واشنطن بوست تتحدث عن ترامب "ومأزقه" مع إيران
كتبت - إيمان محمود:
انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الرئيس ترامب بسبب الأزمة التي اندلعت مع إيران مؤخرًا، قائلة إنه "وضع نفسه في مأزق خطير بإيران"، على الرغم من أنه قام بحملة ضد حروب الشرق الأوسط وقال مرارًا وتكرارًا إنه لا يريد حربًا مع الجمهورية الإسلامية.
وأضافت الصحيفة –في افتتاحية نشرتها السبت- أن ترامب أمر بسلسلة من الإجراءات الاستفزازية تجاه إيران والتي نتج عنها، يوم الخميس، الأحداث التي كان يمكن التنبؤ بها تمامًا من ناقلات النفط المشتعلة بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي في الخليج العربي، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا من التصعيد نحو الصراع المُسلّح.
واتهم ترامب، إيران بشنّ الهجمات. وبثّ الجيش الأمريكي فيديو يظهر فيه قارب إيراني يزيل ما يبدو أنه لغم غير منفجر من إحدى السفن.
وقالت الصحيفة إن إيران تستغل "المصداقية المُحطّمة" للرئيس الأمريكي، في إصرارها على إنكار مسؤوليتها عن الحادث، مضيفة أن طهران يبدو أنها "مسؤولة عن الهجوم وعن هجوم آخر على السفن" في الخليج العربي وقع الشهر الماضي، وهو ما هدد نظام خامنئي بفعله في وقت سابق.
وأكدت الصحيفة أن إيران مسؤولة عن الاعتداءات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تتصدى له، لكن هجمات السفينة كانت النتيجة المتوقعة لحملة ترامب لتطبيق "أقصى ضغط" على طهرن دون أي دبلوماسية.
وأشارت واشنطن بوست إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، والتي وصفته بأنه "غير مُبرر"، بالإضافة إلى ما تلاه من قرار العقوبات، وإغلاق صادرات إيران النفطية المُتبقية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الطريق السلمي الوحيد الذي قدمه ترامب في هذه الأزمة الاقتصادية هو قبول نظام خامنئي لعشرات الإملاءات الأمريكية التي من شأنها عكس سياستها الخارجية تمامًا، لكن وزير الخارجية مايك بومبيو، الذي طرح المطالب، اعترف بأنها لن تؤدي إلى أي اتفاق دبلوماسي.
قالت الصحيفة: "في ظل هذه الظروف، ليس من المستغرب أن ترد إيران بإجراءات تهدف إلى معاقبة الولايات المتحدة -مثل تعطيل تجارة النفط الحيوية من خلال الخليج العربي- مع تجنب الهجمات المباشرة على الأمريكيين التي قد تدفع البيت الأبيض إلى الحرب".
وأضافت: "يبدو ترامب صادقًا عندما يقول إنه لا يريد حربًا، لكن ليس لديه طريقة سهلة للخروج من الأزمة التي اختلقها".
ورفض المرشد الأعلى في إيران، يوم الخميس، إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، مما دفع الذي ترامب -الذي قال مرارًا وتكرارًا إنه يريد إجراء مثل هذه المحادثات- إلى كتابة تغريدة يقول فيها إنه يستبعدها.
ترى الصحيفة أن الإدارة الأمريكية ستسعى إلى تجنيد حلفاء أوروبيين للانضمام إليها في مواجهة إيران بشأن هجمات السفن، لكن الأوروبيين سيكونون حذرين، نظرًا لأن ترامب انسحب من الصفقة النووية الإيرانية وأعاد تطبيق العقوبات بسبب اعتراضاتهم القوية. كما رجحت الصحيفة أن تقوم إيران بهجمات أخرى، ووقتذاك لن يدعم الكونجرس العمل العسكري الأمريكي.
وبحسب الصحيفة "تتحدث الإدارة عن خطوات أقل من ذلك، مثل توفير الحماية البحرية الأمريكية للسفن التي تعبر الخليج، لكن من المرجح أن تستمر إيران في البحث عن طرق لإلحاق الأذى بالولايات المتحدة وحلفائها مثل السعودية وإسرائيل".
وختمت واشنطن بوست: "إذا كان ترامب يرغب فعلاً في تجنب المزيد من التصعيد، فعليه أن يستمر في التواصل الدبلوماسي الموثوق به مع إيران، وربما بالتنسيق مع الأوروبيين، وعليه تحديد أهداف قابلة للتحقيق. سيكون وقف التصعيد من كلا الجانبين بداية جيدة".
فيديو قد يعجبك: