إعلان

أجيال جديدة من داعش.. ماذا يحدث مع 70 ألف سوري في مخيم "الهول"؟

08:49 م الثلاثاء 30 يوليو 2019

مخيم الهول

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

منتصف يوليو الماضي، ارتفع العلم الأسود المميز لتنظيم داعش الإرهابي مرفرفًا فوق مخيم الهول، وسط هتافات من النساء والأطفال المؤيدة للتنظيم، في إشارة توحي بأن السبعين ألف سوري القاطنين في ذلك المعسكر، أصبحوا بمثابة أجيالا قادمة ومتتابعة يتم إعدادها في المعسكرات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بحسب ما ذكره موقع مجلة "فورين بوليسي".

يبدو أن الأجيال الثانية من التنظيم الإرهابي تترعرع تحت وصاية قوات سوريا الديمقراطية، خاصة في مخيم الهول، وهو ما يعد تطورًا أثار قلق وحفيظة اللواء أليكس جورينيكويش، نائب قائد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، الذي أكد في تصريحات صحفية، أن ذلك التطور يمثل أكبر خطر استراتيجي طويل المدى للحملة العالمية الشاملة ضد داعش.

في جميع المناطق التي يسيطر عليها في الغالب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وشريكها المحلي قوات سوريا الديمقراطية، يعيش ما يقدر بنحو 130 ألف امرأة وطفل في مخيمات اللاجئين المكتظة مثل الهول.

أوضحت المجلة الأمريكية، أنه منذ تحرير آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي، وطرده من مدينة الباغوز السورية، في مارس الماضي، كان وجود القوات الأمريكية بمثابة درع أمان، يضمن عدم عودة مقاتلي التنظيم مرة أخرى.

الوجود الأمريكي الدائم في سوريا بحسب –فورين بوليسي- ليس ضروريًا فقط لعدم عودة مقاتلي التنظيم، ولكن أيضًا للتوسط في عملية السلام المضطرب بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية وتركيا التي تعتبر حلفاء الولايات المتحدة تنظيمًا إرهابيًا.

ورغم عدم انسحاب القوات الأمريكية بعد من سوريا، إلا أن نائب قائد التحالف الدولي يشعر بالقلق إزاء مجموعة من النساء المقاتلات المواليات للتنظيم الإرهابي، نظرًا لأنهن سيعملن على تكوين جيلا جديدا من المتطرفين.

بعض النساء القابعات في مخيم الهول، قاتلن بالفعل لصالح تنظيم داعش الإرهابي، ووجودهن في المعسكر بحسب -فورين بوليسي- يعرض سكانها الأكثر اعتدالًا لخطر التطرف.

وقال نائب قائد التحالف الدولي، في تصريحات صحفية، إن مخيم الهول يضم عدد كبير من النساء التي تحمل أيدلوجية التنظيم، ويبلغ عددهم حوالي 20 ألف شخص يشتبه في أنهم من أعضاء داعش.

ميليسا دالتون، الخبيرة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أكدت مستشهدة بتقارير لأكثر من 40 شخص في المعسكر، أن الظروف في المخيم مهيئة لنشر الفكر المتطرف، وهو ما يحمل تداعيات أمنية وإنسانية خطيرة للغاية على المنطقة.

بشكل عام تبحث الولايات المتحدة مع شركائها خيارات مختلفة لمعالجة خطر التطرف، بما في ذلك عزل المقاتلات عن بقية المخيم وبرامج إعادة التأهيل المحتملة.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن الخطوة الأولى ستكون بتخفيض أعداد القائمين بالمخيم نفسه، مؤكدة في الوقت ذاته أن ذلك المطلب صعب للغاية، لأن البلاد الأم للعناصر ترفض استقبال عائلاتهم مرة أخرى.

من جهته، أدان تشارلز ليستر، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط، افتقار التحالف الدولي إلى التخطيط لما يقول إنه مشكلة متوقعة عن العدد الكبير من النازحين داخليًا والمقاتلين الأجانب الذين انتهى بهم المطاف في مخيمات بعد هزيمة داعش.

وقال ليستر: "من المثير للغضب أننا ما زلنا نسمع من كبار المسؤولين أنهم يستكشفون هذه المشكلة فجأة، عندما كان ينبغي لنا أن نتوصل إلى حلها قبل خمس سنوات عندما بدأنا القتال، وهو ما كشف أن لا أحدد يخطط بشكل جيد".

وأضاف ليستر أن التحاالف الدولي يجب أن يضع خطة طويلة لأجل تتضمن إنفاق المزيد من الأموال والاستثمار في المزيد من البنى التحتية للمخيمات، قبل أن تطأ الولايات المتحدة قدمًا خارج سوريا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان