ما هي فضية كمبريدج أناليتيكا التي غرمت فيسبوك 5 مليارات دولار؟
القاهرة (وكالات)
قررت المفوضية الفيدرالية للتجارة في الولايات المتحدة فرض غرامة بقيمة خمسة مليارات دولار على شركة فيسبوك لتسوية قضية انتهاك خصوصية بيانات مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الشهير، وفقا لوسائل إعلام أمريكية.
وصوّت المفوضون في مفوضية التجارة الاتحادية بواقع 3 أصوات مقابل صوتين لصالح اتفاق تسوية في الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن أشخاص على علم بالمسألة. وأضافت أنه لم يتضح بعد كم من الوقت سيستغرقه إتمام الاتفاق.
وأقرت المفوضية تحقيقا في مزاعم حول استخدام شركة كمبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية بيانات 87 مليون مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دون موافقتهم.
ولم يصدر عن فيسبوك ولا المفوضية الفيدرالية أي تعليق في هذا الشأن حتى الآن.
وبدأ التحقيق مع فيسبوك العام الماضي بعدما اتضح أن شركة كامبريدج أناليتيكا للاستشارات القانونية، ومقرها لندن، اطلعت على بيانات 87 مليون مستخدم.
ورفضت المفوضية وفيسبوك تأكيد التقرير، ولكن عملاق التواصل الاجتماعي قالت إنها تتوقع خسارة تصل إلى 5 مليارات دولار نتيجة للفضيحة في تقرير أرباح الربع الأول الذي نشر في أبريل.
ومن المنتظر أن تراجع وزارة العدل الاتفاق، لكنها عادة لا تغير القرارات التي اتخذتها مفوضية التجارة الاتحادية.
ما هي فضيحة كمبريدج أناليتيكا؟
كمبريدج أناليتيكا شركة استشارات سياسية بريطانية تمكنت من الوصول إلى بيانات الملايين من مستخدمي فيسبوك، والتي يُزعم أن بعضها استخدم للتأثير نفسيا على الناخبين في الولايات المتحدة واستهدافهم بمواد من شأنها مساعدة دونالد ترامب في حملته الانتخابية في 2016.
وحصلت الشركة على البيانات عبر تطبيق يطلب الإجابة على بعض الأسئلة عبر الإنترنت يدعو المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي لاكتشاف نوع شخصيتهم.
وكما كان شائعا في التطبيقات والألعاب الإلكترونية في ذلك الوقت أنها لم تكن مصممة فقط للحصول على بيانات المستخدمين فقط، لكن بيانات أصدقائهم أيضا.
وقالت شركة فيسبوك إن كمبريدج أناليتيكا حصلت على بيانات حوالي 87 مليون مستخدم. كانت هذه الفضيحة سببا في فتح العديد من التحقيقات حول العالم.
بدأت الفضيحة تتكشف العام الماضي عندما كشفت صحيفة الأوبزرفر أن البيانات الشخصية لنحو 50 مليون أمريكي ومليون بريطاني على الأقل قد تم حصادها من فيسبوك وتسريبها بشكل غير لائق إلى "كامبريدج أناليتيكا".
وقالت الصحيفة البريطانية آنذاك، نقلا عن موظفين سابقين بشركة كمبريدج أناليتيكا ومساعدين ووثائق، إن هذه الواقعة تعد واحدة من أكبر عمليات خرق البيانات في تاريخ فيسبوك. وأوضحت الشركة إنها قررت تعليق حساب شركة كامبريدج أناليتيكا بعد أن تأكدت من انتهاك سياسات خصوصية البيانات.
وقالت الأوبزرفر إن كامبريدج أناليتيكا استخدمت البيانات التي حصلت عليها بدون تفويض في أوائل عام 2014 لعمل برنامج كمبيوتر للتنبؤ والتأثير على خيارات الناخبين في مراكز الاقتراع.
ونقلت الصحيفة عن مبلّغ عن المخالفات من كامبريدج أناليتيكا يدعى كريستوفر ويلي الذي عمل مع أكاديمي في جامعة كامبريدج للحصول على البيانات، قوله إن البرنامج يستطيع أن يقدم معلومات عن الناخبين لاستهدافهم بإعلانات سياسية شخصية.
و الأشخاص الذين تم استهدافهم والحصول على بياناتهم يمثلون نحو ثلث المستخدمين النشطين للموقع في أميركا الشمالية وتقريبا ربع الناخبين الأميركيين المحتملين في ذلك الوقت.
وبعد كشف الأمر، فتحت المفوضية الفيدرالية للتجارة تحقيقا تناول شركة فيسبوك في مارس. ركزت التحقيقات على إذا ما كان فيسبوك قد انتهك الاتفاقية المبرمة في 2011، وتنص القواعد على ضرورة إخطار المستخدمين والحصول على "موافقتهم" حال مشاركة بياناتهم مع طرف ثالث.
يشار إلى أن السلطات البريطانية فرضت غرامة على فيسبوك بقيمة 500 مليون جنية استرليني، بسبب تورطها في فضيحة كامبريدج أناليتيكا، وهي أقصى غرامة يمكن أن تفرضها هيئة تنظيم البيانات في المملكة المتحدة.
فيديو قد يعجبك: