عرش "السلطان" يتصدع.. أوغلو يكشف عن انقسام واسع في حزب أردوغان
كتب – محمد عطايا:
حذر رئيس الوزراء التركي السابق داود أوغلو، من الانقسام الواسع في صفوف حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، منوهًا باحتمالية أن يتولى فصيل منشق عن "العدالة والتنمية"، القيادة ويهمن على الحياة السياسية بدلًا من حزب الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال داود أوغلو في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، إن انحراف حزب العدالة والتنمية عن قيمه الأساسية يثير غضبًا عميقًا بين القاعدة الشعبية ومستوياتها العليا في تركيا.
وأوضح أن قيم "العدالة والحرية"، التي كان الحزب يجيزها ويمنحها في الماضي تلاشت، وأصبحت غير موجودة حاليًا، ملمحًا إلى تضييق الخناق والحريات خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتابع رئيس الوزراء التركي السابق، أن المؤسسات في بلاده "تضعف"، لافتًا إلى أن التحول إلى نظام رئاسي يضع سلطة غير مسبوقة في يد أردوغان ما "يضر بالهياكل الأساسية في تركيا".
بحسب الصحيفة الأمريكية، كسر رئيس الوزراء السابق والعضو البارز في حزب العدالة والتنمة الحاكم صمته في أبريل الماضي، منتقدًا الاتجاه الذي سلكه حزبه، لافتة إلى أن الأمر ذاته حدث مع علي باباجان وزير الاقتصاد السابق، الذي أكد أنه سيستقيل من الحزب لأن أنقرة بحاجة إلى "رؤية مستقبلية جديدة".
وأوضحت "فاينانشال تايمز"، أن مثل ذلك الانتقاد من قدامى الأعضاء في الحزب يمثل تحديًا غير مسبوقًا لأردوغان، خاصة وأنه يأتي في وقت يتعامل فيه مع أزمات اقتصادية عميقة، وتوترات متصاعدة مع الغرب.
في المقابل، حذر أردوغان الذي يعتبره محللون أنه يبدو كسلطان يسعى لإحياء أمجاد الإمبراطورية العثمانية، من احتمالية حدوث انقسام في حزبه والشارع، قائلًا في كلمة له الأسبوع الماضي: "أولئك الذين يشاركون في هذا النوع من الخيانة سيدفعون ثمناً باهظًا".
ويرى النقاد أن صيحاته الداعية للالتفاف حوله وحول الحزب الحاكم، كانت جوفاء نظرًا للقيود الشديدة المفروضة على حرية التعبير وحقوق الإنسان في تركيا.
وعلى الرغم من بقاء داود أوغلو عضوا في العدالة والتنمية، إلا أنه أكد وجود احتمال لانفصاله لتشكيل قوة سياسية جديدة، ما سيعني انشقاقا كبيرا في الحزب الحاكم، الذي اعتبر داوود أوغلو أنه يمر "بحالة يأس واسعة النطاق".
ولم يحدد رئيس الوزراء الأسبق أي موعد دقيق لإنشاء حزب جديد، مشيرا إلى أنه لا يزال يشعر بـ "المسؤولية" عن تنفيذ محاولة لإصلاحه من الداخل، إلا أنه أضاف: "لا أمل كبيرا لدي".
وتابع بالقول: "إننا بحاجة إلى نفسية جديدة قائمة على الانفتاح والشفافية والحرية والحديث دون أي خوف... لا يمكن أن يكون هناك أي حل في حال تشعرون بالخوف من التفكير والتحدث".
ويعتبر داوود أوغلو من أبرز أعضاء "العدالة والتنمية"، وسبق أن مثل حليفا قويا لأردوغان، حيث تعهد في خطابه بمناسبة الاستقالة بالحفاظ "حتى آخر نفس" على علاقات وثيقة مع الرئيس التركي.
فيديو قد يعجبك: