لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: "يوم حساب ترامب" قادم لا محالة

08:17 م السبت 22 يونيو 2019

الرئيس الاميركي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:
تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، لاختبار صعب للغاية، بعد أن وقع أمام اختيار بين اتخاذ القرار بضرب إيران عسكريًا لإسقاطها طائرة أمريكية مُسيرة، وبين ضبط النفس لعدم إشعال فتيل حرب كبرى.

جميع ردود الأفعال السابقة وتصريحات ترامب تشير إلى أنه كان على وشك اتخاذ القرار بضرب إيران أو أي من منشآتها، كما أن مستشاريه من أمثال وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون أيضًا من مؤيدي اتخاذ قرار بضرب إيران، إلا أن الرئيس اختار ضبط النفس ولم ينجر إلى الانتقام من إيران أو على الأقل في الوقت الراهن، بحسب ما تذكره صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وتقول الصحيفة الأمريكية في تقرير لها الجمعة، إن مسؤولي الإدارة الأمريكية لم يكشفوا عن تفاصيل كثيرة من المناقشات التي دارت الخميس بين ترامب ومساعديه حول ضرب إيران، لكن لا أحد يشكك في أن هذا التحول قد يكون نقطة تاريخية في رئاسة ترامب.

وترى الصحيفة أن هذه اللحظة كانت حتمية منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وإعادة فرض العقوبات، وبعد انهيار الاقتصاد الإيراني أصبح من المتوقع أن تقوم طهران برد فعل، مجبرة ترامب على الاختيار بين الحرب والسلام.

ويقول روبرت مالي، رئيس مجموعة الأزمات الدولية ومستشار في الشأن الإيراني للرئيس السابق باراك أوباما: "الرئيس ترامب الآن في صراع داخلي مع نفسه، فهو يريد تطبيق أقصى درجات الضغط ولكنه في نفس الوقت يتحاشى المواجهة العسكرية مع إيران. ولكن لا يمكن لكلا الأمرين أن يكونا صحيحين لأن أحدهما يؤدي إلى الآخر".

وترى الصحيفة، أن ترامب قد لا يكون مستعدًا لشن عمل عسكري ردًا على إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية، ولكنه سيتعرض لاختبار آخر إذا ما أوفت إيران بوعدها وتخطى برنامجها النووي حدود الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب العام الماضي.

ويقول راؤول مارك جيريشت، عضو سابق في المخابرات المركزية الأمريكية، ومتخصص في الشأن الإيراني بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية: "سوف يستمر الإيرانيون في اختبار معدن الرئيس الأمريكي، وسنكون قريبًا في لحظة حقيقة أخرى يتعين على ترامب فيها اتخاذ قرار حاسم. وأعتقد أن يوم الحساب بالنسبة للرئيس الأمريكي يقترب بسرعة".

وتقول الصحيفة، إن سياسة ترامب في مواجهة الأخطار الخارجية تتمحور حول الحديث بصوت عال دون فعل شيء على الإطلاق، أو حمل عصا كبيرة والتلويح بها دون أن يشكل خطرًا على أي شخص. وآخرهم كان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون الذي هدده ترامب فيما سبق بـ "النار والغضب"، ولكن جلسا في قمتين معًا حتى الآن.

يرى ترامب ، بحسب الصحيفة، أن اتخاذه لهجة عدائية مع إيران وأن الجيش الأمريكي ممول بشكل أفضل من نظيره الإيراني، يشكلان عامل ردع أمام إيران، ولكن يقول الخبراء إن مثل هذه اللهجة العدائية نفسها -حتى لو كانت عن غير قصد- قد تتسبب في قيام حرب بين الجانبين.

ويقول رام إيمانويل، الذي شغل منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد أوباما، إن "البيت الأبيض الآن أصبح مقسمًا بشكل كبير، بين فريق ينادي بضرب إيران عسكريًا ومنهم جون بولتون وبومبيو، وفريق آخر يتمثل في ترامب نفسه، ورؤساء الأركان المختلفة الذين يعارضون هذه الفكرة. والآن أصبح لدينا مشكلة لأننا ليس لدينا موقف استراتيجي موحد في البيت الأبيض".

ولكن، يرى حلفاء ترامب أن موقفه ضد القيام بضربة عسكرية لن يمنعه من استخدام القوة إذا كان استخدامها ضروريًا، ويقول فريد فليتز، رئيس أركان مجلس الأمن القومي السابق: "إن ترامب رئيس انتخب لإخراج الولايات المتحدة من الحروب، ولكن استخدام القوة العسكرية أمر مطروح عندما يتعلق الأمر بإيران، وسوف يستخدمها إذا اضطر لذلك".

وتقول الصحيفة، ترامب يحاول تجنب خطر المواجهة مع إيران، وعلى مدار الأيام الماضية قلل من الخطر الإيراني في المنطقة، حيث قال الأربعاء قبل إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية، إنه "غير مهتم بالتحديات الموجودة خارج البلاد. فكل شيء تحت السيطرة"، وبعد إسقاط الطائرة كان أول رد فعل له أنه "لم تتعرض حياة أي فرد أمريكي للخطر"، مقترحًا أن هذه الحركة لم تصرح بها إيران، وأن الذي ارتكبها قام بـ "خطأ كبير جدًا".

وقال ترامب في كلمته لبدء حملة إعادة انتخابه من ولاية فلوريدا: "نحن نرسم طريقًا إلى الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط، لأن الدول الكبرى لا تريد خوض حروب لا تنتهي. حان الوقت لإعادة القوات الأمريكية للوطن وتطبيق سياسة أمريكا أولًا".

ولكنه، بحسب الصحيفة، في نفس الوقت وافق على تسريع نشر حاملات الطائرات في المنطقة وإرسال 2500 جندي آخرين لوقف الأخطار الإيرانية.

ويقول بريت ماكجورك، مبعوث الرئيس السابق لمواجهة تنظيم داعش والذي استقال العام الماضي، "بالنسبة لرئيس يقول إنه يريد إنهاء الالتزامات العسكرية الأمريكية في المنطقة، فإن نشر حاملات الطائرات وآلاف القوات الجديدة ليس دليلًا على نجاح سياساته".

ونقلت الصحيفة في ختام تقريرها، قول فريد فليتز، مساعد ترامب السابق: "تخطئ إيران كثيرًا إذا ما كانت تعتقد أن تخلي ترامب عن مواجهتها الآن يعني أنه لن يستخدم الخيار العسكري مطلقًا".

فيديو قد يعجبك: