أمريكا أوقف دور تركيا فيه.. ماذا نعرف عن برنامج تصنيع طائرات "إف 35"؟
القاهرة – مصراوي:
قررت وزارة الدفاع الأمريكية وقف تسليم أنقرة طائرات "إف 35" إلى تركيا، وإنهاء البرنامج الذي يتضمن تدريب طيارين أتراك على الطائرة القتالية المتطورة.
وأبلغت واشنطن الطيارين الأتراك الذين يتدربون في الولايات المتحدة بضرورة مغادرة البلاد بحلول 31 يوليو الجاري.
بدأت الأزمة مع إصرار الحكومة التركية على إتمام صفقة شراء المنظومة الصاروخية الروسية "إس 400"، والتي طالبتها الولايات المتحدة بعدم إتمامها.
وخلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون تركيا، كارلا جليسسون، إن أنقرة ستخسر 9 مليارات دولار من جراء تقليص صفقة الطائرات المقاتلة.
وسبق وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه حال قرار الولايات المتحدة إلغاء الصفقة سيكون بمثابة السرقة، لأن تركيا دفعت إلى الآن 1.4 مليار دولار لشراء المقاتلات الأمريكية وتسلمت أربعة منها وأن الطيارين الأتراك يذهبون للولايات المتحدة للتدريب.
لكن ماذا نعرف عن الصفقة؟
تقدمت تركيا في عام 2014 بطلب لشراء طائرات أمريكية من طراز "إف 35"، وتطور التعاون بين البلدين إلى زيادة الطلب التركي ليصل إلى 14 طائرة في مارس 2016.
واتفق الجانبان في النهاية على تسلم تركيا 100 طائرة "إف 35" بحلول عام 2022، بجانب مساهمة شركات تركية في تصنيع أجزاء من المقاتلات، ما يقلل تكلفة إنتاجها بالنسبة لشركة لوكهيد مارتن الأمريكية.
وبحسب المسئولين الأتراك تساهم عشر شركات للصناعات الدفاعية التركية مع لوكهيد مارتن في إنتاج قطع غيار ومكونات المقاتلات، مثل شاشات العرض في قمرة القيادة، وإنتاج الغلاف الخارجي وأبواب قسم الذخيرة والقنوات الهوائية.
وتسلمت تركيا بالفعل الدفعة الأولى من الطائرات في عام 2018، وكان الاتفاق على إبقاء بعض الطائرات التركية لتدريب الطيارين الأتراك عليها في قاعدة أمريكية.
تحدث مسئولون أتراك أن الدفعة الثانية كان من المقرر أن تكون 24 طائرة، على أن يكون تسلم طلبات الشراء الجديدة في عامي 2021 و2022، وذلك بالتزامن مع عملية تدريب الطيارين الأتراك في قاعدة لوك الجوية، بولاية أريزونا الأمريكية، بجانب موظفين أتراك في مجال الصيانة يتلقون التدريبات أيضا.
وبحسب وكالة رويترز فإن شركة لوكهيد تنتج 3 نسخ من طائرات "إف 35" للجيش الأمريكي وعشر دول قررت شراء هذا الطراز هي بريطانيا واستراليا والنرويج والدانمارك وهولندا وإيطاليا وتركيا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية.
كما يُتوقع أن تبلغ تكلفة الجزء الخاص بالولايات المتحدة من برنامج إنتاج المقاتلات 379 مليار دولار، وفي المجمل تدخل 3 آلاف طائرة الخدمة على مستوى العالم في السنوات القادمة.
في يوليو من عام 2017، انتهت شركة "توساش" للصناعات الفضائية والطيران التركية، من تصنيع الجزء الأوسط من هيكل طائرة "إف 35"، وسلمتها إلى شركتي "نورثروب جرومان" و"لوكهيد مارتن" الأمريكيتين، كجزء من البرنامج المتفق عليه.
وصرح وكيل وزارة الدفاع التركية للصناعات العسكرية إسماعيل دمير، آنذاك وخلال مراسم التسليم في مقر شركة توساش، إن "الشركة التركية هي الجهة الوحيدة المنتجة للجزء الأوسط من جسم طائرات أف-35 خارج الولايات المتحدة، باستثناء شركة نورثروب جرومان".
لم تكن تلك الأزمة الأخيرة بسبب صفقة "اس 400" الروسية، الأولى التي تهدد فيها أمريكا بإخراج تركيا من برنامج المقاتلات "اف 35".
في عام 2018 ومع أزمة احتجاز القس الأمريكي برانسون في تركيا، قرر الكونجرس الأمريكي وقف تزويد تركيا بطائرات "اف 35"، لكن وزير الدفاع الأمريكي آنذاك خرج للدفاع عن البرنامج.
وقال جيم ماتيس في رسالة للكونجرس، إن ذلك سيؤدي لخسارة كبيرة لصناعة طائرات "إف 35"، موضحًا أن وقف تسليم تركيا المقاتلات ومنع تزويد شركة لوكهيد مارتن بقطع الغيار، سيؤدي إلى توقف إنتاج المقاتلة الحربية.
ولفت ماتيس آنذاك إلى أن تركيا من بين الشركاء الدوليين الثمانية الأصليين لطائرة F-35، التي تعتمد على المبيعات الدولية بالإضافة إلى المبيعات الأمريكية، وأن تركيا استثمرت 1.25 مليار دولار –آنذاك- في مرحلة تطوير الطائرة.
وتابع: "إذا توقفت سلسلة التوريد التركية اليوم، فسوف يؤدي ذلك إلى توقف إنتاج الطائرات، وتأخير تسليم ما بين 50-75 طائرة، وسيستغرق الأمر ما بين 18 و24 شهرًا تقريبًا لإعادة توريد الأجزاء التي تصنعها الشركات التركية".
تعد طائرة "إف 35" مقاتلة متعددة المهام، ولديها إمكانيات كبيرة في المناورة، وتمتلك قدرات كبيرة على المسح الإلكتروني وتقنية التخفي.
فيديو قد يعجبك: