استقالة رئيس برلمان جورجيا بعد احتجاجات أسفرت عن إصابة 240 شخصًا
تبليسي (د ب أ)
استقال رئيس البرلمان الجورجي، إيراكلي كوباكيدزه، من منصبه اليوم الجمعة، عقب احتجاجات فجر اليوم خلفت 240 مصابا في تلك الجمهورية السوفيتية السابقة.
وشغل كوباكيدزه رئاسة البرلمان ثلاث سنوات تقريبا. واتُخذ القرار عقب اجتماع لقيادة حزب الحلم الجورجي الحاكم.
وكان المتظاهرون في العاصمة تبليسي حاولوا اقتحام مبنى البرلمان مساء أمس الخميس، مطالبين باستقالة كوباكيدزه، وسط زيارة مثيرة للجدل يقوم بها وفد من روسيا المجاورة، وهي الزيارة التي جرى تحميل كوباكيدزه مسؤوليتها.
وفي بيان قال حزب الحلم الجورجي إن الاحتجاجات رسمت "لوحة واضحة" للغضب العام. وأظهرت استقالة كوباكيدزه أن الحزب يحافظ على "معايير مرتفعة من المساءلة" مع الشعب.
وزار الوفد الروسي جورجيا لتعزيز الروابط بين الدولتين، حيث المسيحية الأرثوذكسية هي الديانة الأكثر شيوعا، ولكن قادة المعارضة عارضوا رئاسة عضو من مجلس الدوما الروسي اجتماع بشأن القضايا الدينية والسياسية في جلسة عامة بالبرلمان .
يشار إلى أن المشاعر المناهضة لروسيا قوية للغاية في جورجيا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة، حيث تثير القوى السياسية مخاوف من استعادة روسيا نفوذها في البلاد.
وهزمت روسيا القوات الجورجية في حرب قصيرة في عام 2008 على منطقتين جورجيتين انفصاليتين، هما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وتعترف روسيا بالإقليمين كدولتين مستقلتين.
وقالت رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي خلال الاحتجاجات: " روسيا عدونا ومحتل لنا" ، داعية إلى استعادة السلام، كما لفتت إلى أن حالة عدم الاستقرار تلك تصب بالفعل في مصلحة روسيا.
وأضافت زورابيشفيلي في بيان عبر صفحتها على موقع فيسبوك: "لن يفيد انهيار دولتنا ومجتمعنا، والمواجهة الداخلية، أحدا إلا روسيا. هذا هو أكثر أسلحتها المعروفة جيدا".
وذكرت شبكة "فيرست تشانيل" التلفزيونية الرسمية أن أكثر من مئة شخص لا يزالون في المستشفى. ونقلت الشبكة عن النائب الأول لوزير الصحة زازا بوكوا القول: "أغلب الحالات هناك مصابة بصدمة ورضوض، وإصابات بالعين".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوفد الروسي لم يتعرض لأذى.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي الجورجي مئات الأشخاص وقد وقفوا أمام مبنى البرلمان، ويحاول الكثير منهم إزالة حواجز وضعتها الشرطة.
وهددت وزارة الداخلية بإجراءات صارمة. وأفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي لتفرقة المتظاهرين.
وانتقد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، المظاهرات، معتبرا إياها إثارة لمشاعر كراهية روسيا، وذلك في تعليقات أوردتها وكالة أنباء "تاس" الروسية الحكومية.
وقال بيسكوف إن مثل هذه المظاهر من كراهية الروس تتسبب لنا في مخاوف كبيرة. ودعونا لا ننسى أن جورجيا أحد أكثر الوجهات السياحية لكثير من المواطنين الروس.
ووصف الخبير الإقليمي جيار أوتال الواقعة بأنها "كارثة خاصة بالعلاقات العامة" لحكومة جورجيا، حيث يواجه حزب الحلم الجورجي خسارة محتملة للدعم.
وأضاف أوتال المنتسب لمركز هارفارد دافيس للدراسات الروسية والأوروأسيوية: "في جورجيا يرى الشعب روسيا بشكل كبير على أنها دولة تحتل 20 بالمئة من الأراضي الجورجية".
غير أنه "في 2018 زار أكثر من مليون سائح روسي جورجيا .. فالسياحة صناعة رئيسية في جورجيا"، حسبما قال أوتال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وقالت الوكالة الاتحادية الروسية للسياحة إنها لا ترى الاحتجاجات سببا للنصح بعدم السفر لجورجيا.
فيديو قد يعجبك: