تفاصيل اتهام 19 امرأة لترامب بالتحرش الجنسي
كتبت- هدى الشيمي:
توجهت الكاتبة الأمريكية إي. جين كارول إلى المحكمة الأسبوع الماضي لتتهم الرئيس دونالد ترامب بالتشهير بها، ولا يعد هذا الاتهام الأول الذي توجهه الكاتبة للرئيس الساعي للفوز بفترة ولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المُقرر عقدها في 3 نوفمبر المُقبل، إذ أنها اتهمته في 2019 باغتصابها في غرفة تبديل الملابس في منتصف التسعينيات.
من خلال الاطلاع على التفاصيل التي كشفت عنها كارول قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" إن الأغلبية العظمى من النساء اللاتي اتهمن الرئيس الأمريكي بالاعتداء والتحرش الجنسي ضدهن كشفن عن تفاصيل مماثلة، وتبدو قصصهن جميعها، رغم اختلافها، مألوفة إلى حد كبير.
قالت كارول، في يونيو 2019 إنه في اللحظة التي أغلقت فيها غرفة تبديل الملابس، مال ترامب نحوها ودفع بجسده إليها حتى أنها التصقت بالحائط، ووضع شفتيه على فمها وحاول تقبيلها بالقوة.
وكانت عارضة الأزياء السابق أيمي دوريس آخر امرأة تتهم ترامب قبل نحو شهر بالتحرش بها جنسيًا في عام 1997، خلال افتتاح بطولة التنس الأمريكية، وقالت إن الأمر بدأ بنفس الطريقة التي روتها كارول.
أخبرت دوريس صحيفة "الجارديان" البريطانية بأن ترامب أمسك بها بقوة ووضع لسانه في حلقها، وتابعت: "أحكم قبضته على ذراعي، ولم أستطع الإفلات من بين يديه".
من جانبها، اعتبرت المستشارة القانونية لحملة ترامب الانتخابية جينا إليس إن ما قالته دوريس "عارٍ تمامًا عن الصحة" وأنه محاولة للهجوم على الرئيس الأمريكي قبل الانتخابات المُقبلة.
علاقات جنسية اجبارية
قالت "يو إس إيه توادي" إن 13 من 19 امرأة اتهمن ترامب بالتحرش الجنسي أو إقامة علاقات جنسية بالإجبار ودون تراضٍ، أجمعن على أنه قبّلهن رغمًا عنهن، وفي بعض الأحيان وضع يديه على مناطق حساسة في أجسامهن.
ووجدت الصحيفة أن مقطع الفيديو المُسرّب للرئيس الأمريكي الذي تحدث فيه عن النساء عام 2005، وتكلم فيه بحرية ظنًا أنه غير مُسجل يزيد من احتمالات صحة ما تقوله النساء اللائي يتهمنه بالتحرش بهن.
قال ترامب، في مقطع الفيديو الذي كُشف عنه عام 2016، إنه ينجذب إلى النساء الجميلات بصورة تلقائية، ويبدأ في تقبيلهن دون مقدمات. وأضاف: "الأمر أشبه بالمغناطيس، أقبلهن وحسب، ولا أنتظر أي شيء".
اتهمت ناتاشا ستويانوف، مراسلة في مجلة "بيبول"، الرئيس الأمريكي بالتحرش بها في عام 2005. قالت: "كنا نسير بمفردنا في الغرفة، وفجأة أغلق الباب، وفي غضون ثوان دفعني نحو الجدار وحاول تقبيلي بقوة".
وكذلك اتهمت سامر زيفيروس، المتسابقة السابقة في برنامج ذا أبرينتس، الرئيس الأمريكي بتقبيلها بالإجبار وبفم مفتوح، وعندما حاولت مقاومته لم يتوقف عن تقبيلها، ولكن محاولته هذه المرة كانت أكثر عدوانية، ثم وضع يده على صدرها.
بماذا تخبرنا نمطية القصص؟
قالت ديبورا توركهاير، الأستاذة في مدرسة بريتزكر بجامعة نورث ويسترن، إن أنماط سلوك المعتدين جنسيًا يمكن استخدامها لإدانتهم أو رفع دعوى قضائية ضدهم.
في حالة ترامب، ترى توركهاير، أنه يشعر بالاستحقاق الذي يدفعه إلى أخذ أي شيء يعتقد أنه يستحقه، ويتجلى ذلك في الكثير من التصرفات التي يقوم بها الرئيس الأمريكي منذ وصوله إلى سدة الرئاسة قبل أربع سنوات.
تعد الكاتبة كارول المرأة الوحيدة التي اتهمت ترامب باغتصابها من بين الـ19 سيدة اللائي وجهن له اتهامات بالتحرش، رغم أن زوجته الأولى وأم أبنائه الثلاثة الكبار إيفانكا ترامب اتهمته باغتصابها كذلك في التسعينيات.
منذ عام 2005 وحتى مطلع 2007، قالت "يو إس إيه توادي" إن 7 سيدات اتهمن الرئيس بالاعتداء الجنسي، أو الإمساك بهن بالقوة، وذلك كان في بداية زواجه بعارضة الأزياء السابقة وسيدة أمريكا الأولى ميلانيا ترامب.
حسب شهادات النساء، فإن واقعتي اعتداء جنسي حدثتا في يوليو 2006 أي في نفس الشهر الذي زعمت فيه الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، أنها أقامت علاقة مع الرئيس الأمريكي، وحصلت في المقابل على 130 ألف دولار لشراء صمتها قبل انتخابات الرئاسة 2016، كي لا تكشف عن تفاصيل ما جرى بينهما.
في الأسبوع نفسه، قالت جيسيكا دريك إن الرئيس قبّلها دون الحصول على إذنها، وأنه طلب منها إقامة علاقة حميمية معها. وقالت نيني لاكسونين، ملكة جمال فنلندا السابقة، إن ترامب أمسك بها بطريقة غير لائقة وحاول تقبيلها بالقوة.
10 اعتداءات مزعومة في ممتلكات ترامب
قالت نصف النساء اللائي يزعمن أن ترامب تحرش بهن إن أغلب الوقائع حدثت في ممتلكات الرئيس الأمريكي في نيويورك وفلوريدا، حيث كان بإمكانه الدخول إلى الأماكن الخاصة، ولا يخضع لأي مراقبة وكل شيء تحت تصرفه، من بينهن كارين جونسون، التي تزعم أن الاعتداء وقع في منتج مارا لاجو في ليلة رأس السنة عام 1997، وقالت إنه أمسكها بطريقة غير لائقة وقبلها بالقوة أثناء حضور حفل في المنتجع.
أغلب النساء في سن الـ20
حسب "يو إس إيه توداي"، فإن أغلب النساء اللائي اعتدى عليهن ترامب كن في العشرين من عمرهن، وفي أحيان أخرى كان فرق السن بينهن وبين الرئيس الأمريكي كبير للغاية، زاد عن 20 عامًا.
الاعتداء في مكان العمل
قالت أكثر من 10 سيدات إن الاعتداءات المزعومة وقعت أثناء مقابلة الرئيس الأمريكي من أجل فرصة عمل، أو للقيام بعملهن. قالت جنيفر ميرفي، المتسابقة السابقة في برنامج ذا أبرينتس، إن ترامب قبلها على شفتيها فجأة وبعدوانية شديدة خلال مقابلة عمل.
وزعمت جوليت هودي، الإعلامية السابقة في شبكة "فوكس نيوز"، أن ترامب قبلها بقوة ودون موافقتها بعد تناولهما الطعام معًا.
اتهمت رايتشل كروكس، موظفة استقبال في شركة ببرج ترامب، الرئيس الأمريكي بمحاولة تقبيلها بالقوة خارج المصعد عندما كانت تعرفه على نفسها، وهو ما نفاه بتغريدة في عام 2018.
نفي وانكار
زعم ترامب في أربعة أو خمسة مناسبات على الأقل بأنه لم يقابل بعض النساء اللائي اتهمنه بالاعتداء الجنسي، رغم وجود صور ومقاطع فيديو تثبت التقائه بهن وتفاعله مع 11 امرأة من بينهن على الأقل.
ادعى ترامب، سبع مرات على الأقل، حسب يو إس إيه توداي، وبدون أي أدلة أن الاتهامات الموجهة ضده عارية عن الصحة، وبأنها فقدت مصداقيتها لأنه لا يوجد أي دليل يثبتها.
في 27 سبتمبر 2018، قال ترامب إن أربعة أو خمسة سيدات حصلن على مبالغ مادية كبيرة من أجل اختلاق قصص عنه، وتابع: "كشفنا الحقيقة، ولكن وسائل الإعلام المتحيزة ترفض استضافتهم وإخبار الناس بالحقيقة".
مع ذلك لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن هؤلاء النساء حصلن على مبالغ مادية لاختلاق القصص، أو لتوجيه اتهامات زائفة للرئيس الأمريكي.
فيديو قد يعجبك: