التطبيع: الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي "مهم" للتجارة في الشرق الأوسط
تل ابيب/أبوظبي- (بي بي سي):
قال أحد رجال الأعمال البارزين في الشرق الأوسط لبي بي سي إنّ "اتفاقيات السلام الإسرائيلية مع الإمارات والبحرين سيكون لها تأثير كبير" على الأعمال والتجارة في المنطقة.
وقال سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية ومقرها دبي، إنهم سيزيلون الحواجز التي كانت تعترض روابط الأعمال التي كانت "غير مسموح بها" في السابق، عن طريق تقصير طرق التجارة وتسهيل التعامل مع أوروبا.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن التجارة مع الإمارات قد تصل في نهاية المطاف إلى 4 مليارات دولار في السنة، مما يخلق 15 ألف فرصة عمل.
ويوافق بن سليم على أن ذلك سيكون مفيداً للطرفين: "نحن بحاجة إلى شيء من إسرائيل، إنهم بحاجة إلى شيء منا".
ومن المرجح أن تعتمد العديد من الصادرات على التكنولوجيا، بما في ذلك الأمن الإلكتروني، بالإضافة إلى أحدث الابتكارات في الطب والزراعة.
ومن المرجح أيضاً أن تنمو التجارة لتشمل المزيد من السلع مع تدفق العديد من الصادرات الآسيوية عبر دبي.
وأصبحت "أم أس سي باريس" MSC Paris هذا الأسبوع، واحدة من أولى سفن الشحن التي تقوم بالرحلة بين البلدين، ووافق البرلمان الإسرائيلي رسمياً على المعاهدة مع الإمارات العربية المتحدة.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شحنة الإلكترونيات ومواد التنظيف والحديد ومعدات مكافحة الحرائق بأنها "بداية شيء ضخم".
موانئ دبي العالمية هي أكبر مشغل للموانئ في العالم وتعمل مع "دوفرتاور" DoverTower الإسرائيلي لتوسيع وجودها في البلاد. وتتطلع إسرائيل إلى تحديث مرافق الموانئ في أشدود وحيفا التي تعتبر حيوية لاقتصادها.
الطموح لتوسيع وجود الشركة هو الذي ساعدها على التفوق على الشركات الأخرى العاملة في قطاع الشحن خلال جائحة كوفيد-19 بحسب قول بن سليم.
قبل الوباء، كانت موانئ دبي العالمية تتعامل مع 10٪ من جميع حاويات الشحن التي تُستخدم لنقل كل شيء من الإلكترونيات إلى الملابس وقطع غيار السيارات حول العالم.
ومن المقرر أن ينخفض عدد هذه الحاويات هذا العام مع توقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد العالمي سينكمش بنسبة 4.4٪.
ويقول بن سليم: "لقد كان الأمر صعباً جداً على الجميع".
وأضاف: "لقد صُدم جميع شركات الشحن ومشغلو الموانئ والخدمات اللوجستية بسبب الإغلاق والعديد من الإجراءات التي يتعين عليهم [الآن] القيام بها".
في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، تعاملت موانئ دبي العالمية مع 33.9 مليون حاوية، في انخفاض بنسبة 3.9٪ في عدد حاويات الشحن مقارنة بالوقت نفسه من عام 2019، مع أكبر انخفاض في الأمريكتين وأستراليا.
لكن هذا أفضل من الانخفاض العالمي بنسبة 5.6٪ الذي قدرته شركة الأبحاث البحرية "دروري" Drewry.
ويقول خبير أبحاث الحاويات في الشركة، سيمون هيني، "لقد كانت التجارة مرنة جداً"، ويقول إنّ رفع القيود يعني أنه من المرجح أن تنخفض التجارة العالمية بنسبة 3.3٪ فقط للعام بأكمله، مع ظهور الولايات المتحدة وأوروبا في مقدمة المتعافين.
ويقول بن سليم إن أداء شركته القوي نسبياً كان بسبب "وجود مواقع للشركة في جميع أنحاء العالم لذلك لا نتأثر في مكان واحد".
ويشرح قائلاً: "نحن لا نتأثر فقط بجزء واحد من العالم، بل إننا في الواقع منتشرون بالتساوي تقريباً حول العالم بين الشرق الأقصى وأوروبا إلى أمريكا اللاتينية وأستراليا وأفريقيا. نعتقد أنه بحلول نهاية العام سوف تتأثر الشركة بأقل من 6٪ ".
لقد أدى الوباء إلى تسريع انتشار التكنولوجيا الجديدة في جميع أنحاء الشركة والتي أدت إلى "إنتاجية أفضل".
وبحسب بن سليم، كانت هناك مهمة كبيرة أخرى لعملاق الموانئ هي محاولة وقف تفشي كوفيد-19 في عملياتها حول العالم. فقد حدث تفش للوباء على عدد من سفن الشحن لذا فقد مثل تحدياً حقيقياً لهذه الصناعة.
وفرضت معظم الدول قيوداً صارمة على تغييرات الطاقم، ممّا يجعل من الصعب على أولئك الذين يعملون على سفن الشحن القدوم إلى الشاطئ والتفاعل مع موظفي الميناء.
وكان التباعد الجسدي ونظام التنظيف الصارم في صميم عمليات موانئ دبي العالمية، كما يقول بن سليم: "نحن في الأساس نفصل بين الأشخاص. لا يُسمح لنا بالاختلاط وننظف ونعقم أي شيء نلمسه".
ويقول إن موانئ دبي العالمية حريصة على "الالتزام حقاً" بالقواعد في كل دولة تعمل فيها وأن الأولوية هي حماية أكثر من 56 ألف عامل لديها.
فيديو قد يعجبك: