"الأب والأم قُتلوا لحمايته".. قصة رضيع نجا بأعجوبة من هجوم تكساس

كتب – محمد عطايا:

عندما وصلوا إلى مركز "وولمارت التجاري" في مدينة إل باسو، بولاية تكساس الأمريكية، توجه جوردان وأندري أنتشوندو مع ابنهما الرضيع، البالغ شهرين فقط، للتبضع، وشراء "زينة" لحفل عيد ميلاد ابنتهما الكبرى، 6 سنوات.

لم تمر دقائق، حتى سمع الزوجان إطلاق نار بشكل كثيف، ليركضا مثل الجميع في اتجاهات متفرقة، حتى أصابتهما بعض الرصاصات التي أودت بحياتهما، وذلك بحسب ما ذكره شقيق الزوج أندري، تيتو انتشوندو، لصحيفة "واشنطن بوست".

الزوجان جوردان وأندري، كانا بين الضحايا الذين ارتفع عددهم إلى 22 قتيلا في هجوم مدينة إل باسو، بولاية تكساس الأمريكية، الذي وقع السبت، وخلف عشرات القتلى والمصابين.

قالت الصحيفة الأمريكية، نقلًا عن شقيق أندري، إن الزوجين ضحا بنفسيهما لينقذا طفلهما الرضيع، الذي نجا بالفعل ولكن دون والديه.

قالت عائلة أندري، وبعض شهود العيان، إن الزوج قتل خلال محاولته الدفاع عن زوجته، من خلال إحاطتها بكلتا يديه وجسده عندما أطلق الجناة النار عليه مع زوجته وطفله.

وفي الوقت ذاته، كانت الأم تحمي جوردان، تحمي طفلها تمامًا مثلما فعل معها الأب، ليوفرا الاثنين معًا، أكبر قدر من الحماية للرضيع، ويقتلا في سبيل حمايته من الرصاص، وذلك بحسب شقيقة جوردان، في تصريحات لـ"أسوشيتيد برس".

أضافت شقيقة جوردان، أن الأم ظلت تحيط طفلها بين ذراعيها حتى بعدما أطلق عليها المتطرف بعض الرصاصات، لافتة إلى أنها ظلت توفر له الحماية حتى بعد مقتلها.

شبكة "سي إن إن"، نقلت عن خالة جوردان، إن الشرطة عندما انتشلت الطفل من بين ذراعي الأم، وجدوه سليمًا معافى، ولا يعاني سوى من بعض الكسور في أصبعه.

وأوضحت الخالة، أن ابن شقيقتها يتلقى العلاج حاليًا في المنزل، قائلة: "كيف يذهب الآباء للتسوق، وفي لحظة يجدوا أنفسهم تحت مرمى نيران سفاح لا يراحم؟".

عائلة الزوجين، أقاموا عزاءً للأم جوردان بعد تلقي خبر وفاتها من الشرطة الأمريكية، راجين في الوقت ذاته أن ينجي الأب أندري، إلا أنهم تلقوا خبر وفاته أمس، بعدما لم يتمكن من الاستشفاء من إصابته.

وقالت مونيك تيري، ابنة عم جوردان، في تصريحات لـ"الجارديان"، إن الابنة الأكبر ظلت تسأل عن والديها كثيرًا، وعن احتفال عيد الميلاد الذي ظلا يجهزان له منذ فترة، ولا تصدق أي شيء مما يقال عن الحادث.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن على الأمة الأمريكية إدانة العنصرية والتعصب الأعمي وتفوق العرق الأبيض، مؤكدا أن الكراهية لا مكان لها في الولايات المتحدة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها ترامب في البيت الأبيض عقب وقوع حادثتي إطلاق نار في ولايتي تكساس وأوهايو في أقل من 24 ساعة راح مما أدى إلى مقتل وإصابة 80 شخصا ، حيث أعرب الرئيس الأمريكي وقرينته عن خالص تعازيهما لأهالي ضحايا ومصابي حادثي إطلاق النار.