لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترامب VS بادين.. كيف سيتعامل المرشحان مع القضايا والقوى العالمية؟

03:45 م الخميس 15 أكتوبر 2020

دونالد ترامب وجو بايدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت

مع اقتراب اليوم الحاسم لسباق الرئاسة الأمريكية، يتقاتل المرشحان دونالد ترامب، وجو بايدن، لكسب أكبر قاعدة من المؤيدين، وعلى غير العادة؛ لم تكن السياسة الخارجية لها نصيب كبير من تركيز المُرشحين، لكن ما صدر عنهما حتى اليوم، دفع المراقبين لاعتبارهما "أكثر رؤيتين مختلفتين مرّت على الانتخابات الأمريكية في الذاكرة الحديثة".

وفي حين توجد قضيتان لهما أهمية وجودية على كوكب الأرض؛ أزمة المناخ وانتشار الأسلحة النووية، فإن الانتخابات المُقررة في الثالث من نوفمبر المُقبل تُعد "الأكثر أهمية في التاريخ" بالنسبة للعالم.

صحيفة "جارديان" البريطانية سلطت الضوء على تلك الأزمات وعلاقتها بالانتخابات الأمريكية، مُتحدثة مع ريبيكا ليسنر، المؤلفة المشاركة لكتاب "عالم مفتوح" والتي ترى أن حملة ترامب لم تكشف سوى القليل عن نواياها وأصدرت ما وصفته بأنه "أقصر بيانات في سجلات السياسية الأمريكية" في انتخابات ستحدد الكثير عن مستقبل أمريكا والعالم.

وفيما يلي مقارنة استعرضتها الصحيفة بين مواقف ترامب وبادين تجاه أهم القضايا العالمية..

التغير المناخي

أكدت ريبيكا لينسر، أن بيانات حملة ترامب لم تتضمن سوى كلمات قليلة تُعد شعارات مثل: "اقضِ على الإرهابيين العالميين الذين يهددون الأمريكيين".

لم تذكر حملة ترامب كلمة "مناخ" في بياناتها، بحسب لينسر، التي أكدت أن الحملة تحدثت فقط عن الشراكة مع البلدان الأخرى لتنظيف المحيطات والتعهد بالاستمرار في قيادة العالم في الحصول على مياه شرب وهواء نظيفان، مشيرة إلى تجاهل حملة ترامب لحقيقة أن ملايين الأمريكيين لم يعد بإمكانهم تحمل فواتير المياه الخاصة بهم.

أما المرشح الديمقراطي جو بايدن، فتعهد بإعادة بلاده لاتفاقية المناخ التي انسحب منها ترامب، في اليوم الأول لرئاسته، وشن حملة دبلوماسية لتحقيق أهداف عالمية طموحة، وتعهد بجعل أزمة المناخ أولوية للأمن القومي ووضع خطة لإنفاق تريليوني دولار على البنية التحتية للطاقة النظيفة والاستثمارات المناخية الأخرى.

ويقول بين رودس أحد مستشاري السياسة الخارجية للرئيس السابق باراك أوباما، إنه في نهاية عهد أوباما أصبح تغير المناخ أولوية مركزية للسياسة الخارجية، متوقعًا أن يُعيد الديمقراطيون أزمة تغير المناخ كقضية أمن قومي وسياسة خارجية.

الخطر النووي

أصبح المشهد أكثر قتامة على مدى السنوات الأربع الماضية، بحسب رودس، الذي أشار إلى عرض كوري شمالي لصاروخ باليستي عملاق الأسبوع الماضي، ما يؤكد فشل سياسية ترامب مع زعيم بيونج يانج، بالإضافة إلى ارتفاع مخزون إيران من اليورانيوم منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

كما ذكر رودس، أن واشنطن وموسكو اللتين تمتلكان أكثر من ٩٠% من الرؤوس النووية في العالم، تعملان على توسيع ترسانتهما النووية خاصة مع اقتراب انتهاء معاهد "ستارت الجديدة" المقرر نهايتها في فبراير المقبل ما يمهد الطريق لسباق تسليح جديد.

بايدن صرّح مؤخرًا أنه سيبدأ حملة دولية مع الصين، لتقييد محاولات كوريا الشمالية في تطوير الأسلحة، لكن تلك الحملات لم تثبت ناجحًا من قبل، ما يشير إلى أن المرشحان لا يمتلكان استراتيجية تقنع كيم بنزع سلاحه.

وقال بايدن إن واحدة من مبادراته ستكون العودة للاتفاق النووي مع إيران، إذا وافقت طهران على الالتزام مرة أخرى، ومع ذلك من الصعب حشد الدعم الدولي والرضوخ الإيراني، بعد تجربة إدارة ترامب.

ويرى السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، أنه يتعين على واشنطن التعامل مع أسئلة محتملة لحلفائها، مثل "كيف نثق في التزام أمريكا هذه المرة؟" مؤكدًا أن التحدي الحقيقي هو تشكيل إجماع سياسي جديد يدوم لفترة رئاسية واحدة على الأقل.

بضعة أيام ستفصل بايدن حال انتخب رئيسًا لأمريكا، قبل انتهاء معاهدة "نيو ستارت" وسط مساعي حالية لتمديدها، الأمر الذي قالت روسيا في وقت سابق إنها ستوافق عليه، وتسبب ترامب في تأخير تمديد المعاهدة طوال فترة رئاسته لإصراره على إدراج الصين بالمعاهدة، وسط رفض بكين بحجة أن ترسانتها النووية أقل بكثير من ترسانة واشنطن وموسكو.

ومع اقتراب الانتخابات تعرّض المفاوضون الأمريكيون لضغوطات روسية، وقالت موسكو إنها ليست على عجلة من أمرها لتمديد المعاهدة، بينما تسعى واشنطن لاتفاق يضمن تمديد المعاهدة عامًا واحدًا على الأقل.

السياسية المتعجرفة لترامب تعكس دوافعه المتضاربة، فهو من يتفاخر بقدرته على عقد صفقات للحد من التسلّح النووي مع القوى الكبرى، وفي الوقت نفسه يستمتع بالتلويح بالقدرة النووية الأمريكية، ووعد بتوسيعها بقيمة تزيد عن 1.5 تريليون دولار خلال الثلاثة عقود المقبلة، على النقيض وعد باين بتقليص تلك الميزانية والحد من الاستخدام النووي وتخفيض برامج الأسلحة الجديدة.

أمريكا أولاً أو السعي نحو الديمقراطية

يقول ساندرز، إن الانتخابات تمثل لحظة حاسمة في تحديد كيفية اختيار واشنطن لحلفائها وشركائها في السنوات القادمة، إذ أشعل ترامب نيران المعاهدات متعددة الأطراف والالتزامات الدولية سعيًا وراء العزلة الرائعة بشعاره "أمريكا أولاً".

وهدد ترامب المحكمة الدولية متعهدًا بفرض عقوبات عليها، ورفض لعب أي دور في الجهود العالمية برعاية الأمم المتحدة لتطوير وتوزيع لقاح كورونا، وأظهر تفضيلاً في التعامل مع القادة المستبدين على شركاء أمريكا الديمقراطيين.

تقول ليسنر، إنه مرجح ازدياد حدة هذا الاتجاه حال فوزه بولاية ثانية، مشيرة إلى تصريحات جون بولتون مستشاره السابق للأمن القومي، التي قال خلالها: "ربما يخرج واشنطن من الناتو ويعيد تشكيل العالم في لحظة" وتضيف أنه بمفهوم ترامب ستميل واشنطن للقادة الاستبداديين.

كان بايدن تعهد بالتركيز على الشراكة الديمقراطية خارج أوروبا وأمريكا في عامه الأول معلنًا عن عقد قمة من أجل الديمقراطية كوسيلة لتعبئة الرأي العام العالمي خلف بلاده.

ويرى رودس، أن موقف الولايات المتحدة من الديمقراطية يمثل أولوية عاجلة للعالم، ويرجح بذل بايدن لجهد أكبر لإعادة توحيد شكل من أشكال مجتمع الديمقراطيات، ليس فقط في التحالفات لكنها حول فكرة الديمقراطية نفسها.

وأشار رودس إلى تصريحات بايدن التي قال فيها إنه سينبذ الأنظمة القمعية، مؤكدًا أن تصريحه يعني فهمه أن العلاقات بالأنظمة القمعية بحاجة إلى تغيير، ويضيف أن الأنظمة الاستبدادية ليست وحدها التي تخاطر بفقدان نفوذها في واشنطن تحت إدارة بايدن.

ويرى فريق السياسة الخارجية التابع لبايدن، أن الحكومات الشعبوية والقومية في أوروبا تقوض التماسك الغربي، ويقول رودس إن بوريس جونسون أحد أبرز قادة هذه الفئة، ومن المرجح أن يصبح مركز العلاقات مع الناتو عبر باريس أو برلين أكثر من لندن.

العلاقات مع الصين

أما العلاقات مع الصين، فمن المرجح أن نجد تشابه في إدارة ترامب وبايدن لهذا الملف، بسبب تزايد الدور الصيني في آسيا والمحيط الهادئ، فلم تعد سياسة أوباما ملائمة في التعامل مع بكين، لكن بايدن يزعم أنه لديه الحل لاحتواء الصين من خلال إعادة الاستثمار في تحالفات المحيط الهادئ، وهو ما خفضه ترامب في سعيه لإبرام صفقات تجارية ثنائية.

وترى ليسنر، أن نهج بايدن ليس فقط تنافسي مع بكين، لكنه يركز على جعل واشنطن شريكًا أكثر جاذبية لدول العالم، بإعادته لترتيب البيت من الداخل، قائلة إنها تعتقد في أن قوة أمريكا تكمن في الداخل وأن لديها القدرة على تجاوز الصين وهي نفس رؤية بايدن.

فيديو قد يعجبك: