رئيس الحكومة اللبنانية يعلن تجاوز أزمة أحداث عنف الجبل
بيروت - (أ ش أ):
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، عن التوصل لمصالحة بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، في شأن أحداث العنف والاشتباكات المسلحة التي وقعت بمنطقة الجبل قبل 40 يوما، وعودة جلسات مجلس الوزراء للانعقاد اعتبارا من الغد.
وأجريت المصالحة برعاية من الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا، بحضور الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، لتنهي توترا وسجالا سياسيا محتدما بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد أدى إلى توقف عمل الحكومة قرابة شهر ونصف الشهر.
وتلا الحريري في ختام اللقاء الخماسي الذي استمر ساعتين، بيانا مقتضبا، قال فيه إن الاجتماع كان لـ "المصارحة والمصالحة" وأن قضية حادثة الجبل أصبحت في عهدة القضاء العسكري بحيث يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها وذلك استنادا إلى القوانين والأنظمة والإجراءات المرعية، على أن يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب على ضوء ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن المجتمعين أعربوا عن استنكارهم لحادثة الجبل التي سقط نتيجتها ضحيتان وعدد من الجرحى.
وقال إن اجتماع مجلس الوزراء سيعقد صباح غد في قصر بعبدا الجمهوري، مؤكدا أنه اعتبارا من اليوم "ستكون هناك صفحة جديدة يتعاون خلالها الجميع من أجل مصلحة لبنان".
وتعد الأزمة السياسية الناتجة عن أحداث الجبل، والتي استمرت لمدة 40 يوما، هي الأعنف والأخطر على لبنان منذ تشكيل الحكومة برئاسة الحريري في 31 يناير الماضي، في ضوء ما شهدته من انقسامات وتصعيد كبير في حدة المواجهات بين القوى السياسية الرئيسية، على نحو أدى إلى توقف العمل الحكومي بشكل كلي.
وشهدت منطقة الجبل في 30 يونيو الماضي أحداث عنف واشتباكات مسلحة دامية، حيث قطع عدد من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي الطرق بمدن وقرى الجبل، تعبيرا عن الاحتجاج على زيارة وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.
كما تعرض موكب وزير شئون النازحين صالح الغريب، وهو حليف لباسيل، لإطلاق النيران عقب مشاركته في جانب من جولة الوزير باسيل.
وكان المحتجون على زيارة باسيل إلى الجبل، قد قطعوا الطرق بهدف منع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وتشعل الفتنة الطائفية وتستحضر أجواء الحرب الأهلية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين للوزير صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث.
وبينما اعتبر الحزب الديمقراطي اللبناني والتيار الوطني الحر أن الحادث مثّل "كمينا مسلحا" فإن الحزب التقدمي الاشتراكي نفى بصورة قاطعة صحة هذا الاتهام، مؤكدا أن رئيس التيار الوطني الحر أدلى بتصريحات انطوت على استفزاز وتعصب واستثارة الأحقاد والمشاعر الطائفية بين الدروز والمسيحيين في الجبل، وهو الأمر الذي دفع أنصار الحزب الاشتراكي إلى قطع الطرق في الجبل بصورة عفوية، وأن المرافقين الأمنيين للوزير الغريب هم من بادروا بإطلاق النيران بصورة عشوائية ومكثفة على المحتجين.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: