"ذي أتلانتيك": هل تتجه أمريكا وإيران نحو اتفاق؟
كتبت – إيمان محمود:
ترى مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية أن هناك اتفاق ربما يكون في الأفق بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك على الرغم من تصاعد اللهجة العدائية وإظهار كل جانب أنه يفضل تصعيد الضغط على الجانب الآخر.
تبتعد إيران تدريجيًا عن الحدّ المفروض عليها في الاتفاق النووي، بعد أن أعلنت رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، لتتجاوز الـ3.67، وهي النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في عام 2015.
ويعتبر اليورانيوم من أكثر العناصر الكيميائية كثافة في العالم، ويستخدم في توليد الطاقة أو صناعة الأسلحة النووية.
ترى "ذي اتلانتيك" الأمريكية أنه من المتوقع أن تبدأ طهران في تثبيت أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الخاصة بها، أو تبدأ في تشغيل أقدم أجهزة الطرد المركزي والمسموح بتخصيبها.
وتُعتبر أجهزة الطرد المركزي هي الأدوات التي تخصب اليورانيوم الذي يتحول إلى غاز عبر دوران فائق السرعة، مما يتيح زيادة نسبة النظائر الانشطارية.
وقالت المجلة الأمريكية، إن إيران لا تتسابق في إنتاج المواد اللازمة لتصنع الأسلحة، لكنها تقلل الوقت الذي تحتاج فيه إلى امتلاك القدرة على التقدم والانطلاق.
وأضافت أن قرار إدارة ترامب بإنهاء التنازلات التي أعطتها لثمانية دول للاستمرار في شراء النفط الإيراني، في أواخر أبريل الماضي، وضع الإيرانيين في مأزق حقيقي، إذ انخفضت صادرات البلاد من النفط من حوالي مليون برميل يوميًا إلى حوالي 300 ألف برميل.
واستطردت "بعد الخسارة الناتجة عن ضعف الإيرادات، والضغوط الاقتصادية الموجودة بالفعل بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية، شعرت الشركات متعددة الجنسيات بالحاجة إلى احترام العقوبات خشية من أن تفقد القدرة على ممارسة أعمالها التجارية في الولايات المتحدة، أو يتم حرمانها من الحصول على تمويل من البنوك الأمريكية.
وذكرت المجلة أن ما تقوم به إيران في الوقت الحالي هو "الرد على سياسة الضغط الأقصى لإدارة ترامب من خلال الضغط" بالدرجة الأقصى أيضًا من جانبها.
وأشارت المجلة إلى تكثيف طهران لأعمالها العدوانية التي تهدد المنطقة بأكملها، مشيرة إلى استهداف المطارات السعودية المدنية وخطوط أنابيب النفط ومحطاته من قبل الحوثيين بصواريخ وطائرات إيرانية، بالإضافة إلى تخريب ست سفن في مناسبتين مختلفتين بمناجم البركان جنوب مضيق هرمز. وتنفي إيران مسئوليتها عن كل ذلك.
وأكدت المجلة أن طرفي الصراع –الإيراني والأمريكي- يحاول الضغط على الطرف الآخر، دون إدراك ذلك سيؤدي إلى اندلاع الصراع، حتى لو لم يرغب أي من الطرفين في ذلك.
وفي تصريحات سابقة، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ووزير الخارجية ونائبه، إنهم سيتنازلون تحركاتهم في البرنامج النووي، في حال حقق الأوروبيون لهم مكاسب اقتصادية، كما وافق روحاني على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتفاوض.
وتساءلت المجلة "هل يمكن للأوروبيين التوسط بنجاح بين الإيرانيين وترامب؟"، قائله إنه من الممكن أن يبدأوا بالتوسط في مفاوضات يعود فيها الإيرانيون إلى بنود الاتفاق النووي، مقابل تراجع ترامب عن العقوبات الاقتصادية عليهم.
وأكدت المجلة أن إدارة ترامب ليست لديها أي رد حقيقي على الحد الأقصى من الضغط الإيراني، كما أنها لا ترغب الدخول في صراع، مشيرة إلى أن ذلك يبدو كافيًا لإقناع ترامب بقبول هذا التفاهم.
وأعربت المجلة عن تخوفها من رفع العقوبات الأمريكية التي قالت إنها تم تطبيقها بسبب سياسة إيران العدائية المستمرة، وسلوكها في المنطقة.
وأكدت المجلة أن إيران تفضل تصعيد الضغط الذي تمارسه على الولايات المتحدة ما لم يخشى المرشد الأعلى من أن تتصرف الولايات المتحدة عسكريًا، ولذا فمن غير المُستبعد أن يقبل صفقة في أي وقت قريبا.
وختمت "خطر حدوث صراع لا يريده أي من الطرفين سيظل مرتفعًا بدرجة عالية بما يكفي لتجعل الأوروبيين يبذلون كل ما في وسعهم لإقناع كل جانب بالتخلي عن التصعيد والتوسط في حلّ جديد".
فيديو قد يعجبك: