للمرة الثانية.. طهران تتحرك لحذف 4 أصفار من عملتها خلال عامين

كتبت- رنا أسامة:

أرسل الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، مشروع قانون إلى البرلمان من أجل حذف 4 أصفار من قيمة عُملة الدولة التي تعاني من آثار عقوبات مالية صارمة، في إجراء جديد لتخفيف الأعباء الاقتصادية، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وفي حال أقرّ البرلمان الإيراني مشروع القانون ووافق عليه المُشرّعون، سيُخفّض البنك المركزي الإيراني قيمة الريال وسيُغيّر اسم العملة المحلية إلى "التومان"، بحسب الوكالة الأمريكية.

وبموجب هذا الحذف، سيُعادل كل 10 آلاف ريال تومانًا واحدًا، ومن ثمّ فإن المليون ريال إيراني سيساوي 100 تومان فقط.

وسيحتاج البنك المركزي الإيراني إلى عامين من أجل إصدار عملة "التومان" الجديدة، لتعود العملة المحلية في إيران إلى اسمها القديم الذي لم يُستخدم رسميًا منذ عام 1930.

ولم تُقدّر السلطات تكلفة إصدار العملة الجديدة إلى الآن.

وتعثّر الريال الإيراني بسبب آثار العقوبات الأمريكية المكثفة على البلاد، منذ قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي قبل أكثر من عام.

وبلغت قيمة الدولار الواحد في أسواق التداول اليوم الأربعاء 116.500 ريال.

وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها طهران بحذف الأصفار؛ ففي عام 2017 اضطر المركزي الإيراني إلى حذف صفر واحد.

وفي يوليو الماضي، وافقت الحكومة الإيرانية على مقترح يقضي بحذف 4 أصفار من الريال وتغيير مُسماه إلى "تومان"، حسبما أفادت وكالة "فارس" للأنباء.

وقالت الوكالة وقتذاك إن هذا المقترح يهدف إلى "الحفاظ على فاعلية العملة الوطنية وتسهيل وتحديث أدوات المدفوعات النقدية في التعاملات المحلية، بجانب خفض تكاليف طبع الأوراق النقدية والحد من مشكلة الأعداد الضخمة في التبادل اليومي، وأعباء عد العملة والمسكوكات النقدية وحمل المبالغ الكبيرة منها".

وتلجأ الحكومات عادة إلى حذف أصفار عندما تفقد عملتها القوة الشرائية، ويكون ذلك بديلًا عن إصدار فئات كبيرة من العملة.

ولا تُعد تجربة إيران في إلغاء الأصفار ليست الأولى؛ فقد سبقتها فنزويلا العام الماضي عندما حذفت 5 أصفار، والعراق عام 2015 حيث حذف 3 أصفار من الدينار العراقي، أما تركيا فقد حذفت 6 أصفار عام 2003، حيث أصبح المليون ليرة يساوي ليرة تركية واحدة.

كانت العملة الإيرانية قد تراجعت مقابل الدولار خلال العامين الماضيين، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع التضخم بنحو 30 بالمائة، ما جعل الدولار الأمريكي يقفز بنسبة 221 بالمائة أمام الريال الإيراني.