوبية والحزب الإقليمي، جبهة تحرير شعب تيغراي، مما أدى إلى ورود تقارير عن مقتل المئات وفرار أكثر من 40 ألف شخص إلى السودان المجاور، وسادت مخاوف من أن يزعزع القتال استقرار المنطقة بأكملها.

وقد كانت الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الأزمة الدستورية التي ظهرت بعد تأجيل الانتخابات الوطنية بسبب كوفيد 19 من مسببات الأزمة.

وتقول تسيدال ليما، رئيسة تحرير صحيفة أديس ستاندرد: "تأجيل الانتخابات هو أحد الأسباب الأساسية لهذه الحرب".

ففي عام 2018 وفي عهد رئيس الوزراء الجديد آنذاك أبي أحمد التزمت إثيوبيا بإصلاحات ديمقراطية.

وتضيف ليما قائلة إن الانتخابات الوطنية التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس من عام 2020 كانت أول فرصة لمعظم جماعات المعارضة للتنافس "بعد عقود من الغياب عن الفضاء السياسي، وقد كان الجميع متحمسين".

وتمضي قائلة: "كان هناك الكثير من التوترات السياسية بين الجماعات المتنافسة، وعلى الرغم من أن البعض أعرب عن مخاوف بشأن أعمال عنف محتملة بعد الانتخابات كان الناس يأملون في أن تؤدي الانتخابات إلى تسوية التوترات".

وعندما تفشى الوباء في مارس الماضي، قبل معظم جماعات المعارضة القرار الأولي للجنة الانتخابية بتأجيل التصويت.

ومع ذلك، فقد أثار ذلك القرار أيضا أزمة دستورية حيث كان من المقرر أن تنتهي ولاية الحكومة في سبتمبر الماضي.

وتقول تسيدال إن الحكومة فشلت في التوصل إلى حل وسط مع أحزاب المعارضة بشأن ما يجب أن يحدث بعد ذلك، وبدلا من ذلك، اتخذ مجلس قانوني حزبي قرارا بتمديد ولاية الحكومة وتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى حتى انتهاء الوباء.

وأضافت قائلة إن مجلس الشيوخ في البرلمان والذي يسيطر عليه الحزب الحاكم بالكامل قد صوّت على ذلك، الأمر الذي يعني أن الحكومة فقدت شرعيتها لدى منافسيها.

ومن جانبها، تقول كومفورت إيرو، مديرة برنامج إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "لقد أضاف الوباء والقرار بشأن الانتخابات مزيدا من الوقود إلى الوضع الذي كان بالفعل قابلا للاشتعال".

وأضافت قائلة إن إثيوبيا كانت بالفعل تمر "بمرحلة انتقالية هشة"، مع توترات بين الحكومة والمناطق (الأقاليم)، وتهديدات بالعنف الطائفي، ورأت المعارضة أن تأجيل الانتخابات "مثال آخر على عدم استشارة رئيس الوزراء لخصومه والعمل من جانب واحد".

وردا على ذلك، أجرت جبهة تحرير شعب تيغراي، التي لديها بالفعل توترات منذ أمد طويل مع أبي أحمد، انتخاباتها الإقليمية الخاصة في 9 سبتمبر الماضي، في تحد للحكومة الفيدرالية.

و تقول تسيدال: "كانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث لم تعد جبهة تحرير شعب تيغراي تعترف بالحكومة المركزية، بينما رفضت الحكومة الفيدرالية الاعتراف بجبهة تحرير شعب تيغراي، لقد دخلوا مرحلة نزع الشرعية المتبادل، وبعد ذلك كانت الحرب مجرد مسألة وقت".

واستولت القوات الإثيوبية على عاصمة تيغراي في أواخر نوفمبر الماضي، معلنة النصر، لكن القتال استمر في أجزاء من المنطقة، وحذرت الأمم المتحدة من "تأثير مروع على المدنيين".

وتقول تسيدال: " إن الصراع نتيجة مأساوية ومحزنة، لقدأضعنا فرصة ذهبية لبناء سياسة مبنية على الإجماع".

4. الأزمة السياسية في إسرائيل

في أبريل الماضي، بدأ المراقبون السياسيون يقولون إن الوباء "أنقذ" الحياة السياسية لبنيامين نتنياهو.

فقد أدى نتنياهو لتوه اليمين الدستورية لولاية خامسة كرئيس للوزراء في حكومة وحدة مع منافسه بيني جانتس.

وكانت البلاد في حالة من الجمود السياسي لمدة عام تقريبا، على الرغم من إجراء 3 انتخابات بين عامي 2019 و 2020 حيث لم تتمكن أي كتلة من الحصول على عدد كاف من المقاعد البرلمانية التي تمكنها من تشكيل ائتلاف حاكم.

وفي الواقع في الانتخابات الأخيرة التي جرت في مارس الماضي، تمت دعوة جانتس لتشكيل الحكومة أولا حيث حظي بدعم أغلبية ضئيلة من النواب الذين اتحدوا معه بهدف الإطاحة بنتنياهو.

ويقول أنشل فيفر، المعلق في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إنه مع ذلك "واجهت المعارضة صعوبة في تشكيل الحكومة لأنها جاءت من مجموعة واسعة للغاية من الأحزاب، من القوميين اليمينيين إلى الشيوعيين اليساريين".

ثم وصل الوباء بينما كان نتنياهو لا يزال يتصرف كرئيس حكومة تصريف أعمال.

ويقول فيفر: "شعر الناس فجأة أن هناك حالة طوارئ، وتولى نتنياهو مسؤولية سياسة كوفيد قائلا إنه الشخص الوحيد الذي يقود البلاد في حالة الطوارئ، لقد جاء الوباء في أفضل توقيت سياسي ممكن لنتنياهو، لقد ساعد بالتأكيد في ممارسة المزيد من الضغط على جانتس للانضمام إليه".

ودافع جانتس، الذي تعهد بعدم الجلوس في حكومة مع نتنياهو كرئيس للوزراء، عن تحوله قائلا: "هذه ليست أوقاتا عادية".

وبموجب شروط حكومة الوحدة يتناوب نتنياهو وجانتس رئاسة الوزراء على أن يتولى نتنياهو المنصب أولا، واعتبر الكثيرون الاتفاق انتصارا لنتنياهو، الذي تحدى دعوات المعارضين للتنحي بعد اتهامه بالفساد قبل أشهر، وينفي نتنياهو اتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.

وتقول تال شنايدر، المراسلة الدبلوماسية في غلوبس، إن الوباء أتاح لنتنياهو متنفسا.

وأضافت قائلة: "إن المشكلة بأكملها وراء الكواليس هي المحاكمة الجنائية، إنه يتطلع فقط إلى كسب المزيد من الوقت".

ومضت تقول إنه على النقيض من ذلك، لم يعد جانتس يشكل تهديدا سياسيا لأنه يُنظر إليه على أنه "خدع ناخبيه" وقاعدته من خلال الانضمام إلى نتنياهو في الحكومة.

ولم تستمر حكومة الوحدة لفترة طويلة، فقد انهارت بعد ثمانية أشهر فقط وسط خلاف حول ميزانيات الدولة.

وسيجري الناخبون الإسرائيليون انتخاباتهم الرابعة خلال عامين في مارس المقبل، وقد تعهد نتنياهو بالعودة "بفوز كبير".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان