كيف تحرّكت بريطانيا لإعادة السُياح العالقين بعد إفلاس "توماس كوك"؟
كتبت- رنا أسامة:
قال الرئيس التنفيذي لهيئة الطيران المدني البريطانية ريتشارد موريارتي، إن الحكومة البريطانية أمرت بعد إفلاس شركة توماس كوك بإطلاق "أكبر عملية إعادة للُسياح إلى الوطن"، وتشمل إقلاع رحلات جوية من 53 مطارًا في 18 دولة.
واستأجرت الهيئة ما يقرب من 40 طائرة من مناطق بعيدة مثل ماليزيا، لتشغيل ما يصل إلى ألف رحلة خلال الأسبوعين المقبلين.
وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية أن معظم الرحلات ستُقلِع من مطارات أوروبية، لكن سيتم أيضًا إحضار السياح من وجهات "توماس كوك" طويلة المدى في كلٍ من الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي وكوبا.
وأقلعت أول رحلة لإنقاذ السياح العالقين من مدينة نيويورك الساعة 9:40 صباح اليوم الاثنين (بالتوقيت الصيفي البريطاني)، مُتجهة إلى مدينة مانشستر وعلى متنها أكثر من 300 راكب. ومن المُتوقع أن تصل في تمام الخامسة مساءً.
ويتعيّن الآن إعادة 600 ألف سائح من المتعاملين مع الشركة، باتوا عالقين في العالم مع إفلاسها، بينهم 150 ألف سائح بريطاني بحاجة لمساعدة من الحكومة البريطانية للعودة إلى ديارهم.
وأعلنت الحكومة البريطانية أنها استأجرت طائرات لإعادة سياح بريطانيين. وقالت في بيان إنه "في أعقاب انهيار توماس كوك وإلغاء كافة رحلاتها، فإن وزير النقل جرانت شابس أعلن أن الحكومة وهيئة الطيران المدني البريطانية استأجرتا العشرات من طائرات التشارتر لإعادة مسافرين إلى البلاد مجانا".
وأضافت "جميع زبائن توماس كوك الموجودين حاليًا في الخارج والذين قاموا بحجوزاتهم للعودة إلى المملكة المتحدة في الأسبوعين القادمين، ستتم إعادتهم إلى الديار في أقرب موعد لحجوزات عودتهم".
كانت الشركة الرائدة في مجال السفر منذ 178 عامًا أعلنت إفلاسها رسميًا، الاثنين، بعد فشلها في عطلة نهاية الأسبوع في جمع الأموال اللازمة للإبقاء عليها. والشركة مُطالبة بالتنظيم الفوري لعمليات إعادة 600 ألف سائح من زبائنها بينهم 150 ألف سائح بريطاني، ما سيُشكّل أكبر عملية من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية، وفق وكالة "فرانس برس".
وأوضحت الشركة في بيان نشرته على موقعها الالكتروني، أنه "على الرغم من الجهود الكبيرة، لم تسفر المناقشات عن اتفاق بين المساهمين والممولين الجدد المُحتملين". وأضاف البيان "لذلك خلُص مجلس إدارة الشركة إلى أنّه ليس لديه خيار سوى اتّخاذ خطوات للدّخول في تصفية إلزاميّة بمفعول فوري".
ويعمل في الشركة نحو 22 ألف شخص حول العالم ولديها أكثر من 20 مليون عميل. ويُشكّل إفلاسها قاسية لقطاع السياحة الأوروبي، وفق وكالة فرانس برس.
وكانت الشركة تسعى إلى الحصول على تمويل إضافي بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني (250 مليون دولار) بالإضافة إلى ضخ رأس مال جديد بقيمة 900 مليون جنيه استرليني كان قد أُعلِن عنه سابقًا.
وقال فانكهاوزر "عملنا بشكل مُكثّف في الأيام القليلة الماضية لحل القضايا العالقة بشأن اتفاق لتأمين مستقبل توماس كوك من أجل موظفيها وعملائها ومورّديها".
وحاولت الشركة جمع 200 مليون جنيه استرليني (227 مليون يورو) إضافي لتجنب انهيارها، وذلك بعدما واجهت هذه الشركة الرائدة في مجال السفر صعوبات، سببها المنافسة من مواقع إلكترونية خاصة بالسفر وقلق المسافرين من ملف بريكست.
وعند نشر بيانات المجموعة المالية في أبريل الماضي، ألقى رئيسها التنفيذي باللوم على بريكست، الذي أغرق ميزانية الشركة في الديون، وأدى إلى تكبّدها خسائر كبيرة، لأن الزبائن أجّلوا رحلاتهم مع عدم معرفتهم بما سيؤول إليه ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفق فرانس برس.
وسجّلت أسهم الشركة، التي تدهورت في الأشهر الأخيرة ، مزيدًا من التراجع في بورصة لندن الجمعة الماضي. وخسر سهم الشركة 20 بالمائة من قيمته ليسجل 3.6 بنسات قبيل الإغلاق.
فيديو قد يعجبك: