لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ساعي البريد" السويسري يعود كوسيط بين الولايات المتحدة وإيران

06:52 م الثلاثاء 07 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سويسرا - (أ ف ب)

مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، عاد الدور الذي تلعبه سويسرا كوسيط بين البلدين إلى دائرة الضوء، ولكن لماذا تتدخل سويسرا المُحايدة في مثل هذه المعامع؟

يوم الأحد 5 يناير الجاري، استدعت السلطات الإيرانية المبعوث السويسري الذي يمثل المصالح الأمريكية في طهران احتجاجًا على تهديدات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع تويتر.

فقد قال ترامب إن الولايات المتحدة ستستهدف مواقع إيرانية إذا ما هاجمت طهران مواطنين أو ممتلكات أمريكية ردا على مقتل القائد العسكري قاسم سليماني.

وكانت إيران قد هددت بالانتقام بعد أن أكدت الولايات المتحدة يوم الجمعة 3 يناير الجاري أن ترامب قد أمر بتنفيذ الضربة المُوجّهة ضد قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني.

في برن، أكدت وزارة الخارجية السويسرية أنه تم عقد اجتماع "بموجب تفويض سلطة الحماية رابط خارجي"، وقالت إن محتويات المناقشة "سرية".

بالفعل، تقوم سويسرا بممارسة ما يُعرف بـ "تفويض سلطة الحماية" أو لعب دور "الدولة الحامية" لفائدة الولايات المتحدة في إيران منذ عام 1980 بعد أن قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في نفس السنة بسبب أزمة الرهائن التي أبقت على 52 دبلوماسيًا ومواطنًا أمريكيًا قيد الحصار داخل مقر سفارتها في إيران لمدة 444 يومًا.

ما المقصود بـ "الدولة الحامية"؟

في عام 2013، قال فيليب فيلتي، وهو سفير سويسري سابق متقاعد لدى إيران: "عندما تعلن دولتان الحرب ضد بعضهما البعض، فإن أول ما يفعلانه هو قطع العلاقات الدبلوماسية. إنه أهون شيء يُمكنهما القيام به، لكن هذا هو ما يحدث دائمًا".

"بمجرد قطع بلدين لعلاقاتهما الدبلوماسية، تصبح الحاجة إلى رعاية العلاقات أكثر إلحاحًا نظرًا لأنك لا تفعل ذلك بنفسك، فأنت بحاجة إلى طرف ثالث للقيام بذلك وبما أن سويسرا لم تكن طرفًا في أي من المعارك في أربعينيات القرن الماضي، فقد اعتُبر أنه من المناسب بشكل خاص مطالبة السويسريين برعاية مصالح مختلفة".

اليوم، لا زال الوضع على ما هو عليه، كما تشرح وزارة الخارجية على موقعها رابط خارجيبالتنويه إلى أنه "يُمكن لسويسرا بناء جسور حيث يُمنع الآخرون من القيام بذلك، لأنها لا تنتمي إلى أي كتلة قوة ولا تسعى لتنفيذ أي أجندة خفية".

واقعيًا، يتخذ بناء الجسور هذا شكل المساعي الحميدة والتفويضات الممنوحة للدولة الحامية التي تشمل - حسب الوزارة - "جميع المبادرات الدبلوماسية والإنسانية التي اتخذتها دولة ثالثة أو مؤسسة مُحايدة بهدف حل نزاع ثنائي أو دولي أو جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات".

في الممارسة العملية، يعني هذا وجود قناة اتصال، أي توفر مبعوث بين الطرفين. في هذا الصدد، أشار السفير السابق فيلتي إلى أن هناك ثلاثة شروط ضرورية للنجاح في هذه المهمة: "يجب عليه أن يعمل بطريقة تقنية، بحيث يُمكن للرسائل أن تكون قادرة على المرور من خلاله على مدار ساعات الليل والنهار، إضافة إلى ذلك، يجب أن تكتنفها السرية التامة.

ويجب أن تكون غير منحازة تمامًا وأمينة في نقل (محتوى) الرسالة، لأنه عندما تكون الرسالة شفهية، فهناك احتمال دائمًا أن يقوم الطرف الثالث بتغييرها، لا يجب أن يكون هناك أي شيء مِنّي (متضمّنا) في الرسالة " المنقولة.

تقليد عريق

يُمكن القول بأن "الفترة الذهبية" لما يُعرف بولايات "الدولة الحامية" كانت خلال الحرب العالمية الثانية. ففي عامي 1943 و1944، كانت سويسرا تُدير 219 ولاية لـفائدة خمس وثلاثين دولة.

بدورها، أسفرت الحرب الباردة، عن المزيد من الطلب على الخدمات السويسرية، حيث بلغ عدد الولايات 24 في عام 1973، إلا أنه تراجع منذ ذلك الحين ليستقر - حسب وزارة الخارجيةرابط خارجي - في حدود سبعة: إيران في مصر والولايات المتحدة في إيران وروسيا في جورجيا وجورجيا في روسيا وإيران في المملكة العربية السعودية والمملكة العربية السعودية في إيران ومنذ يونيو 2019، تقوم سويسرا برعاية مصالح إيران في كندا.

عموما، يُمكن لسويسرا أن تُبادر بعرض التحرك كوسيط بين الطرفين من تلقاء نفسها كما يُمكنها القيام بهذه المهمة بناءً على طلب الأطراف المعنية، شريطة الحصول على موافقة جميع المعنيين.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: