"هتافات مؤيدة وسؤال مُضحك".. تفاصيل أول جلسات محاكمة البشير
كتبت- رنا أسامة:
مثُل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير أمام المحكمة، أمس الاثنين، في معهد العلوم القضائية والقانونية بالخرطوم لمحاكمته في تهم فساد، في أولى جلسات محاكمته منذ الإطاحة به بعد 3 عقود على رأس السلطة.
ويواجه البشير (75 عامًا) تهمًا تتعلق بـ"حيازة عملة أجنبية، والفساد، وتلقي هدايا بشكل غير قانوني". وفي أبريل الماضي، عُثر داخل منزل البشير على أموال تزيد على 113 مليون دولار من العملات الأجنبية والمحلية في أكياس من الخيش. لكن فريق الدفاع عن البشير يرفض هذه الاتهامات ويصفها بأنها "بلا أساس".
وكانت المحاكمة تأجّلت من يوم السبت إلى أمس الاثنين، لتزامنها مع التوقيع النهائي على وثائق الحكومة الانتقالية في السودان، خلال مرحلة ستستمر 3 سنوات و3 أشهر.
"قفص الاتهام"
وصل البشير إلى مقر محاكمته في الخرطوم، صباح أمس الاثنين، في عربات دفع رباعي مزودة ببنادق رشاشة ثقيلة وسط حراسة أمنية مشددة.
الصور الأولى لوصول البشير لمقر محاكمته https://t.co/yyp2kXsoOh
— سكاي نيوز عربية-عاجل (@SkyNewsArabia_B) August 19, 2019
وظهر البشير في قفص الاتهام، للمرة الأولى، حليق الذهن، مُرتديًا اللباس السوداني التقليدي (جلباب أبيض وعِمامة بيضاء)، كما بدا مبتسمًا وهادئًا. وكان يتوسّط 7 حراس، منهم 3 برتب عسكرية متفاوتة من القوات المسلحة وإدارة السجون بالسودان، واثنان منهم يرتدون زيًا ملكيًا، بحسب صحيفة "الانتباهة" المحلية.
وتحدّث الرئيس السوداني السابق خلال الجلسة ليؤكد اسمه وسنه. وعندما سُئل عن مقر إقامته، أجاب ضاحكًا: "سابقًا حي المطار، مقر القيادة العامة. والآن سجن كوبر". وأجاب مبتسمًا حول حالته الاجتماعية: "متزوج من اثنتين".
وشهدت الجلسة الاستماع لأحد الشهود، وتأكيد البشير أقواله السابقة.
ويقبع البشير داخل زنزانة مزوّدة بسريرين ومُكيف هواء ودورة مياه داخلية، في سجن كوبر المركزي بالخرطوم، حيث تم ترحيله بعد أيام من عزله في 11 أبريل الماضي إثر احتجاجات شعبية دامت أشهر.
"هتافات مؤيدة"
وشهدت قاعة المحاكمة حضورًا لافتًا لأنصار وأقارب البشير الذين شغلوا العدد الأكبر من مقاعد الحاضرين، مرددين طوال وقت المُحاكمة، التي استغرقت ساعتين، هتافات مؤيدة له عند نطق القاضي لاسمه مثل "منصور منصور يا البشير" و"الله أكبر"، حسبما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن صحفي سوداني حضر جلسة المحاكمة.
وأضاف الصحفي السوداني، الذي لم تُسمه "الشرق الأوسط"، أن القاضي أمر أنصار البشير أكثر من مرة بالتزام الصمت عند ترديد هتافاتهم المؤيدة للرئيس المعزول داخل القاعة، مُبينًا أنهم امتثلوا في بعض الأوقات، قبل أن يعيدوا إطلاق هذه الهتافات بعد انتهاء الجلسة.
وردّ البشير على بعض هتافات أنصاره: "الله أكبر"، كما لوح للحضور مبتسمًا، وفق الصحفي السوداني.
كانت تقارير محلية قد أفادت بأن محاكمة البشير علنية وستُذاع على الهواء مباشرة، لاسيّما وأن محاميه سبق وتقدّم بطلب لإذاعة المحاكمة أو تسجيلها وبث مقاطع منها، غير أنه تم منع الإعلام التليفزيوني من تصوير المحاكمة، وتساءل الصحفي السوداني: "لا أعرف هل تراجع محامي البشير أم رفض المجلس العسكري ذلك؟".
"اعترافات البشير"
ولم يُعلق البشير على التهم الموجّهة إليه، لكن أحد المحققين قال أمام المحكمة إن الرئيس السوداني المعزول "اعترف بتلقيه 90 مليون دولار من السعودية ومليون دولار من الإمارات كتبرعات للخرطوم"، وفق تقارير محلية.
وفيما يتعلق بممتلكاته، نقل المحقق عن البشير قوله إنها تشمل "منزلًا بحي كافوري ومزرعة وشقة، أما زوجته فتملك قطعتا أرض بكافوري باعت سيارتها وأخذتهما بالمبلغ".
وفي خِتام الجلسة، تحدّد السبت المقبل موعداً لعقد جلسة محاكمة أخرى للبشير.
وفي مايو الماضي، أعلن النائب العام توجيه اتهامات إلى البشير بقتل متظاهرين في المظاهرات التي أطاحت به، لكن أخطر الاتهامات التي يواجهها هي الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي. وتتضمن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي لدوره المزعوم في الحرب في إقليم دارفور.
ومثُل البشير أمام النيابة العامة للمرة الأولى في 16 يونيو. وكان من المقرر بدء محاكمة البشير في يوليو الماضي، لكن تم إرجاؤها لدواعٍ أمنية.
ويخضع البشير لمذكرتي توقيف دوليتين أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية عامي 2009 و2010 بتهمة "الإبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب" ارتُكبت في إقليم دارفور بين عامي 2003 و2008.
وفي وقت سابق، أكّد المجلس العسكري الانتقالي أن تسليم البشير إلى المحكمة الجنائية شأنٌ تُقرره الحكومة المدنية التي ستتولى الحكم لاحقًا في البلاد لاحقًا، وليس من اختصاصاته.
فيديو قد يعجبك: