إعلان

"سارق ولئيم ونشال".. ما هو "الحِدأة" الذي أشعل حرائق أستراليا؟

03:07 م الثلاثاء 07 يناير 2020

حدأة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

كشفت تقارير إعلامية عالمية أن عددًا من الطيور الجارحة الأسترالية، بما في ذلك طائر الورقية الصفراء والحدأة السوداء والصقر البُني، تُفاقم أزمة الحرائق المُستعرة في البلاد منذ أشهر وتُساعد في انتشارها على نحو أوسع وأكثر خطورة، فهي تستخدم النيران وسيلة لطرد فرائسها من الحقول في أستراليا.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية" في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن سلوك هذه الطيور تسبب في اندلاع "حرائق مُتعمدة"، حيث شوهِت وهي تُحلّق وسط حرائق الغابات وتنشرها بالتقاط العصى المُشتعلة وإسقاطها في الحقول الجافة لتخويف الحيوانات الصغيرة، الأمر الذي يُحدِث بؤر نيران جديدة في أكثر من مكان.

1

تندلع حرائق الغابات في أستراليا منذ سبتمبر الماضي في ظل موجة حرارة غير مسبوقة، وصلت خلالها الدرجات إلى مستويات قياسية تجاوزت الـ45 درجة مئوية، وشهور متواصلة من الجفاف الشديد. لكن شدة النيران زادت حِدتها خلال الأسبوع الماضي، ما دفع السلطات إلى إخلاء عدد من المدن.

وقُتِل 20 شخصا حتى الآن بسبب الحرائق، من بينهم 3 متطوعين من رجال الإطفاء، كما التهمت النيران 60 ألف كيلومتر مربع من الغابات والأحراش والحدائق، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

"الطيور النارية"

ولعقود من الزمن، اعتبر الناس في شمال أستراليا أن هذه الطيور الجارحة، التي يُسمونها "الطيور النارية"، جزء من النظام الطبيعي. وحتى عام 2018، كان يُعتقد أن الطيور الجارحة- وأبرزها "الحِدأة"- كانت تنشر هذه الحرائق من قبيل الصدفة، وفق تقرير سابق لمجلة "ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية عام 2018

بيد أن خبراء طيور أستراليون خلصوا إلى تفسير جديد. فقال أنتوني مولينو من حديقة "أليس سبرينجز" الصحراوية: "إذا فقدت (الطيور الجارحة) فريستها وأمسكت بعصا ظنًّا بأنها الفريسة، ستسقط تلك العصا أو الصخرة. وإذا كانت العصا مشتعلة، ستُشعل النار عند سقوطها بكل تأكيد"، بحسب الديلي ميل.

وبمزيد من البحث والتدقيق، وجد الخبراء أن الطيور الجارحة مثل "الحِدأة" تنشر النيران عن عمدٍ لمصلحتها الخاصة، إذ تتخذ من قمم الأشجار العالية نقاط لمُراقبة فرائسها لتنقضّ عليها في اللحظة المناسبة بأي وسيلة حتى وإن كانت مُشابهة لأساليب السطو غير المشروعة، وفق الصحيفة.

وفي وقت سابق عام 2018، كشف باحثون أستراليون أن الحِدأة السوداء تنقل عيدانًا مشتعلة من أماكن شبّت فيها حرائق إلى أماكن أخرى، لإضرام النار فيها وإجبار الفرائس كالقوارض والسحالي على الخروج من مخابئها.

2

وأفادوا حينها بأنهم رأوها أكثر من 20 مرة، تقترب من مسافات تجاوزت الألف كيلومتر في بعض الأحيان من الحرائق، حاملًا أغصان صغيرة مشتعلة منها، وينقلها إلى مكان آخر، وفق تقرير سابق نشرته شبكة "يورونيوز" الأوروبية عام 2018.

وقال الباحث مارك بونتا من جامعة بنسلفانيا في ولاية فيلاديلفيا- وقتذاك- إن "الحِدأة" تنشر النيران بشكل مُتعمّد، مُضيفًا: "تعلمت بعض الطيور إعادة إشعال النيران في الغابات إذا توقفت عن الاشتعال لسببٍ ما، وتعلمت كيف تنقل النار رغم صعوبات إخراج القوارض والزواحف من جحورها لتصبح فريسة سهلة ".

كانت حرائق الغابات التهمت عام 2009 أكثر من 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعية وأودت بحياة 174 شخصا في جنوب أستراليا. وفي عام 2011، دمرت الحرائق حوالي 5 بالمائة من الغطاء النباتي لقارة أستراليا.

ما هو طائر "الحِدأة"؟

من أشهر الطيور الجارحة النهارية متوسطة الحجم، إذ يصطاد فريسته خلال النهار. ينتمي لفصيلة الصقور ويُشبه إلى حدٍ كبير الصقر وطائر "العقاب".

يُعرف بمُسميات عدة منها "الطائر اللئيم أو النشّال أو سارق الطعام أو الشرير".

وصفه الرسول الكريم بأنه فاسق وأمر بقتله أينما وحيثما كان. وورد في صحيح مسلم حديث عن النبي الكريم، يقول فيه: "خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ : «الغرابُ، وَالحِدَأَةُ، وَالعَقْرَبُ، وَالفَأْرَةُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ»، وفق الموقع الإلكتروني لموسوعة الأحاديث النبوية.

3

يُفضّل العيش في المناطق الدافئة، وعادة ما يتواجد وسط الشجيرات والغابات والمُستنقعات والمزارع المنخفضة وأحيانًا في الجبال أيضًا.

يزن الحدأة من 0.5 إلى 1.5 كيلوجرام، يتراوح طوله ما بين 51 إلى 57 سنتيمترًا، وتبلغ المسافة بين جناحيه الواسعتين المدورتين بين 110 و130 سنتيمترًا، ويطير بسرعة تبلغ بحد أقصى 40 كيلومتر في الساعة، ومتوسط عمره يتراوح بين 12 و20 عامًا.

يوجد منه 11 نوعًا ينتشرون بكثرة في أوروبا وآسيا وكذلك في أفريقيا، لاسيًما في المناطق الشمالية.

يتخذ ألوان "الأبيض، والأسود أو المائل إلى البُني، والبني الداكن أو المائل للحُمرة، والبيج"، بحسب موسوعة "بريتانيكا" البريطانية.

يتغذى على اللحوم ويعتمد نظامه الغذائي على الفئران، والجرذان، والأرانب، والطيور، والحشرات، والديدان. فيما تتغذى بعض أنواعها الأوروبية على القواقع وتسمى "حِدأة القواقع".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان