إعلان

هل فقدت أمريكا قدرتها على قيادة العالم؟

04:02 م الأحد 11 أغسطس 2019

دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

منذ انهيار جدار برلين في عام 1989، بعد مرور أكثر من 28 عاما على بنائه، كانت الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم الحر اقتصاديًا وعسكريًا،

لاسيما أن هذا الأمر تزامن مع سقوط الشيوعية والفاشية كأفكار رائجة في العالم. ولكن الأمور تغيرت كثيرًا الآن، وانحسر الدور الأمريكي في العالم بالسنوات الأخيرة الماضية بشكل لم يسبق له مثيل، دفع الكثير إلى التساؤل عما ألم بواشنطن لتصل إلى ما هي عليه الآن، حسبما تقول شبكة سي إن إن.

ذكرت الشبكة الأمريكية، في تحليل نشرته أمس السبت، أن الولايات المتحدة أساءت التصرف عندما غزت العراق في عام 2003، وأصبحت أكثر طمعاً في عام2008، وتخلت عن سوريا تمامًا في عام 2013، مع ذلك لم تفقد هوسها الشديد بزعامة العالم.

عام قاسٍ

كان هذا العام شديد الصعوبة على الولايات المتحدة، حسب سي إن إن، بدأ كل شيء في نوفمبر 2016، بعد إعلان فوز المُرشح الجمهوري وقتذاك بالرئاسة، إذ خرجت الأمور عن السيطرة، وظهرت عدة أمور غير مألوفة.

تابع الكثير في جميع أنحاء العالم الانتخابات الأمريكية من كثب، والأمر كان أكثر أهمية بالنسبة للمغتربين والمهاجرين غير الشرعيين داخل الولايات المتحدة، وهؤلاء الذين يعيشون في المناطق التي تلعب بها واشنطن دورًا حيويًا مثل لبنان وأفغانستان وأوروبا.

قالت الشبكة الأمريكية إن صعود ترامب يعكس ما كانت تفعله أوروبا بنفسها، رد فعل العولمة المنتشرة، إلى عصر الهجرة والحريات الاقتصادية، الذي لم

يسبق له مثيل، ولكن كان من المفترض أن تتعامل الولايات المتحدة مع الأمر بشكل أفضل، وأن تقود شعبها إلى الأمام وليس إلى الخلف، كما يحدث الآن حسب سي إن إن.

ذات مرة، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل إنه يمكن الاعتماد على الأمريكيين لفعل الشيء الصحيح، وهو ما وجدته سي إن إن غير واضح الآن، بالنظر إلى الطريقة التي يحكم بها ترامب البلاد.

العنصرية الأمريكية

وفيما يتعلق بالعنصرية التي باتت واضحة الآن في الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، أشارت الشبكة الأمريكية إلى أنها مُنتشرة في جميع أنحاء العالم، ويعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي المعروف إعلامياً باسم "بريكست" خير دليل على كُره الأجانب، ونبذ كل ما هو غير بريطاني.

كما لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن الأوروبيين قد يكونوا من أكثر الناس الذين يضطهدون غيرهم على أسس دينية، ويحاولون سن قوانين وتشريعات تمنع ارتداء الحجاب، وتحظر النقاب في الأماكن الرسمية والشوارع.

إلا أن العنصرية الأمريكية تجلت كثيرًا في الآونة الأخيرة، بالنظر إلى المظاهرات المناهضة لوجود الأجانب والمهاجرين غير الشرعيين. علاوة على تعليقات الرئيس الأمريكي العنصرية والتي كان من بينها إعادة أربع عضوات في الكونجرس إلي حيث أتين، وهو التصريح الذي أدانه العديد من القادة الأوروبيين، مثل رئيس الوزراء البريطانية السابق تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والتي دعت إلى التضامن مع هؤلاء النساء المُستهدفات.

الإرهاب المحلي

تغير المشهد كثيرًا داخل الولايات المتحدة، أشارت سي إن إن إلى عمليات القتل الجماعي والهوس بحمل الأسلحة وإطلاق الرصاص على المواطنين في الأماكن العامة، لاسيما الحوادث التي وقعت خلال الأيام الماضية، وذكرت الشرطة أن مُنفذيها أمريكيون، وهو ما وُصف بالإرهاب المحلي.

دفعت أحداث العنف في الولايات المتحدة اليابان من إصدار تحذير مواطنيها بالذهاب إلى الولايات المتحدة. وأصدرت القنصلية اليابانية في مدينة ديترويت بولاية ميشيجان الأمريكية تحذيرا للمواطنين اليابانيين في الولايات المتحدة في أعقاب حادث دايتون، أشارت فيه إلى وقوع أعمال عنف باستخدام الأسلحة النارية، في ظل انتشار حيازة الأسلحة، ووصفت الولايات المتحدة بأنها "مجتمع مسلح" وأشار إلى إمكانية وقوع حوادث إطلاق نار "في كل مكان" في الولايات المتحدة.

لفتت سي إن إن إلى أن اليابان أكثر أمانا من الولايات المتحدة، وكذلك صربيا التي ينتشر فيها حمل الأسلحة. وانتقد بعض زعماء العالم تقاعس صنّاع القرارات في التعامل مع أزمة انتشار الأسلحة، ومن بينهم رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن.

ثقافة الفائز

أشارت سي إن إن إلى أن قسوة الولايات المتحدة في التعامل مع أولئك الذين انتهكوا قوانينها صدم الأوروبيين، ولكن العالم يميل إلى مسامحة أمريكا،

والتغاضي عن أخطائها وخطاياها، وهو ما اعتبرته الشبكة الأمريكية جزءا من ثقافة الفائز فقط، وهي الثقافة التي تقود أي دولة نحو فشل مُحقق.

اختلفت الأمور كثيرًا بعد وصول ترامب، قالت "سي إن إن" إن السياسة التي يتبعها في قيادة البلاد منذ وصوله إلى البيت الأبيض تبدو كأنها قضت

على الأفكار والقيم الأمريكية التي تبنتها البلاد منذ سنوات طوال. وكان الكاتب الأمريكي مايكل وولف قد أشار في كتابه إلى أن أكبر مشكلة سوف تواجهها الولايات المتحدة هي العودة إلى سياستها القديمة، أو على حد تعبيره "تعود كما كانت مُملة".

وعما سيحدث في المستقبل، لفتت سي إن إن إلى أن هناك العديد من التساؤلات العالقة في الأفق، فهل تستأنف الولايات المتحدة قيادتها للعالم، أم تسمح

للسلطوية الصينية بملء الفراغ الذي تركته، أم تحدث المعجزة وتعود البلاد إلى السير على الطريق الصحيح، وتقوم بما يجب أن تقوم به؟!

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان