لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من هو ماجد ماجد البريطاني المسلم الذي يعمل على ابقاء بلاده داخل الاتحاد الأوروبي؟

02:15 م الثلاثاء 10 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بروكسل- (د ب ا):
إذا تمكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن يحقق هدفه بالخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن السياسي البريطاني الشاب ماجد ماجد سيفقد منصبه بحلول 31 أكتوبر المقبل.

غير أن هذا السياسي الذي يبلغ من العمر 30 عاما والذي يشغل منصب ممثل حزب الخضر البريطاني في البرلمان الأوروبي لا يشعر بقلق يذكر، فهذا الرجل الذي شغل من قبل منصب عمدة مدينة شيفلد البريطانية لا يعتقد أن بلاده ستغادر التكتل الأوروبي بحلول عيد الهالويين، الذي تحتفي به العديد من الدول الغربية ليلة 31 أكتوبر من كل عام.

وقال ماجد في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) في بروكسل: "كما تعلم، لا أتوقع حدوث ذلك، ولا استطيع أن أتخيل أن اتجاهات النواب التصويتية من الناحية الحسابية ستسمح لنا بمجرد الخروج من التكتل الأوروبي".

وهذا الرأي ليس شائعا بين بعض النواب البريطانيين في البرلمان الأوروبي البالغ عددهم 73، وبينهم 29 نائبا ينتمون إلى "حزب بريكست" المتشكك في جدوى الاتحاد الأوروبي.
غير أن ماجد الذي تصدر العناوين في الصحف ووسائل الإعلام العالمية عندما نجح في منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي وصفه "بالعنصرية"، من زيارة مدينة شيفلد البريطانية، لا ينتمي لأولئك الذين يتجنبون المواجهة أو اتخاذ موقف المتفرج.

ومنذ أن غير ماجد اتجاهه ليصبح مؤيدا لبقاء بريطانيا داخل التكتل الأوروبي في أعقاب انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو الماضي، فقد أدان، جهارا، الشعبويين من أمثال ماتيو سالفيني زعيم حزب "الرابطة" الإيطالي، المناهض للهجرة، كما استنكر المشكلات التي واجهها في مؤسسات الاتحاد الأوربي.

وماجد مسلم أسمر البشرة، جاء إلى بريطانيا عندما كان طفلا كلاجئ من الصومال، وغالبا ما يرتدي قبعة البيسبول وتي شيرت يحمل شعارات مطبوعة تقول: "المهاجرون يجعلون بريطانيا عظيمة" أو "يسوع كان لاجئا".

وبعد أن ألقى ماجد خطابا مفعما بالعواطف في يوليو الماضي، وصف فيه سالفيني بأنه "جبان" حيث "يرى طفلا يغرق ثم يدير ظهره"، وكانت ردود الفعل إزاء الخطاب تتراوح بين المقاطعات وهتافات التأييد، وجه رئيس البرلمان اللوم له لاستمراره في وضع قبعته على رأسه أثناء الجلسة.

وظل ماجد محتفظا برباطة جأشه، ورد بأنه يجب على رئيس البرلمان أن يركز بدرجة أكبر على قيادة الجلسة وبدرجة أقل على ما يرتديه النواب.
وأضاف ماجد لـ (د. ب. أ) إن "بعض الأشخاص يشعرون بالفزع أو الضيق بسبب وجودي، بالطبع سترى إناسا يحدقون فيك بشكل مستمر، ويتساءلون من هو هذا الرجل ؟. هل مكانه هنا ؟".
وقال ماجد إن شخصا طلب منه أن يغادر المقر في أول يوم له بالبرلمان الأوروبي، حيث اعتقد هذا الشخص أنه ليس نائبا برلمانيا، بينما ذكر متحدث باسم البرلمان الأوروبي في بروكسل لـ (د. ب. أ) أنه على ثقة من أن هذا الشخص ليس موظفا بالبرلمان.

وأوضح ماجد أن الأمور أصبحت الآن أفضل ، حيث صار الناس يقبلون عليه لتبادل الحديث أو لطلب التقاط صورة معه.
ومع تواجده بتعبيراته البارعة على مواقع التواصل الاجتماعي، والحافلة بصور له جالسا القرفصاء مرتديا أحذية من تصميم بيت الأزياء الدكتور مارتنز، فإنه لا يلبي توقعات معظم الناس عن مظهر النائب البرلماني.

غير أنه كما يشير ماجد فإن معظم المواطنين الأوروبيين لا يزالون لا يعلمون من هو ممثلهم البرلماني، وهو يريد من نواب البرلمان الأوروبي أن يروجوا لأنفسهم بين ناخبيهم، وفي أغسطس الماضي قام بجولة استغرقت عدة أيام في مقاطعة يوركشاير التي عاش فيها، وكذلك في بلدة هامبر في الشمال الإنجليزي ليجعل الناس "مستعدين للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي" على حد وصف شعار الحملة.

ويريد ماجد أـن تبقى بلاده داخل التكتل الأوروبي الذي يضم 28 دولة، على الرغم من حقيقة أن ما نسبته 52% من الناخبين اقترعوا لصالح الخروج في الاستفتاء الذي أجري عام 2016، وهو مقتنع بأن "أفضل صيغة هو الوضع القائم حاليا".
ويصف ماجد الخطوة التي اتخذها بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بتعليق نشاط البرلمان بأنها بمثابة "انقلاب ديكتاتوري لا يمكن إنكاره".
وقال لـ (د. ب. أ) "إنني لا أعرف لماذا يعتقد بعد أن أصبح جونسون الآن رئيسا للوزراء أن كل شخص سيقول له أوقفوا كل شيء، إننا سنعطيك كل ما تطلبه"، معربا عن شكوكه من أن يتمكن رئيس الوزراء من إقناع الاتحاد الأوروبي بالعودة للجلوس على طاولة المفاوضات.

كما لا يولي ماجد اهتماما كبيرا بالسيدة أورزولا فون دير لاين التي انتخبت لتصبح رئيسة للمفوضية الأوروبية، والتي لم تدخل في حملة انتخابية للبرلمان الأوروبي، وأثارت الدهشة لاختيارها في هذا المنصب من جانب القيادات الأوروبية، وهي خطوة استنكرتها مجموعة نواب حزب الخضر بالبرلمان الأوروبي ووصفتها بأنها "اختيار اللحظات الأخيرة في الغرف الخلفية".
ووصفها ماجد بأنها "سياسية الوضع القائم"، وصوت ضدها في الاقتراع على خلافة جان كلود يونيكر، وهو لا يرى أن هدفها في تحييد الانبعاثات الكربونية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050كافيا، وهو يريد أن يتم تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2030 تماشيا مع الأهداف الخاصة بالمناخ المعلنة من جانب حزبه.
كما يريد هذا البرلماني كفالة المرور الآمن للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط، وقال "إنني أعلم أن بعض الجماعات في أوروبا تعارض ذلك تماما، ولكنني لا استطيع أن أقبل أن يتحول البحر المتوسط إلى مقبرة".
بينما يقول منتقدو ماجد إنه يثير الفرقة ولا يراعي المعتقدات والمبادئ الثابتة، وإنه يثير معارضة مجموعات كبيرة من السكان له.
ولكن هذا البرلماني المفوه الذي درس علم الأحياء المائية ودخل عالم السياسة عندما كان طالبا، قال لـ "د.ب.أ" إنه لا يسعى للحصول على الشعبية، ويضيف "إذا أردت أن تصبح فنجانا من الشاي في يد كل شخص، فيمكنك أن تصبح أيضا مجرد فنجان" وهو بذلك يستخدم كلمة إنجليزية دارجة تعني الشخص الغبي.

فيديو قد يعجبك: