لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أزمة الصواريخ الكوبية: حكاية 13 يوما كان العالم خلالها على شفا حرب نووية

12:07 م الإثنين 12 أكتوبر 2020

ترامب التقى مؤخرا بمجموعة من المحاربين القدماء الذ

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

هافانا/ واشنطن- (بي بي سي):

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا في البيت الأبيض بمجموعة من المحاربين القدماء الذين شاركوا في عملية "خليج الخنازير" حيث قام بتكريمهم، وألقى كلمة وجه فيها الشكر لهم، مشيرا إلى أنه تشرف بتلقي جائزة اتحاد محاربي خليج الخنازير في عام 2016.

وقد كرر ترامب هذا التصريح في وقت لاحق خلال لقائه بناخبين ذوي الأصول اللاتينية كما غرد أيضا متحدثا عن هذا الأمر، وقد تقصت صحيفة الإندبندنت البريطانية حقيقة هذه الجائزة وانتهت إلى أنها غير موجودة.

وقالت الإندبندنت إن صحيفة ميامي هيرالد وصفت ما حصل عليه ترامب في عام 2016 بأنه "درع ذو إطار ذهبي للعلم الكوبي يحيط بصليب أبيض"، مشيرة إلى أن الصحيفة خلصت إلى أن هذا الدرع ليست الجائزة التي يتحدث عنها ترامب.

ولكن ما هي عملية "خليج الخنازير" التي أفضت إلى أخطر أزمة خلال الحرب الباردة والتي كادت تؤدي إلى حرب نووية؟

ففي مثل هذا الوقت من أكتوبر عام 1962 اندلعت أزمة الصواريخ الكوبية التي ربما كانت البؤرة الأكثر سخونة في الحرب الباردة، فقد بدا العالم وكأنه على شفا حرب نووية لمدة 13 يوما في ذلك الشهر من عام 1962.

خلفية

كوبا جزيرة تقع على بعد 90 ميلا فقط من ساحل فلوريدا، وحتى عام 1959 كانت كوبا متحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة تحت قيادة الديكتاتور اليميني الجنرال باتيستا، وكان هناك استثمار أمريكي كبير في كوبا، والولايات المتحدة كانت المستهلك الرئيسي لما تنتجه كوبا من سكر وتبغ.

وفي عام 1959 تمت الإطاحة بباتيستا في ثورة قادها فيدل كاسترو، وكانت إحدى أولى خطوات كاسترو هي الذهاب إلى الولايات المتحدة لتأمين دعم واشنطن، لكن الرئيس أيزنهاور رفض التحدث معه.

وفي مكتب الأمم المتحدة في نيويورك تحدث كاسترو مع ممثلي الاتحاد السوفيتي الذين عرضوا دعمهم لحكومته الجديدة.

ولم يكن كاسترو شيوعيا قبل عام 1960 لكنه انجذب إلى الشيوعية من خلال الصداقة والدعم الذي قدمه الزعيم السوفيتي خروتشوف وحكومته.

وقام كاسترو بتأميم جميع الشركات المملوكة لأمريكا في كوبا، ورفض دفع تعويضات. وهكذا بات للولايات المتحدة دولة شيوعية "في حديقتها الخلفية".

رد الفعل الأمريكي على الثورة الكوبية

وعلى أثر ذلك اتخذت الولايات المتحدة هذه الخطوات:

الحظر التجاري: فرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا على السلع الكوبية، وحرمت الكوبيين من سوق للسكر والتبغ والدخل لاستيراد النفط والسلع الأساسية الأخرى.

خليج الخنازير: في أبريل عام 1961 وبعد تنصيبه مباشرة رئيسا للولايات المتحدة، وافق جون كينيدي على خطة لغزو كوبا والإطاحة بالحكم.

وأنزلت المخابرات المركزية الأمريكية 1400 من المنفيين الكوبيين في خليج الخنازير على الساحل الجنوبي لكوبا بهدف إثارة انتفاضة مناهضة للشيوعية.

وفي اللحظة الأخيرة تقريبا، ألغى كينيدي أمرا كان قد وعد به المقاومة الكوبية وهو دعم القوات الجوية الأمريكية لهجومهم، وقد أدى الافتقار إلى الدعم الجوي إلى هزيمة المتمردين بسهولة عندما واجههم 20 ألف جندي كوبي مدججين بالسلاح، وتم اعتقال المتمردين جميعا أو قتلوا.

وقد أدى فشل عملية "خليج الخنازير" إلى تعزيز مركز كاسترو الذي اتفق مع السوفيت على نشر صواريخ متوسطة المدى على أراضي بلاده لردع واشنطن عن التفكير في أي محاولة أخرى لغزو الجزيرة وقلب نظام الحكم الشيوعي فيها. وبذلك صارت كوبا قاعدة عسكرية متقدمة للاتحاد السوفيتي.

اكتشاف الصواريخ

في 14 أكتوبر عام 1962 التقطت طائرة تجسس أمريكية تحلق فوق كوبا صورا تظهر بناء مواقع إطلاق الصواريخ السوفيتية.

وقدر الخبراء أنها ستكون جاهزة للعمل في غضون 7 أيام. وفي غضون ذلك، اكتشفت طائرة تجسس أمريكية أخرى 20 سفينة سوفيتية تحمل صواريخ نووية في المحيط الأطلسي متجهة إلى كوبا.

وتبعد كوبا 90 ميلا فقط عن ساحل فلوريدا مما يعني أن الولايات المتحدة، بما في ذلك العديد من أكبر مدنها مثل واشنطن العاصمة ونيويورك، ستكون ضمن مدى هذه الصواريخ. لقد كانت حياة 80 مليون أمريكي على المحك.

كان الاتحاد السوفيتي يسعى لتحقيق الأهداف التالية:

سد الفجوة الصاروخية: كان الزعيم السوفيتي خروتشوف يعلم أن الولايات المتحدة تمتلك صواريخ نووية متوسطة وطويلة المدى تستهدف الاتحاد السوفيتي متمركزة في تركيا، فقط على "أعتاب" الاتحاد السوفيتي. وربما كان خروتشوف يتطلع للحصول على أداة مساومة في المفاوضات حول برلين.

السياسة الداخلية: أراد خروتشوف تقوية موقعه السياسي في الاتحاد السوفيتي وأن يظهر لحكومته أنه لم يكن لينا مع أمريكا.

حماية كوبا: أراد خروتشوف دعم الدولة الشيوعية الجديدة في "حديقة العم سام الخلفية"، والتأكد من أن الأمريكيين لن يحاولوا القيام بعملية أخرى مثل خليج الخنازير للإطاحة بكاسترو.

مأزق كينيدي

بعد محادثات مع فريق مستشاريه، واجه كينيدي مجموعة من الخيارات للتعامل مع التهديد السوفيتي في كوبا:

• تجاهل الصواريخ

• إشراك الأمم المتحدة

•حصار كوبا

• الغزو البري أو شن هجمات جوية

وقبل كل شيء، كان كينيدي بحاجة إلى الظهور بمظهر قوي مع ضمان عدم تفاقم التوتر وتصاعده إلى حرب نووية.

وكان قرار كينيدي الأخير هو حصار الولايات المتحدة لكوبا، والذي أطلق عليه كينيدي "منطقة الحجر الصحي"، والذي يمكن أن يوقف المزيد من الصواريخ السوفيتية القادمة إلى كوبا مما يمنحه الوقت للتفاوض مع السوفييت.

التسلسل الزمني للحصار البحري

22 أكتوبر: كينيدي يفرض حصارا بحريا على كوبا لمنع السفن السوفيتية المشتبه في حملها صواريخ نووية من الوصول إلى الجزيرة.

23 أكتوبر: كينيدي يتلقى رسالة من خروتشوف يقول فيها إن السفن السوفيتية لن تتوقف عند الحصار، لكنها ستشق طريقها.

24 أكتوبر: على الرغم من "كلام خروتشوف القاسي"، عادت السفن العشرين التي تقترب من الحصار أدراجها (على الأرجح لتجنب المواجهة المباشرة مع البحرية الأمريكية).

25 أكتوبر: أفادت طائرات تجسس أمريكية بزيادة وتيرة أعمال البناء في مواقع إطلاق الصواريخ في كوبا.

26 أكتوبر: تلقى كينيدي رسالة من خروتشوف يعد فيها بإزالة مواقع إطلاق الصواريخ إذا وافقت الولايات المتحدة على رفع الحصار ووعدت بعدم غزو كوبا.

27 أكتوبر: رسالة ثانية من خروتشوف تقول إن مواقع الإطلاق ستتم إزالتها فقط إذا أزالت الولايات المتحدة صواريخها في تركيا، وقد اختار كينيدي الرد فقط على البرقية الأولى بينما عرض بشكل خاص النظر في إزالة الصواريخ من تركيا.

28 أكتوبر: في رسالة عامة إلى الرئيس كينيدي أذيعت على راديو موسكو، وافق خروتشوف على إزالة جميع الصواريخ من كوبا وإعادتها إلى الاتحاد السوفيتي.

نتائج أزمة الصواريخ الكوبية

أدت هذه الأزمة للنتائج التالية:

اعتبر الجانبان أنهما حققا النصر: فقد أنقذ خروتشوف النظام الشيوعي في كوبا من غزو الولايات المتحدة، وتفاوض على صفقة مع الولايات المتحدة بشأن إزالة صواريخ جوبيتر الخاصة بهم في تركيا. ومن جانبه، حافظ كينيدي على وعده الانتخابي ووقف في وجه الاتحاد السوفيتي، وأبقى الصواريخ النووية خارج كوبا.

من أجل ضمان سهولة الاتصال بين واشنطن وموسكو في حالة نشوب صراع في المستقبل، تم إنشاء خط ساخن يوفر اتصالا هاتفيا مباشرا بين البيت الأبيض والكرملين.

أدرك كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية أنهما كانا على شفا حرب نووية ودخلا في محادثات أدت في النهاية إلى معاهدة حظر التجارب عام 1963 والتي بدأت عملية إنهاء تجارب الأسلحة النووية.

على المدى الطويل، قد تكون الأزمة أوجدت استعدادا لدى الجانبين للدخول في محادثات الحد من الأسلحة الاستراتيجية (سالت) في وقت لاحق في الستينيات، وفي المعاهدة سالت 1 تم التوصل إلى اتفاق بعدم تصنيع أي صواريخ بالستية عابرة للقارات.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: