لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هجوم عسكري وقطع للإنترنت و6 أشهر طوارئ.. ماذا يحدث في إثيوبيا؟

04:15 م الأربعاء 04 نوفمبر 2020

آبي أحمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

على مدى الساعات القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوترات بين حكومة أديس أبابا وحركة "تيجراي" المعارضة، بعد خطوات وُصِفت بأنها "تهدد سيادة البلاد" وتمضي بها نحو حرب أهلية، ما دفع إلى رد عسكري فيدرالي مُضاد، لم تُعرف طبيعته، وإعلان الطوارئ بالإقليم الواقع شمالي إثيوبيا على حدود إريتريا والسودان.

يعد هذا أحدث فصل في مسلسل النزاعات بين المسؤولين في تيجراي والحكومة الاتحادية في أديس أبابا، بعد تحدّيهم إيّاها ومُضيّهم في إجراء الانتخابات الإقليمية في سبتمبر.

"الخط الأحمر"

اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، "جبهة تحرير شعب تيجراي"، بتجاوز ما وصفه بـ"الخط الأحمر". وقال إنها "نفّذت هجومًا على معسكر للجيش الفيدرالي بالإقليم المعارض في حوالي الساعة الثانية صباحًا (بالتوقيت المحلي)".

وأضاف آبي في بيان بالأمهرية نشره، الأربعاء، على حسابيه الرسميين عبر فيسبوك وتويتر: "قواتنا الدفاعية تلقت الأمر (...) بالقيام بمهمتها في إنقاذ الأمة، وقد تم تجاوز المرحلة الأخيرة من الخط الأحمر".

وأوضح آبي أن "القوات غير الموالية" انقلبت على الجيش في ميكيلي، عاصمة تيجراي، ودانشا، بلدة تقع في غرب المنطقة.

وأضاف في خطاب منفصل بثّه التليفزيون الرسمي، أن قوات الأمن صدت الهجوم على دنشا في منطقة أمهرة المتاخمة لجنوب تيجراي، مشيرًا إلى أن الهجوم أفضى إلى سقوط "عدة قتلى وجرحى وأضرار مادية" -دون إعلان حصيلة أو تحديد حجم الأضرار.

طوارئ وقطع للإنترنت

وبعدها، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، في بيان بالإنجليزية على حسابه عبر تويتر، حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر في جميع أنحاء تيجراي.

وعزا ذلك إلى قيام "جبهة تحرير شعب تيجراي" المعارضة بـ"اتخاذ خطوات تشكل خطرًا على الدستور والنظام الدستوري وسلامة وأمن المجتمع، وتهدد خاصة سيادة البلاد"، وفق البيان.

وذكر أن "جبهة تحرير شعب تيجراي" ألبست عناصرها بدلًا عسكرية مماثلة لتلك التي يرتديها جنود الجيش الإريتري من أجل "توريط الحكومة الإريترية في مزاعم كاذبة بالعدوان على شعب تيجراي".

وحذّر من أن الوضع "بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه، إلا من خلال الآلية المنظمة؛ لإنفاذ القانون وحفظ النظام".

وفي بيان نشرته وسائل إعلام محلية، قالت حكومة إقليم تيجراي إن قيادة وجنود قيادة الشمال المتمركزة في ميكيلي "قرروا الوقوف إلى جانب شعب تيجراي والحكومة الإقليمية".

بالتوازي، أفادت منظمة "نيتبلوكس" المعنيّة بعمليات قطع الإنترنت، بانقطاع الخدمة على ما يبدو في تيجراي اعتبارًا من الواحدة بعد منتصف ليل الثلاثاء (بالتوقيت المحلي).

كما قالت صحيفة "أديس ستاندرند" الإثيوبية، إن الحكومة قطعت الاتصالات والإنترنت عن الإقليم، داعية إياها بعد تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبته بعد مقتل المغني المعارض هاشالو هونديسا، وتم حجب الخدمة في جميع أنحاء البلاد لنحو شهر تقريبًا.

بداية التوترات

كانت التوترات بدأت مع رفض مع قادة الإقليم، الذين هيمنوا على السياسة الوطنية لثلاثين عامًا قبل وصول آبي إلى السلطة في 2018، تمديد البرلمان الفيدرالي لولاية النواب -الوطنيين والمحليين- وقرروا تنظيم انتخابات في منطقتهم في سبتمبر.

ومنذ ذلك الحين، يعتبر كل معسكر، المعسكر الآخر غير شرعي. وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ الإثيوبي في أوائل أكتوبر لمصلحة قطع الاتصالات والتمويل بين السلطات الفيدرالية والمسؤولين في تيجراي.

وفي إطار هذا التوتر فرضت عمليات مراقبة على الطواقم والمعدات العسكرية في الإقليم المعارض.

والجمعة الماضي، منعت "جبهة تحرير شعب تيجراي"، جنرالا عينته حكومة أديس أبابا من تولي منصبه هناك، فاضطر إلى العودة أدراجه بعدما أُبلغ بأن "تعيينه غير شرعي".

ويضم تيجراي جزءا كبيرا من الأفراد والمعدات العسكرية للدولة الفيدرالية، وهو إرث الحرب التي وقعت من عاميّ 1998 إلى 2000 بين إثيوبيا وإريتريا الواقعة على حدود الإقليم.

"نزاع مدمر"

ووفق تقرير سابق لمجموعة الأزمات الدولية، يضم الإقليم "أكثر من نصف مجمل أفراد القوات المسلحة" في البلاد. وحذر التقرير من احتمال وقوع "نزاع مدمر قد يمزق الدولة الإثيوبية".

وأكد مسؤولون في تيجراي مؤخرًا أنهم لن يبدأوا نزاعًا عسكريًا. وقال جيتاتشو رض، المسؤول البارز في جبهة تحرير شعب تيجراي، لوكالة فرانس برس الأسبوع الماضي "لن نكون أول من يطلق النار ولا أول من يفشل".

ومساء أمس الثلاثاء، قال وونديمو أسامنيو، وهو مسؤول كبير آخر في تيجراي، لفرانس برس، إن الحكومة الفيدرالية تحشد القوات على الحدود الجنوبية لتيجراي، في معلومات لم يتسن التحقق منها من مصدر مستقل.

وأضاف وونديمو "أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بالتعبئة العسكرية، فهذا ليس لعب أطفال. هذا يمكن أن يطلق حربًا شاملة"، واصفًا ما يفعلونه بأنه "لعب بالنار".

وتابع "يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت. شرارة صغيرة يمكن أن تشعل المنطقة بأكملها، لذلك أعتقد أننا في حالة تأهب قصوى ويمكنني أن أؤكد أننا قادرون على الدفاع عن أنفسنا".

فيديو قد يعجبك: